30-12-2019
|
|
شتّان بين الأم والزوجة!!
]
شتّان بين الأم والزوجة!!
------------------
كان صخر بن عمرو بن الشريد السلمي، أخو الخنساء، رضي الله عنها، شريفا وسيدا مطاعا في قومه بني سليم، في الجاهلية، وكعادة العرب في ذلك الوقت، خرج في غزوة، فقاتل فيها قتالا شديدا، فجرح جرحا بليغا في جنبه، وعادوا به محمولا على العيدان إلى وطنه، ليلازم الفراش بعد ذلك، مدة طويلة، قضاها متوجعا متألما، وفي أرق وعزلة وانزواء، حتى مل منه البعيد والقريب، ولم يعودوا يسألون عنه، إلا من بعيد لبعيد، فكانت أمه إذا سئلت عن حاله ردت بكل تفاؤل: «بخير»، أو أصبح بحمد الله صالحا ولا يزال بحمد الله بخير ما رأينا سواده بيننا، فأما سليمى زوجته - وكانت قد ضاقت به ذرعا - فكانت إذا سئلت عنه ترد بيأس: لا هو حي فيرجي، ولا ميت فينعي. فبلغ ذلك الكلام صخر فشق ذلك عليه وكان أشد عليه من العلة التي يعاني منها، فقال في ذلك شعرا عبر من خلاله أصدق تعبير عن الفارق الكبير بين الأم والزوجة، وأوضح وأبان، فقد قال:
أرى أم صخــــرما تمـــل عيـــادتـي
.......وملت سليمي مضجعــي ومكاني
وما كنـت أخشى أن أكون جنـــازة
......عليــك ومـن يغتـــــــر بالحدثـان
فـأي أمـريء سـاوى بأم حليـلـة
......فـلا عـاش إلا في أذا وهـــــوان
أهــم بأمـر الحزم لو أستطيعــه
......وقد حيـل بين العيــر والنــــزوان
لعمري لقد أنبهت من كان نائما
......وأسمـعـت من كانت لـه أذنـان
وللمـوت خيـر من حيـاة كأنـهــا
......محلـة يعسـوب بـرأس سنـــان
ثم نكس بعد ذلك من طعنته فمات، فكانت أخته الخنساء ترثيه، لحبها الشديد له وتعلقها به، ولكريم سجاياه، ولجميل ما تفضل به عليها في حياته، ولم تزل تبكيه حتى عميت.
.........
|
|
[/quote]
aj~hk fdk hgHl ,hg.,[m!! jpk ,hg.,[m
aj~hk fdk hgHl ,hg.,[m!! jpk aj~hk
|