يقع معبد باربار في قرية باربار بمملكة البحرين - وهو من الآثار القيمة تقع معابد باربار في قرية باربار، وقد اكتشف أول معبد منها بواسطة البعثة الدنماركية في العام
تقع معابد باربار في قرية باربار، وقد اكتشف أول معبد منها بواسطة البعثة الدنماركية في العام 1954م، وكشفت الحفريات اللاحقة أن ذلك المعبد مبني فوق بقايا معبدين آخرين أصغر حجماً وأقدم منه، كما اكتشفت البعثة معبداً آخر على تلة مجاورة شمال شرق الموقع الأول، واكتشفت بعثة تنقيب بريطانية مستوطنة أخرى جنوب غرب الموقع وتحوي معبد ثالث.ويعتقد بأن معابد باربار شيدت لعبادة الإله إينكي وزوجته نانخور ساك وابنهما آنزاك. وتدور ملحمة الفردوس الشهيرة حول شخصية إينكي وزوجته، وهما ينتميان إلى ارباب ما بين النهرين، واصبح ابنهما آنزاك فيما بعد كبير الآلهة في دلمون. إن الشيء الأكثر أثارة
للأهتمام في معبد باربار هو أنه مبني على ينبوع من الماء عليه حوض البئر المقدس المحاط بجدار صخري، ومن المحتمل جداً أن يكون المكان قد خصص للغسل أو الوضوء، حيث كان الأفراد ينزلون على السلم من الجزء العلوي للمعبد إلى هذا النبع المقدس.
وفي أعلى السلم يوجد المعبد الذي كان يعبد فيه إينكي وزوجته، كما يتبين من المذبحين، إن حقيقة تشييد المعبد فوق نبع للماء يعكس الاعتقاد السائد آنذاك بأن المياه الجوفية هي مقام الإله إينكي، إله الحكمة والماء العذب، وأن القوة التطهيرية للماء هي التي تجعل من إينكي إلهاً للتظهير والسحر.
ولا تزال هناك بقايا من حوائط ومذبحين لتقديم القرابين، وهما مبنيان من صخور ناعمة السطح دائرية الشكل، ويوجد في وسط المعبد منصة مستطيلة الشكل تمثل المقام الرئيسى.
وكان المعبد قد بني على ثلاث مراحل امتدت للفترة ما بين 3000 سنة قبل الميلاد وحتى 2000 سنة قبل الميلاد، المعبد الأول البيضاوي الشكل مبني حوالي 3000 سنة قبل الميلاد بينما شيد المعبد الثاني من الحجر الجيرى حوالي 2500 سنة قبل الميلاد. أما المعبد الثالث فيرجع تاريخ بنائه إلى ما بين 2100 إلى 2000 سنة قبل الميلاد، وهو أيضاً مبني من الحجر الجيري. معابد باربار الثلاثة تم بناؤها فوق بعضها البعض، وهذا من خصائص المعابد السومرية حيث يتم بناء المعبد الأعلى فوق بقايا الأول والأقدم بعد أن ينهار ويسقط.
وقد تم العثور على أدوات كثيرة بين طبقات المعبد، بينها أختام دلمونية دائرية الشكل، مزهريات من الرخام، محارق للبخور وكؤوس فخارية مخروطية الشكل ومختلف أنواع الأواني الفخارية والأسلحة النحاسية وقطع صغيرة من الذهب.
وطلق عليها اسم معبد باربار نسبة إلى القرية التي أكتشف بها وهو مبنى بكتل من الحجارة الضخمة التي قطعت واعدت لبنائه وهي مجلوبة من جزيرة جدة، وأتضح من خلال أعمال الحفر والتنقيب أنه يتكون من ثلاث طبقات بنائية كل طبقة تشكل فترة زمنية يختلف المعبد من ناحية التصميم بين مرحلة وأخرى واتضح لدى المنقبين أن بقايا أبنية المعبد تعرضت خلال الفترات التاريخية إلى الهدم والتدمير الذي أدى إلى تشويه معالمه .
ومن دراسة تفاصيل المعبد الهندسية الخاصة في المرحلة الأولى والثانية اتضح أنه يشابه نظائر له اكتشف في بلاد الرافدين (العراق) وخاصة معبد تل العبيد السومري والمعبد البيضاوي في خفاجي. ويتكون المعبد من ساحة رئيسية يتوسطها حجارة مصفوفة بشكل دائري هي عبارة عن مكان تقديم القرابين (المذبح) ويوجد بالقرب منه حجارة وضعت على مسافات متقاربة استخدمت لربط الحيوانات المعّدة للذبح وعلى الجانب الغربي من المذبح توجد غرفة الإله المعبود ويتصل بهذه الغرفة درج يؤدي إلى بئر يحتوي على ماء عذب لعب دوراً كبيراً في طقوس العبادة خلال مراحل المعبد الثلاثة وهذا البئر يتصل بعبادة آلهة المياه العذبة والحكمة وهو الآلة (أنكي) الإله دلمون الرئيسي.
وهذا الإله من الآلهة المقدسة التي آمن بها السومريون في بلاد الرافدين والذين اعتقدوا أن موطن عبادته وسكنه في دلمون (البحرين) والآلهة ننهر ساج زوجته وكانا يعبدان في هذا المعبد.
وفي الزاوية الجنوبية الشرقية من مصطحبة المعبد يوجد ممر يؤدي إلى ساحة منخفضة بيضاوية الشكل مبنية بقطع صغيرة من الحجارة وأرضيتها مغطاة بطبقة سميكة من الرماد تحتوي على عظام محروقة للحيوانات المضحاة.
وفي الجانب الجنوبي يوجد جدار المعبد الثاني بيضاوي الشكل مبني بكتل من الحجارة المقطوعة والمصفوفة بشكل منتظم.
ومن أهم اللقي الأثرية التي اكتشفت في مراحل المعبد الثلاثة رأس ثور مصنوع من البرونز يحتمل أن يكون قد أستخدم لتزيين صندوق القيثارة الخشبية التي كانت تستخدم كآلة للعزف خلال الاحتفالات الدينية.وإعداد كبيرة من الأختام الدلمونية المصنوعة من الحجر الصابوني والتي تمثل نقوشها وضعيات تتصل بطقوس العبادة ومواد كثيرة مصنوعة.
ويعتبر معبد باربار من المواقع الأثرية المهمة التي اكتشفت في البحرين حتى الآن والتي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد.
\\
\\
\\
ونظرا ً لفقدان الوثائق الكتابية التي تحدد اسم الآلهة التي كان المعبد مكرسا ً لها، فقد اصطلح الآثاريون على إطلاق اسم (باربار) على المعبد نسبة إلى القرية التي يقع فيها ذلك التل القائم بقرية باربار على الشاطيء الشمالي من جزيرة البحرين.
وبالاستناد إلى التفاصيل الهندسية للمعبد وخاصة في مرحلتية الأولى والثانية، يتبين أن المعبد يشابه نظائر له في بلاد الرافدين، غير أن معبد باربار يتميز أيضا ً بخصائص ذاتية محلية، يذكر في مقدمتها استخدام مادة الحجر وليس الطوب في البناء، واختلاف محاور اتجاه المعبد وتفاصيل شكله من الداخل، ووجود حظيرة لحيوانات الأضاحي ونبع ماء عذب يتصل بالمعبد بواسطة سلم حجري. وهذا النبع يقترن على الأرجح بعبادة إله المياه العذبة الرافدي (إنكي).
يومًا ما سنلتقي .. في ابريلٍ دافىء أو نوفمبرٍ خريف أوراقه تملأ أرصفة طرقات العابرين ..يومًا ما ستزهر الحياة من جديد و كأنها تزور ربيع داخلنا للمرة الأولى ، ستتلاشى آلام البِعاد و يصير الخيال واقًعا و الأمان رفيقًا و الكلمات ثرثرة لا نهاية لها .. يومًا ما سيحل لقاء حتمي و أبدي لا نهاية لميقاته .