حين يلفت أحدهم بحضوره انتباه الجمهور، ويشدهم لدرجة قصوى، يقال:
فلان "كاريزما"، وقد يفكر البعض في السبب الرئيس الذي يصنع هذا الحضور، ويجعل الشخص مؤثراً لدرجة السحر الطاغي، ومتميزاً إلى حدّ التفرّد..
والحقيقة أن الأمر ليس ببعيد عن متناول تفكير الطامحين، وأيدي الباذلين جهدهم للوصول إلى تلك المراقي، فإن سر #الشخصية المتميزة يكمن في مثلث: (العقل – الإرادة – العاطفة) حيث تُعد زواياه أهم دعائم الشخصية.
والشخصية المتميزة
هي نتاج نظام متكامل من سماتٍ تتفاعل مع بعضها، وتؤثر في بعض ، وهذه السمات ليست صفات طارئة عابرة، ترتبط بموقف دون موقف،
وإنما هي ثابتة يبدو أثرها في معظم المواقف، وسلوك الشخص، ولذلك فإن من يطمح لأن يكون متميزاً، عليه أن ينتبه إلى كل مكوّنات حياته، ممارساته، صفاته، عاداته... إلخ .
سر الشخصية المتميزة يكمن في مثلث:
(العقل – الإرادة – العاطفة)
حيث تُعد زواياه أهم دعائم الشخصية
فالشخصية في علم النفس تُعرّف بأنها: "مجموع الصفات والخصائص، والسمات البدنية، والعقلية، والعاطفية والميول، والرغبات،
والقيم الأخلاقية، والإمكانات،
والمواهب، والقدرات،
والاتجاهات السلوكية التي يتصف بها الفرد،
وتحدد تفاعله مع نفسه وغيره من الناس، وتكيفه في البيئة الاجتماعية وتميزه عن الآخرين".
حين يعلم الإنسان أن بإمكانه صنع شخصيته فلن يعود بإمكان أي شيء أن يحول بينه وبين تحقيق الكاريزما ، والكاريزما تعني الشخصية التي لها قدرات خارقة في القيادة والإقناع، تأسر الآخرين، تلهمهم،
وتجذب انتباههم بشكل أكثر من المعتاد.
ولعل كلمة "كاريزما" اليونانية الأصل التي تعني: الهدية أو التفضيل الإلهي، تشير في لغتها الأمّ إلى الجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص، وترتبط الكاريزما بالقدرة على التأثير على الآخرين إيجابيًا بالارتباط بهم جسديًا وعاطفيًا وثقافيًا، فتمنحهم سلطة فوق العادة، وسحراً شخصيًا، وشخصية تثير الولاء لدى المحيطين.
الكاريزما تعني الشخصية التي لها قدرات خارقة في القيادة والإقناع، تأسر الآخرين، تلهمهم، وتجذب انتباههم بشكل أكثر من المعتاد
وهي حلمٌ حقيقي للكثيرين، لكنها ليست صعبة المنال كما تظن، اهتم بزوايا المثلث (فكّر، أرِد شيئاً وكافح لأجله، اشعر بما حولك ومن حولك)؛ حتى تحقق الكاريزما لنفسك بنفسك ، ومن ثم تستطيع السيطرة غير المحدودة بقوة التأثير الإيجابي على الآخرين من حولك.
والكثير من الشخصيات القيادية، الزعماء، المرشدين الروحيين والدينيين، يستمدون قوة تأثيرهم على المحيطين من الكاريزما التي يمتلكونها، فمنهم من استطاع قيادة مجتمعات وجيوش، سواء للخير أو الشرّ.
بالنظر إلى الجانبين في العالم بأكمله، ومقارنة هؤلاء بهؤلاء، سنجد الفرق في التوجه وحسب،
أما الصفات فواحدة، وإن كانت حجة الإقناع منطقية في جانب وغير منطقية في الجانب الآخر من وجهة نظرنا؛ لأن الحق أكثر ثباتاً باعتقاد كل فئة على حدة، إنما في عرف القائد فهو على حق ومبدؤه الذي يوليه انتماءه ودفاعه على حق كذلك.
وبالرغم من أن الكاريزما تعدّ أقرب إلى قوة السحر بقدرتها على التأثير الكامل، والجذب إلى الهدف الذي يتبناه الشخص صاحب الكاريزما، إلا أنها ولحسن الحظ ليست بالشيء المستحيل تعلّمه، بل في خطوات معدودة يمكن للإنسان ترتيب أولوياته لتحقيق شخصية جذّابة.
بالرغم من أن الكاريزما أقرب للسحر، إلا أن تعلّمها ليس مستحيلاً، حيث يمكن للإنسان ترتيب أولوياته لتحقيق شخصية جذّابة في خطوات معدودة