عاش سين من الناس كما عاش الناس... تزوج كما الناس و أنجب كما الناس ... و مات كما الناس ...!
سين من الناس ليس له هدف أو رسالة أو رؤية في هذي الحياة ... رأسه فااااارغة يملؤها الآخرون بما أرادوا .. فهي أشبه بكأس فارغ إلا من الهواء، من شاء وضع فيها رملا أو ماء ، بل حتى حصى...
يعبئها الآخرون أفكارهم و مخططاتهم و كأني به يهديها لهم غنيمة باردة كصاحب العجائب ، التاجر الذي اشتهر بين قومه بحبه في اقتناء كل عجيبة توجد في أي مكان في العالم ، فهو يسافر بكثرة أملا في الوصول إلي أي عجيبة تخطر علي البال .وذات مرة قرر أحد الأشخاص خداع هذا التاجر ، وأوهمه بأنه يمتلك عجيبة من عجائب الدنيا ، إذا مشت لا تقف ، وإذا وقفت نامت ، وفي النهاية اكتشف التاجر خداع الرجل له ، لأن هذه العجيبة ما هي إلا مجرد ساعة عادية ، وحصل الرجل من التاجر علي كيس من الذهب.وحكي التاجر ما حدث له لحمال عجوز مر عليه وهو حزين لضياع أمواله ، فقرر الحمال مساعدة التاجر ، ونجح في خداع الرجل الغريب عندما أوهمه أنه يحمل في صندوقه عجيبة عمرها طويل يمتد لمليون سنة وليس لها يدان ولكنها تحمل الأشياء وليس لها قدمان ولكنها تجري وتأتيك أينما كنت، وإذا أغلقت الباب في وجهها تدخل لك من تحته .وقال الحمال العجوز للرجل الغريب أنه لن يفتح الصندوق حتي يقسم له أنه سيعطيه كيسا من الذهب ، وأقسم الرجل ، وفتح الحمال الصندوق ولم يكن به أي شيء سوي الهواء ، ، وقد قيل : إذا لم يكن لك خطة في الحياة فأنت ضمن مخططات الآخرين !!!
سين من الناس خرج لنا جيل الغثاء و الهباء وذاك الزبد الذي يذهب جفاء ... و نثر أصفارا بشرية على الشماااال ..!
سين من الناس في طفولته لا يلوح في أفقها سوى الرسوم المتحركة فهو جيل الديجيتال و البوكيمون وإن جاز تعبيرا ، جيل الدمى المتحركة و في شبابه لا يلوح في أفقه غير التبعية و تقليد أفكار أعمى فهو أشبه باسفنجة تتشرب ما يوضع فيها ،يتوج كل قبيح وحسن وليس له ميزان في ذلك ، مبدؤه :ولو لبس الحمار ثياب خز !!
لقال الناس : يا لك من حمار !
جيل الأرقام المميزة ، جيل تلفزيون الواقع ، جيل البلوتوث بل الجيل الفيس بوكي و جيل المظاهر لا المخابر ...! لم يعد ميزانه في الحكم على الناس ما أضافوة للحياة من جمال ، من إبداع و نفع و صناعة حياة ، بل أصبح ميزانا طائشا لسان حاله :
ولو وزنت أحلامه الخفافا على الميزان ما وزنت ذبابا !
قيمة المرء عنده مظهره و لو كان خواؤه الروحي و الفكري باديا !
و التصقت السطحية به حد النسب و ما غادرته ...!
وفي كهولته لا يلوح له سوى العدم ، فها هو على مشارف الفناء !!!!
كمن كتب على قبره هنا يرقد رجل .. ولد .. عاش .. فمات !
من منظورك الفكري على من تطلق مصطلح ذوو
الرؤوس الفارغة ؟! و هل هم ذو تأثير يصغر أو يكبر في مجتمعك؟! ولم وجد بيننا ذوو الرؤوس الفارغة؟!بانتظار هطول حرفكم الأجمل و فكركم النير أيها الماطرون !!
نقطة نظام :
هناك أشياء تؤخذ باعتدال في مرحلة الطفولة و الشباب وهذا لا يضير ، أما الإغراق فيها حد العبث و اللهو فهذا ما أقصده !