تُرجمان البيان

الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيءٍ فقدره تقديرا
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
أحبتي في الله االيوم سنكون معكم في حُلةٍ جديدة الا وهي العفو والصفح عن المخطئين
وفي هذا المجال سنتناول ماأمرنا به دينا الحنيف ورسالته السمحه التي بينها لنا الحبيب المصطفى
صلوات ربي عليه إلى يوم يبعثون في شتى الفروع والأحاديث المنصوصة بصحتها وكذلك في آيات الذكر الحكيم
ولكن قبل أن نشرع في الدخول ذلكم الأمر علينا أولآ الأحتياط إلى أمورٍ هامه ينبغي على المسلم الحق
أن يتقيد بها وأن يجعلها نُصب عينيه وكذلك يجعلها نباتٍ حسن يزرعها داخل قلبه وروحه حتى لانبتعد
كثيرآ عن الهدف الذي ننشده ونأمل أن يأخذ به الأخرون من بعدنا فلا نعلم متى يوافينا الأجل ولكن كل هذا
يأتي من باب الأخوة الأسلامية التي أمرنا الله بها والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من الوقوع في بواطن الشرر
وستكون بدايتنا مع الأيات القرأنية والتي نأمل أن تصل إلى العقول قبل القلوب وأن يتعظ بها كل مؤمن صادق
( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) اي إن هنالك ملائكة يدونون ماتقوم بفعله وعمله
من النميمة بين البشر وإذكاء نار الفرقة والتمزق والأندثار فهنا يجب علينا الحرص الا نخوض في أعراض الأخرين
أو أن نقوم بتصويرهم على إنهم شياطين وأصحاب مبأدي غير سليمه وتقوم باإيصالها إلى الأخرين
ومن ثم يقوم أصحاب العقيدة الفاسدة بتضخيمها والزيادة عليها حتى يقوم أخرون ومن يليهم فتلصق بك تلك
الحادثة حتى يوم يبعثون فوالله الذي نفسي بيده إن من يقوم بمثل الأمور ويجد أذن صاغيه سيأخذ منك وينقلها
إلى الأخرين وهلم جرا
وقد قال البأري عز وجل في بيان أخر ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون )
اي ملائكة يكتبون ماتفعلون من أمورآ شتى تؤدي بصاحبها إلى الهلاك والسُقم والمرض
فمن تقول على إمرئٍ ما وليس به من ذلك فلقد بهته فنعوذ بالله من البهتان الذي يلصق المؤمنين الصادقين
وأصحاب القلوب الطيبة بما ليس فيهم فويلك من هذا ياعبدالله وأنتِ كذلك ياآمة الله فالحذر الحذر من الوقوع
في منازل الشرر والبهتان العظيم فأمسك لسأنك عن الخوض فيما لايعنيك وحدث نفسك بما ينفعك بدنياك وأخرتك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه
وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه
فماذا فاعلون أمام هذه الأيات والاحاديث ونحنُ لدينا عقولٍ تبصر وقلوبٍ تفقه وسعةٍ في العلم والبسط في الرزق والعافية
قال الحسن البصري وتلا هذه الآية : ( عن اليمين وعن الشمال قعيد ) : يابن آدم بسطت لك صحيفة ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك
والآخر عن شمالك فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت
أقلل أو أكثر حتى إذا مت طويت صحيفتك وجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة فعند ذلك يقول الله عزوجل في كتابة الكريم
( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )
حتى إذا أقبل يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر وألقى سائره
فأن لم تقُل خيرآ فأصمت وأجتنب الحديث بالسوء عن البشر ودع عنك مايريبك إلا مالايريبك وأبتعد عن الجاهلون الذين يسوقون الكلام
كالنار في الهشيم لتحرقك قبل أن تحرقهم فالحذر الحذر من نقل الأخبار عن عواهنها بل لا يعلم عنك هذا فأنت مذموم كفى بالمرء كذبا
ولهذا يدخل الكذب والغيبة والنميمة في جعبة الإشاعة فالحذر أيها الأكارم فالواجب علينا جميعا إذا سمعنا خبرا يتناقله الناس أن لا نعين في نقله
بل نميته في لحظته بأن ننهى صاحب القول والضرب على يده وأخذه بالتبيان والحسنى عند النقأش والمجادلة حتى لاينفر وننفر من حولنا

ثم نأتي الأن على دور العفو والصفح عن الأخرين وما قدر المنزله عند الصفح والعفو عن الأخرين فقد بين الله عزوجل ذلك في القرأن الكريم
قال الله تعالى: ( إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا )
فهنا يبين الله عزوجل قدر المنزلة في العفو والمغفرة لذلكم العبد في الدُنيا والأخرة ولما له من الأجر والثواب وكذلك الخير الذي سينزله الله عليه وأهله
وقال سبحانه: ( ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ ل?عَفُوٌّ غَفُورٌ)
اي التجاوز عن الخطاء وعدم تكبيره حتى يسود القلب ويعظم شأنه وكذلك التجاوز عن الأساءة بالأحسان
فقد قال رسولِ اللَّه ( ما نقصت صدقة من مال وما زاد اللَّه عبدآ بعفو إِلا عزا وما تواضع أَحدٌ لِلَّهِ إِلا رفعه اللَّه )
تعال هُنا أخي وأختي لنرى مقدار العفو والمغفرة في ديننا الحنيف والتجاوز عن ماحدث لنا من أمورآ شتى ولنا ولكم في رسول الله أسوةٍ حسنه
جين دخل مكة فظنت قريش إن الرسول صلوات ربي عليه سوف يقتص منهم عما فعلو وعملوا له ولصحابته ولكن رحمة الحبيب المصطفى تجلت في صورتها المشرقه
( حين قام على باب الكعبة فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده
ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج
ثم قال: يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم قالوا: خيرا أخ كريم وابن أخ كريم فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء )

وأخر القول اللهم أني بلغت اللهم فأشهد
بقلم أخيكم المحب / رياض

المصدر: منتديات انفاس الحب

---

jEv[lhk hgfdhk

المصدر: منتديات انفاس الحب

---

jEv[lhk hgfdhk