قبل القصة سأحدثكم عن مبررات كتابتها ... رغم أن
القصة لا علاقة لها بالمبرر ... والمبرر هو كالتالي :
حين تكتب شجون الروح في صندوق المحادثات صباح
الخير يا عرب أو مساء الخير يا عرب تأتي الترجمة في
قوقل (نبض تراك طوّلتها وهي قصيره ... نبغى قصه)
وهو ما جعلني أستحضر هذه القصة الحصرية وبسم الله :
مضى على ذلك الزواج سنه لا تريد فيه الزوجة الإسراع
بأمومتها ووافقها زوجها في ذلك رغم شغف والديهما
في رؤية الأحفاد ... وكان الزوج أكبر من زوجته بــ 5 سنوات
وعاشا فترة العسل خارج المملكة لشهر قبل أن يستقرا
بـبيتٍ منحه والد العريس لإبنه ... وبينما يجلسان لوحدهما
في صالة البيت يتابعان فيلماً
نزل للتوّ بالقنوات التلفازية
وإذا بها ترمي عليه وسادة الكنب وتأمره أن يوقف الفيلم
حتى تجلب مكسرات وعصير لتكملة فيلمهما ... غيّر القناة
وإذا بها قناة الحياة البريّة في أفريقيا ...
يحب تلك القناة
فلما تأخرت زوجته ذهب إليها ووجدها تتحدث لأمها
وما إن قرأت نظراته وضعت الجوال على المكبّر حتى
لا يداخله شكّ .. تركها وتوجّه للصالة ينتظرها ...
ولما إنتهت من المكالمة عادت لتجلس ملاصقةً به
لتجد في التلفزيون ... أسداً وبجانبه أربع لبوات .. قال
(متفاعلاً مع المشهد) ..
أكره الأسد الذي يجمع اللبوات
نظرت لعينيه المبتسمتين بخبث ورمت المخدّة عليه ...
وما هي إلا دقائق حتى جاء مقطع مواجهة بين الأسد
مع أسود يريدون إنتزاع مملكته منه فقالت ببراءة:
هذا
جزاء من يحظى بالأربع لكن التصوّر في ذهن الزوج
رحل بعيداً فسألها وهي تجمع له المكسرات التي يحبها
وقال:
وهل سترضى اللبوات بذلك ... جاوبته ببراءة :
البقاء للأقوى ... صدمته إجابتها ... لم ينظر إليها حين
سألها مجدداً ...
وهل سيذهبن معه ...
(وببراءه طفولية)
بكل تأكيد ... من حقّها ذلك ...
وأنتِ؟!! ... نظرت إليه
ووجدته يدور بإصبعه على رأس كوب الشاي الخاص به
وبدت ملامحه مختلفه وكأن بركاناً مرعباً يعتري جسده
أطالت في صمتها كي ينظر إليها بعينين ليست له حتى
أنها بدت تحمل خوفاً من الإجابة ... نظرت إليه ثم قالت:
أنا اللبوة التي لا تحب إلا أسداً واحداً ... ظهرت إبتسامةً
جميلة على محياه وتنفّس الصدر الصعداء وزانت ملامحه
وبعد عشر سنين همس معتذراً ما حدث منه ذلك اليوم
حين تردد عشر سنين خوفاً أن تضحك على سلوكه الغبي
...
لا تهتم فأنا أدرك غيرتك من السنة التي قبلها
إنتهت القصة