16-02-2023
|
|
خطبة : يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك ( 2 )
الخطبة الثانية الحمد لله.. أيها المسلمون.. وللرياء صورٌ كثيرةٌ ومتنوعة، ومن أهم أنواعه: الرِّياءُ بالعمل: كالذي يُرائي بإظهار الخشوع في الصلاة
فيطيل القيام والركوع والسجود. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ! إِيَّاكُمْ وَشِرْكَ السَّرَائِرِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ!
وَمَا شِرْكُ السَّرَائِرِ؟ قَالَ: «يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلاَتَهُ جَاهِدًا؛ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَذَلِكَ شِرْكُ السَّرَائِرِ»
صحيح - رواه ابن خزيمة في "صحيحه"؛ والبيهقي في "السنن".
والرِّياءُ بِالقَول: كالرياء بالوعظ والتذكير، وحِفْظِ الأخبار؛ لأجل المجادلة والحوار والمناظرة، أو المراءاة بحفظ القرآن الكريم
أو تحريك الشفتين بالذِّكر في محضر الناس، وكذا ذم النفس بين الناس؛ لِيُظهِرَ تواضعَه.
ومِنْ مَخاطِرِ الرِّياءِ وأضْرارِه: أنه وسيلةٌ قد تُفضي بصاحبها إلى الشِّرك الأكبر - والعياذ بالله تعالى. ويُحبِط الأعمالَ التي يُصاحبها
ويُذهِب بركتَها؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾ [البقرة: 264].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ، لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ، نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ أَحَدًا
فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ» حسن - رواه الترمذي.
ويكون الرياء سبباً في عذاب صاحبه يوم القيامة؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهِ
رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ كَذَبْتَ، ولكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأنْ يُقَالَ:
جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حتَّى ألُقِيَ في النَّارِ. وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ وعَلَّمَهُ، وقَرَأَ القُرآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا.
قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأتُ فِيكَ القُرآنَ. قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وقرَأتَ القُرآنَ لِيُقَالَ:
هُوَ قَارئٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ...» رواه مسلم.
ومن الفتن التي خافها النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الأمة؛ حيث قال: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟». قُلْنَا:
بَلَى. فَقَالَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ؛ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلاَتَهُ؛ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ» حسن - رواه ابن ماجه.
والرياء يُورث الذلَّ والصَّغارَ والهَوَانَ والفضيحةَ في الدنيا والآخرة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ» رواه البخاري ومسلم.
_ د. محمود بن أحمد الدوسري.
o'fm : dQh lErQg~AfQ hgrEgE,fA eQf~AjX rQgXfAd uQgQn ]AdkA; ( 2 )
o'fm : dQh lErQg~AfQ hgrEgE,fA eQf~AjX rQgXfAd uQgQn ]AdkA; ( 2 ) lErQg~AfQ hgrEgE,fA eQf~AjX dQh ]AdkA; o'fm uQgQn
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|