حلاوة المناجاة يختلف الناس في استحسان بعض الأشياء وتذوُّق حلاوتها؛ فمنهم من يجدها في ارتكاب المعاصي والآثام، فيستغرق عمره في الغيبة والنميمة، أو يخلو بنفسه لمشاهدة المقاطع الإباحية والصور
يختلف الناس في استحسان بعض الأشياء وتذوُّق حلاوتها؛ فمنهم من يجدها في ارتكاب المعاصي والآثام، فيستغرق عمره في الغيبة والنميمة، أو يخلو بنفسه لمشاهدة المقاطع الإباحية والصور العارية، أو يجتمع بخِلَّان السوء على سماع الأغاني الماجنة وملاحقة الفتيات، ومنهم من يجد لذَّته وروحه في الطاعات، وطمأنينة قلبه في القُرُبات، فلا تراه إلا ذاكرًا لله أو تاليًا لكتابه العزيز، أو تجده تائبًا باكيًا على ما فرَّط في الزمان الأول، مشمِّرًا مُستعِدًّا لتدارك ما فات! فأين أنت من الصنفين؟!
إخواني أخواتي، لا شكَّ أن الصالحين يتفقون على أن الأنس بالله يكون بقطع العوائق الأرضية والتلذُّذ بالخلوة، ومناجاة الله تعالى، وتلاوة كتابه، والتهجُّد له بالليل، ودوام النشاط في طاعته؛
يقول الإمام أحمد بن محمد بن عبدالرحمن بن قدامة المقدسي في مختصر منهاج القاصدين: قال بعض السلف: كنت قد وجدت حلاوة المناجاة، فكنت أدمن قراءة القرآن، ثم لحقتني فترة فانقطعت، فرأيت في المنام قائلًا يقول:
إن كنت تزعم حبي
فلِم هجرت كتابي
أما تدبرت ما في
ه من لطيف عتابي؟
ختامًا:
وقبل الرحيل، فلنعد لربنا سبحانه وتعالى، ولنصطلح مع شرعه الحكيم، ولنواظب على تلاوة كتابه الكريم، ألا فلنلزم الطاعة وربقة الجماعة، ولنتُبْ من كل الذنوب قبل أن تحلَّ شمسُ الغروب، وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].