حاجة العباد إلى الله تعالى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي أكمل لنا الدين، وأتمَّ علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينًا، وجعلنا مِن خير أمَّة أُخرِجَت للناس تأمُر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله العزيز الحكيم، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ
|
|
17-11-2022
|
|
حاجة العباد إلى الله تعالى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي أكمل لنا الدين، وأتمَّ علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينًا، وجعلنا مِن خير أمَّة أُخرِجَت للناس
تأمُر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله العزيز الحكيم، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّهُ
{ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا } [الأحزاب: 45، 46]. أمَّا بَعْدُ:
فلا يستطيع أحدٌ مِن الناس أن يستغني عن مساعدة الله تبارك وتعالى له، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
قال سبحانه: { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ } [النمل: 62].
قال الإمامُ ابنُ كثير رحمه الله: "يُنَبِّهُ تَعَالَى أَنَّهُ هُوَ المدعُوُّ عِنْدَ الشَّدَائِدِ، المرجُوُّ عِنْدَ النَّوَازِلِ؛ كَمَا قَالَ:
{ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ } [الإسراء: 67]، وَقَالَ تَعَالَى: { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } [النحل: 53]
وقوله تعالى:{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ } أَيْ: مَنْ هُوَ الَّذِي لَا يَلْجَأُ الْمُضْطَرُّ إِلَّا إِلَيْهِ، وَالَّذِي لَا يَكْشِفُ ضُرَّ الْمَضْرُورِينَ سِوَاهُ"؛ (تفسير ابن كثير، جـ6، صـ 203).
قَالَ سبحانهُ: { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ
وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ
فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [يونس: 22، 23].
قال الإمامُ ابنُ كثير رحمه الله: أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ: { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }؛ أَيْ: يَحْفَظُكُمْ وَيَكْلَؤُكُمْ بِحِرَاسَتِهِ
{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }؛ أَيْ: بِسُرْعَةِ سَيْرِهِمْ رَافِقِينِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ { جَاءَتْهَا }؛ أَيْ: تِلْكَ السُّفُنَ { رِيحٌ عَاصِفٌ }
أَيْ: شَدِيدَةٌ { وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ } أَيْ: اغْتَلَمَ الْبَحْرُ عَلَيْهِمْ { وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ }؛ أَيْ: هَلَكُوا { دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ }
أَيْ: لَا يَدْعُونَ مَعَهُ صَنَمًا وَلَا وَثَنًا؛ بَلْ يُفْرِدُونَهُ بِالدُّعَاءِ وَالِابْتِهَالِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: { وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ
فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا } [الإسراء: 67]، وَقَالَ هَا هُنَا: { دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ }
أَيْ: هَذِهِ الْحَالُ { لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} أَيْ: لَا نُشْرِكُ بِكَ أَحَدًا، وَلَنُفْرِدَنَّكَ بِالْعِبَادَةِ هُنَاكَ كَمَا أَفْرَدْنَاكَ بِالدُّعَاءِ هَا هُنَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{ فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ }؛ أَيْ: مِنْ تِلْكَ الْوَرْطَةِ { إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }؛ أَيْ: كَأَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ ذَاكَ شَيْءٌ { كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّه } [يونس: 12].
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ } أَيْ: إِنَّمَا يَذُوقُ وَبَالَ هَذَا الْبَغْيِ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ، وَلَا تَضُرُّونَ بِهِ أَحَدًا غَيْرَكُمْ
كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: ((مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرَ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدخر اللَّهُ لِصَاحِبِهِ فِي الْآخِرَةِ، مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ)).
وَقَوْلُهُ: { مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } أَيْ: إِنَّمَا لَكُمْ مَتَاعٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الدَّنِيئَةِ الْحَقِيرَةِ { ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ }؛ أَيْ: مَصِيرُكُمْ وَمَآلُكُمْ { فَنُنَبِّئُكُمْ }
أَيْ: فَنُخْبِرُكُمْ بِجَمِيعِ أَعْمَالِكُمْ، وَنُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمِنْ وجد غير ذلك فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ؛ (تفسير ابن كثير، جـ4، صـ 259).
روى مسلمٌ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: ((يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ
فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ، إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ
فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي
إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا
عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ
مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ
مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيها لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا
فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ؛ (مسلم، حديث 2577).
الشرح:
قَوْلُهُ: ((كُلُّكُمْ ضَالٌّ))؛ أَي: عَنْ كُلِّ كَمَالٍ وَسَعَادَةٍ دِينِيَّةٍ وَدُنْيَوِيَّةٍ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ.
قَوْلُهُ: ((فَاسْتَهْدُونِي))؛ أَي: اطْلُبُوا الْهِدَايَةَ مِنِّي أَيَّ نَوْعٍ مِنْهَا.
قَوْلُهُ: ((أَهْدِكُمْ))؛ أَي: لَا هَادِيَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا.
قَوْلُهُ: ((يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ))؛ أَيْ: مُحْتَاجٌ إِلَى الطَّعَامِ.
قَوْلُهُ: ((إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ))؛ أَي: مَنْ أَطْعَمْتُهُ وَبَسَطْتُ عَلَيْهِ الرِّزْقَ وَأَغْنَيْتُهُ.
قَوْلُهُ: ((فَاسْتَطْعِمُونِي))؛ أَي: اطْلُبُوا الطَّعَامَ وَتَيْسِيرَ الْقُوتِ مِنْ بَابِي، أُطْعِمْكُمْ.
قَوْلُهُ: ((يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ))؛ أَي: مُحْتَاجٌ إِلَى سَتْرِ عَوْرَتِهِ وَإِلَى التَّنَعُّمِ بِأَنْوَاعِ لِبَاسِهِ وَزِينَتِهِ.
قَوْلُهُ: ((فَاسْتَكْسُونِي))؛ أَي: اطْلُبُوا مِنِّي الْكُسْوَةَ.
قَوْلُهُ: ((أَكْسُكُمْ))؛ أَي: أُيَسِّرْ لَكُمْ حَالَاتِكُمْ، وَأُزِيلُ عَنْكُمْ مَسَاوِئَ كَشْفِ سَوْآتِكُمْ.
فائدة مهمة:
مَا مَعْنَى الاسْتِثْنَاءِ فِي قَوْلِهِ: ((إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ وَكَسَوْتُهُ))، إِذْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مَحْرُومًا مِنْهُمَا؟
الْجَوَابُ: لَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ إِثْبَاتِ الْجُوعِ وَالْعُرْيِ فِي الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ نَفْيَ الشِّبَعِ وَالْكُسْوَةِ بِالْكُلِّيَّةِ، وَلَيْسَ فِي الْمُسْتَثْنَى
إِثْبَاتُ الشِّبَعِ وَالْكُسْوَةِ مُطْلَقًا؛ بَلِ الْمُرَادُ بَسْطُهُمَا وَتَكْثِيرُهُمَا.
قَوْلُهُ: ((تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ))؛ أي: أكثركم يذنبون.
قَوْلُه: ((فَاسْتَغْفِرُونِي))؛ أَي: اطْلُبُوا الْمَغْفِرَةَ مِنِّي.
قَوْلُهُ: ((يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي))؛ أَي: لَا يَصِحُّ مِنْكُمْ ضرِّي وَلَا نَفْعِي، فَإِنَّكُمْ لَوِ اجْتَمَعْتُمْ
عَلَى عِبَادَتِي أَقْصَى مَا يُمْكِنُ مَا نَفَعْتُمُونِي فِي مُلْكِي، وَلَوِ اجْتَمَعْتُمْ عَلَى عِصْيَانِي أَقْصَى مَا يُمْكِنُ لَمْ تَضُرُّونِي، بَلْ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا.
قَوْلُهُ: ((يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ))؛ أَي: مِنَ الْمَوْجُودِينَ ((وَآخِرَكُمْ)) مِمَّنْ سَيُوجَدُ.
قَوْلُهُ: ((كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ))؛ أَي: لَوْ كُنْتُمْ عَلَى غَايَةِ التَّقْوَى بِأَنْ تَكُونُوا جَمِيعًا عَلَى تَقْوَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ.
قَوْلُهُ: ((لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ))
أَي: وَقَفُوا أَوِ اسْتَمَرُّوا فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ فِي آنٍ وَاحِدٍ، وَفِي مَكَانٍ وَاحِدٍ
مَا نَقَصَ ذَلِكَ الْإِعْطَاءُ مِمَّا عِنْدِي، إِلَّا كَالنَّقْصِ الَّذِي يَنْقُصُهُ (الْمِخْيَطُ) - أَي: الْإِبْرَةُ - إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ.
قَوْلُهُ: ((أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا))؛ أَي: أَحْفَظُهَا وَأَكْتُبُهَا.
قَوْلُهُ: ((ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا))؛ أَي: أُعْطِيكُمْ جَزَاءَ أَعْمَالِكُمْ وَافِيًا تَامًّا، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ.
قَوْلُهُ: ((فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا))؛ أَي: تَوْفِيقَ خَيْرٍ مِنْ رَبِّهِ، وَعَملَ خَيْرٍ مِنْ نَفْسِهِ.
قَوْلُهُ: ((فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ))؛ أَي: عَلَى تَوْفِيقِهِ إِيَّاهُ لِلْخَيْرِ؛ لِأَنَّهُ الْهَادِي.
قَوْلُهُ: ((وَمِنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ))؛ أَي: شَرًّا أَوْ أَعَمَّ مِنْهُ ((فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ))؛ لِأَنَّهُ صَدَرَ مِنْ نَفْسِهِ، أَوْ لِأَنَّهُ بَاقٍ عَلَى ضَلَالِهِ
(مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي الهروي، جـ 4، صـ 1614:1611).
ختامًا: أسألُ اللهَ تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا أن يجعلَ هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذُخْرًا لي عنده يوم القيامة
{ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [الشعراء: 88، 89] كما أسأله سُبحانه أن ينفع به طلابَ العِلْمِ الكرام.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
_ الشيخ صلاح نجيب الدق.
ph[m hgufh] Ygn hggi juhgn hlgi juhg[ ph]e Ygd
ph[m hgufh] Ygn hggi juhgn hlgi hgufh] juhg[ ph]e Ygd
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
5 أعضاء قالوا شكراً لـ - وَرد. على المشاركة المفيدة:
|
|
17-11-2022
|
#2
|
جزاكِ الله خير
لا خلا ولا عدم
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
17-11-2022
|
#3
|
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
18-11-2022
|
#4
|
18-11-2022
|
#5
|
-
عز الأصايل
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
18-11-2022
|
#6
|
-
غيمة
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
18-11-2022
|
#7
|
-
همسات
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
18-11-2022
|
#8
|
موضوع رررائع
رفع الله قدرك فى الدارين
واجزل لك العطاء
شكرا لطرحك المميز
وانتقائك الهادف
جعله المولى فى موزين حسناتك
بوركت جهودك
سمو المشاعر
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
18-11-2022
|
#9
|
-
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
18-11-2022
|
#10
|
جزاك الله خيراً على كل كلمة نقلتها
وكتبها لك في الميزان حسناتك
دمت في أمان الله وحفظه
لك أعذب تحية
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
| | | | | | | | | |