04-02-2021
|
|
وقفات مع الدهر
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
- ينتشر عند وجود الغبار والأتربة السباب والشتام فهذه بعض المسائل والاحكام في الدهر:
فأقول مستعينا بالله :
- سب الدهر محرم؛ لأنه إيذاء لله -عز وجل-
- كما قال عز وجل في الحديث القدسي "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر أقلب الليل والنهار" رواه البخاري ومسلم
- فسب الدهر بمعنى أن يَتَنَقَّصَهَ أو أن يَنْسُبَ إليه الأفعال القبيحة وأشباه ذلك،
- هذا في الواقع لا يتوجه إلى الدهر؛ لأنَّ الله يُقَلَّب الدهر،
- الدهر ليس يفعل شيئا، وإنما يتوجه إلى من جعل الدهر على هذه المثابة، ومن جعل الدهر بهذه الصفة وهو الله عز وجل.
- وقوله عز وجل في الحديث القدسي "وأنا الدهر" لا يُفهم منه أنَّ الدهر من أسماء الله تعالى؛ بل يعني أنَّ الذي سب الدهر وقعت مسبته على الله سبحانه؛ لأنَّ الله هو الذي يُصرِّف الدهر كيف يشاء.
أما قول هذا يوم نحس ونحو ذلك
- فإن كان مراد قائل ذلك وصف ما يقع في الدهر من الأوصاف المشينة فإن هذا ليس بمسبة للدهر؛
- وهذا كما قال تعالى: "فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ"،
- وقال سبحانه "فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا"
- فوصف الله سبحانه الأيام التي عذب بها الكفرة أنها أيام نحيسة، فمثل هذا ليس بسب للدهر؛ لأنه وصف لما وقع فيه بالإضافة إلى المخلوق.
- ولا بد من معرفة فرق دقيق وهو الفرق بين الإنشاء والخبر،
- فالسب إنشاء اللوم والقدح للمسبوب،
- وأما الخبر فهو خبرٌ عن حال الشخص أو عن حال الشيء،
- كقول لوط عليه الصلاة والسلام: "هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ"
- فهو لم يُرد أن يسب هذا اليوم ويقدح فيه، لكنه أراد أن يخبر بأنه يوم شديد عليه،
- فيجب أن يفرق بين الإنشاء والقدح والذم، وبين مجرد الخبر والوصف.
,rthj lu hg]iv hg[iv
,rthj lu hg]iv hg[iv
- مازلتُ على وترُ الأماني أعزف لحنَ اللّقاء !. ...
ماريو .. شكراً على الرمزيـَة الجمِيلة ، لاعدمتكَ .
|