09-12-2023
|
|
ملة إبراهيم عليه السلام
ملة إبراهيم عليه السلام
قوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [آل عمران: 67].
حنيفًا:
لأنه لا يميل؛ لا لنفسه، ولا لقومه، ولا لأي شيء، ولكنه يميل فقط للحق، مستعينًا بربِّه الذي يهدي للحق، فلهذا ما كان عليه هو أن يضع نفسه مكان قومه؛ ليرى ضلالهم ببصيرة، ويرى هدايته ببصيرة؛ قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴾ [الأنعام: 75]، وقوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 78].
فسلوك مسلك الغلو والعناد، أو الانتصار للنفس في الاهتداء ليس من الحنيفية، وكل تلك المسالك سبب الوقوع في الشرك.
مسلمًا:
لأنه أسلم وجهه لله واستسلم لأوامر الله وانقاد لله؛ قوله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 131].
فامتثال أمر الله آجلًا وليس عاجلًا، أو الاعتماد على الأعذار غير الشرعية لكي لا يفعله، أو امتثاله في الوقت الذي يراه مناسبًا له؛ كل هذا ليس ما كان عليه إبراهيم عليه السلام، وليس من الملة المقبولة عند الله.
فإبراهيم عليه السلام لم يقُل: لا أقدر يا ربي على ذبح ابني، ولا قال: كيف لي أن أذبحه وهو ابني؟ ولكنه أسلم وجهه لله، واستسلم لأمر الله، وانقاد له؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾ [الصافات: 102].
أما إسماعيل عليه السلام، فهو كذلك أمام أمر الله، لم يقل: يا أبي لا تذبحني، أو اذبحني بعد فترة، ولا قال: كيف لك يا أبتي أن تذبحني وأنا ابنك؟ ولكنه أسلم وجهه لله، واستسلم لأمر الله، وانقاد له؛ لأن الله أكبر من كل شيء؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102].
فإبراهيم عليه السلام كان حنيفًا مسلمًا، وإسماعيل عليه السلام كان كذلك على ملة أبيه.
والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومَنْ والاه.
*
lgm Yfvhidl ugdi hgsghl Ngm hgsghl ugdi Yfvhidl
lgm Yfvhidl ugdi hgsghl Ngm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|