أنا العاشقُ الصوفي ..
اندلقت محبرتي على الرصيف
في مدينةٍ شاحبة
بوجه مكرَّس للجِرار الفارغة .. و الغبار
وكانت وحدها .. لا أحد هناك بالجوار
إلا بحرها الغربي
لا محيط معها و لا خليج
وقلبي الذي .. سافرتُ لكي أراه
وجدته مهدوماً
على جباه الأرصفة
فرميتُ معطفي
وعلى أعتاب ذاكرتي
كل التفاصيل التي نتأت .. وهتفتْ بلا حناجر
عــــــالم
أخرس .. بلا حناجر
وهنــا .. مدينة بلا نهاية
سنيــُّهـا (( رمــادة ))
نخر السوس شعاع الشمس
والليل يرتمي على الشوارع
وهـــا أنا
غمستُ ريشتي .. في قمامة الطريق
وغنيت أغنية صفراء
صفراء .. بلا لهب
غنيتُ في حضرة الماضي
خلف ظلي
غنيتُ في المواخير
أُنشـد يقظتي
بوتقات .. وتساويف
فلفظتني .. هذه المدينة الشاحبة ...
الــ بلا نهاية
نشوان لا صداع .. يؤرِّقني
ولا سكرٌ .. يفجر أحلامي
ويعبر بي إلى العصر الحجري ..
أبدلتُ ذراعي اليمنى بأخرى مثلها .. يسرى
لأُغالط الأغلال
أو لعلِّي .. سأُحسن التصفيق
أو علني إذا أبدلت الــ .. تسع وتسعين
بالــ .. مئة واثنين وستين
يُخطئني السجان
أو علني ..
إذا ما التقى الإبهام بالإبهام
خنقتُ صباي على الأراجيح
وصيَّرته .. خَرساً بلا حناجر
وكتبتُ مراثيهِ .. بصوت زخرفي
ألم أقل لكم بأنه ..
عالم أخرس بلا حناجر