يقال " أن رفضك لأيّ تعابير الحياة بالأحكام ، هو رفضك للحيــاة ." !! . أكثر ما يعانيه الإنسان ..يكمن في مخزون الأحكام التي بداخله ..من تسيطر وتكبل تفكيره ..وتعرقل
يقال " أن رفضك لأيّ تعابير الحياة بالأحكام ، هو رفضك للحيــاة ." !!
.
أكثر ما يعانيه الإنسان ..يكمن في مخزون الأحكام التي بداخله ..من تسيطر وتكبل تفكيره ..وتعرقل حياته ،، وتهدم أي جديد أو متطور لمستقبله ..الإنسان قالب من الأحكام التي يكون توارثها أو اعتنقها ، تبناهـا أو أمنا بها ..وقد يكون للتعليم والمعرفة نهل وثمره لهذه الأحكام ولما أل عليه سلوكياته ومبادئه ..!!
.
تقف عند الإشارة ..تلتفت إلى يميك وتشاهد سيدة تقود سيارتها وهي متبرجه ..أوه ما هذا لماذا هي هكذا ،، وكيف تفعل بحالها هكذا ...وأين أهلها مما تفعله بنفسها ..هنـا الاحكام تتدفق على مخيلتك وتسيطر على عقلك وتتطرف بفكرك وتحيدك على التأمل أو الوعي أو محاولة تفهم ماهي فيه وعليه ..
.
تذهب للسوق وتشاهد شباب يتراقصون على موسيقى أحد المراكز ..ينتابك غضب ..وتشعر بالكره والرفض وعدم تقبل ما يجري حولك لدرجة أنه ينتابك شيء من التوتر وتشعر برغبة ملحه لضرب هؤلاء المتراقصين لماذا ..لن ما بداخلك يحكمك من قناعات ومبادئ وأحكام مسبقة جسدت ما أنت عليه ..
.
الأحكام التي بداخل كل جسد منــا ليس معرقلة لحياتنا بقدر ماهي كتل متكتلة عل ميزان أنفاسك لا تستطيع على إثرها أن تستنشق الهواء ولا ان تطلق لجسد العنان بالاستمتاع بما لديك وحولك ..!!
.
الإشكالية العظمى اين تكمــن !!...أن كثير من متع الحياة وملذاتها التي ترفضها الأحكام بداخلك لا تقتصر على حكمك على الآخرين بقدر أنها تجعلك مكبل بالخوف والريبة والخشية أن تنعكس عليك فتجدك في صراع مع هذه الأحكام من خلال تطبيقها أو رفضها ..وكيف ارفض أمر وقد أقوم به يوماُ فاصبح في أثرها مناقض بين ما أرفضه وما أريده..!!
.
يجب وينبغي على كل منا أن يفصل بين السلوك وحقيقة هذا الإنسان بمعنى ..عندم أشاهد إنسان يكذب أو يسرق أو يقتل نعم نرفض سلوكه لكن لا ينبغي ان نرفضه كإنسان قام بعمل خاطئ وغير صائب ..قضيتنا في أحكامنا هي الشمولية وليست الفصلية لا نستطيع ان نفرق بين سلوك مشين او خاطئ وبين حقيقة هذا الإنسان وأنه مثلي وشبيهي في جميع الأمور لكن أحكامه جعلته في موضوع خاطئ ويجب أن يعاقب السلوك وليس الإنسان ..!!
.
يصف هذا الامر جبران خليل بقوله " طالما سمِعتُكم تتحدثون عمن يرتكب جرماً .. وكأنه ليس واحداً منكم ، بل هو غريب عنكم ودخيل مقحم على دنياكم !! ولكنني أقول إنه كما يعجز الصالحون والأبرار عن السمُو عمّا هو الأسمى في كلّ واحد منكم ..وكذلك الأشرار ،، وضعاف النفس لا يمكنهم أن ينحدروا أدنــى ممّا هو الأدنى فيكم " .
.
الأحكام ..تجعل الإنسان مثل غصن سقط من شجرة فاصبح متصلب خشن لا يستفاد منه إلا الحرق ..هي مثل فيل السرك كما وصفها احدهم ..الذي يكبل قدمة بقيد صغير هش ..يجعله أسير له ..وهو كائن يستطيع أن يدمر مدينة بأكملها لكن المخاوف والتي زرعت بداخله جعلته هكذا ضعيف مطيع مخدوع في حقيقته ..فتخيل أن هذا الفيل تم ترويضه لحكم معين لكن لو رفض هذا الترويض وخالفه كيف يكون الواقع له ولمن حوله ..!! هنا يكمن الإنسان ..
.
اكثر ما يحكمنا ..هو خوفنــا وهذا سلاح الأحكام الذي يطوقنا ..يقول إيهاب حمارنة .. ( فما الخوف من أحكام الناس ،، إلاّ الخوف من حٌكم تحمله على نفسك، وتسقطه في الخارج ) .
.
فالخلاص بالتأمل بالتعقل بالتفهم بعكس ما يجري عليك وتخيل حالك فيه ..بالبحث عن مسبباته ..بمحاولة تطوير الذات ورقيها ومحاولة تروضيها ..فترويض الذات من مسببات السعادة والقيمة الإنسانية التي ننشدها ..!!
يومًا ما سنلتقي .. في ابريلٍ دافىء أو نوفمبرٍ خريف أوراقه تملأ أرصفة طرقات العابرين ..يومًا ما ستزهر الحياة من جديد و كأنها تزور ربيع داخلنا للمرة الأولى ، ستتلاشى آلام البِعاد و يصير الخيال واقًعا و الأمان رفيقًا و الكلمات ثرثرة لا نهاية لها .. يومًا ما سيحل لقاء حتمي و أبدي لا نهاية لميقاته .