دخلت كرستينا وآنا إلى فيلا الكفيل ... فوجدوا (5) خادمات هنديات يقمن بتنظيف كامل الفيلا لمناسبة عمـــل يعدها الكفيل وكانت إحداهن تتحدث إنجليزي فقالت لها كرستينا هل تعملون هنا ...
دخلت كرستينا وآنا إلى فيلا الكفيل ... فوجدوا (5) خادمات هنديات
يقمن بتنظيف كامل الفيلا لمناسبة عمـــل يعدها الكفيل وكانت إحداهن
تتحدث إنجليزي فقالت لها كرستينا هل تعملون هنا ... نحن شركة
نظافة فقط ... قالت كرستينا في نفسها: إذن كلام الرجل صحيح وإلا
لما أحتاجوا لكل هذا الطاقم من الخدم ... وما إن بدّلت ملابسها مع
آنا حتى قامت زوجة الكفيل بأخذهن للمستشفى مع السائق ... أخذت
كرستينا تراقب العلاقة بين السائق وكفيلته ... غير أنها لم تلاحظ ما
يثير شكوكها ويؤكد كلام ذلك الرجل ... وطوال الطريق وهي تلمح
عيني السائق وزوجة الكفيل لكن لا يوجد هناك نظرات تبادليه حتى
في توجيه الأوامر ... وربما لم يشاءوا فعل ذلك أمامهم ... ومضت
الأيام ... وبدأتا العمل بالفيلا وسط رضى الأبناء ليان 28 ـ أنس 27
ـ دانه 23 ـ أحمد 18 ـ لمى 14 سنه ... وأيضاً والدا أنس .... حتى
سمعت منهم يوماً صحيح الأندونيسيات أكثر شغل لكن أقلهن بركه
يضيع يومها في الصلاة ... وحين رأوا تغيّراً في ملامح كرستينا
أخبروها بما قالوا ... بل العكس ليتهم لم يتحدثوا بذلك وحين أخبرت
آنا قالت الأخيره كلام الرجل الذي قال في الطائره أنهم قذرين كلامه
صحيح غير صحيح هم فقط يشترون النظافة بأموالهم بحيث تبقى
بيوتهم نظيفة ، وهم يستحمون يومياً ، ويلبسون أجمل الملابس ...
الفتاة يا كرستينا بعد أن تأكل تترك أكلها وتقوم وهذا سيء والأم
تستدعينا لأجل الريموت والأب يمزّق الورق ويتركه على الطاوله
... ما داموا يملكون المال فلا ضير أن يقوم غيرهم على خدمتهم ...
وفي اليوم التالي أرادت كرستينا أن تكتب لها مذكرات تحت أسم ...
(خادمة المسيح في السعودية) تتحدث فيه عن أول بيت عملت فيه
بالسعوديه وكيف معاناة الخدم هناك وكانت تطمح أن يحدث هذا
الكتاب إنتشاراً واسعاً وستصبح غنيّة لا تحتاج بعده للعمل ... وبدأت
تكتب عن العائله بكل تفاصيلها فها هو الأب يستثمر أمواله في العقار
وبعد كل مشروع عقاري يسافر مع أصدقاء المهنة لخارج المملكه
ويقضي هناك شهر ... والأم منشغلة بجاراتها وأحياناً تسافر مع
بعض أبناءها وبناتها لشقة والدهم بدبي وربما لا يجتمعون معاً إلا
عند العودة .. وكتبت في مذكراتها أن أحمد هو الذي يرفض السفر
ويفضل البقاء في الرياض فيرحلون بدونه ويبقى لوحده مع خادمتين
جميلتين قد يشاركهم الشيطان اللهو واستغربت أن أحمد لا تجذبه
المرأة وإنما يتحفظ حتى على دخول الخادمتين جناحه لتنظيفه وقد
تغضب أمه إن قام بطردهما ... ولكن أحمد يسلك سلوكاً غريباً حين
يمرّ في آخر الليل من باب سكنهما ثم يعود ... وحتى حين خرجت آنا
وهي تلبس ملابس شفافه تفضح جسدها كان لا ينظر إليها حين
قالت له: هل تريد شيئاً؟! ... كان يسرع في عودته وهو يقول : لا
... لا أريد شيئاً ... كتبت كرستينا ما الذي يدعوه لمثل هذا التصرف
هل هو الشك ومن أحدث هذا الشك في قلبه هل هو سلوك أبوه
وأخوه مع الخدم أم سلوكيات أمه وأخواته مع السائق ولماذا يسيطر
علينا حديث ذلك الرجل في تقييمنا لهذا البيت ... وإن كان أحمد بهذا
الإنضباط لماذا لا يصلي ... وبدأت كرستينا تكتب وتكتب كثيراً عن
هذه العائلة المسلمة التي تتشدد مع عمالتها المسلمه وتتهاون مع
غيرهم وهو ما ذكره السائق الفلبيني الملحد ... أما أنس وهو الأبن
الأكبر فهو يختلف عن أحمد من حيث اللامبالاة عما يدور في منزل
والده .. البنت الكبرى الأكثر غموضاً وقد تقدم لها عرسان رفضهم
والدها قبلها بحجة أن منهم متشددون (حسب وجهة نظره) وليان لم
يعد يهمها أن تكون زوجه فهي سعيدة بعملها في الشركة الفرنسيه
حيث الإنفتاح الحر والسفريات على حساب الشركه ... أما أنس فقد
إتصلت المباحث في والده نظراً للسيولة المالية المتزايده في حساب
إبنه واكتشف والده أنه يستغل أسم شركة والده في بعض المناقصات
التي لا يعلم عنها والده ويدرج أرباحها لحسابه ... فأخذ والده يقلّص
مسئولياته بالشركه .... ولمى الفتاة الهادئة وتحب أمها ووالدها
دائماً ما تكون علاقتها جيده مع الخادمات وتنقل ببراءة كل الأخبار
التي تقع في المنزل وتكتبها كرستينا في مذكراتها ومن ضمنها زواج
والديها والذي كاد أن يفشل بسبب أهل الأم المحافظين وأهل الزوج
المنفتحين على الحرية الشخصية ...ومع مرور الوقت ترسّخ لدى
كرستينا أن هذه العائلة أصبحت مثل أهلها فحين تتشدد هي لديانتها
ترى من أهلها تقليلاً من الدور الديني في حياة أفرادها تصل إلى حد
تشويه الأفكار الدينية التي تتمثّل هي بها ولا يكتفون بالرفض للتوجيه
الديني بل تجد شراسة منهم في زعزعة الولاء الديني لمعتنقيه ...
وكتبت في مدونتها أكثر ما يرهقني وآنا هو رفضهم جميعاً أن تكون
الوجبات اليومية تجمعهم أو يجمعهم مكان ... وأصبحت الفيلا كفندق
يتناول ساكنيه وجباتهم في غرفهم بدلاً من طاولة طعام واحد وتمنت
لو أن أولئك يقومون بوضع طاولة الطعام أمام الباب بعد الإنتهاء منه
وفي أحد الأيام أخبرت الأم عن مناسبة كبيرة في بيت والدها إلا أن
الأب إعتذر عن الذهاب بحجة سفره ثم إنهالت أعذار أبناءها عليها
واحداً تلو الآخر ... وقبل المناسبه قامت الأم بإصطحاب لمى ومعها
الخادمتين لتساعدان والدتها في تجهيز المائده ... وما إن دخلتا آنا
وكرستينا لمنزل والد الأم حتى حدثت المفاجأه .... ولكي تعرفونها
تابعوا معي العدد الثالث ... تحيتي لكم