مدخل ....
في جميع صوري أنا محاطة بالرفاق
والضحكة مشعة مثل ضوء كشاف ساطع
يغشي الأبصار عن وحدة تبحث عنك
وأماكن محجوزة لك
وكف فارغ يشتاق يد لم يمسسها قط
افتقدك بطريقة تجعل تمثيل الحياة دور شاق جدا
أبحث في جيوب حقيبتي عن مسكن قوي
لكني أجهل موضع ألمك في جسدي
أين أحتاج لوضع ضمادة لكتم نزيف فراقك
حين سألني الطبيب منذ متى أشعر بالصداع
لم أستطع إخباره إنه منذ غاب صوتك
منذ بدأت إدراك أن علي المضي لكن قلبي يعاندني
وجسدي يخذلني ويعبر عن رفضه بالمرض
يعاقبني بوخزات الوجع على ذهابك الذي لم اختره
حين لاحظت صديقتي ارتجاف أصابعي
لم أستطع الإدعاء إنه البرد
صوتي المذبوح بالدمع كان سيحكي قصة غيابك
ولو احتضنتني لحظتها لذُبتُ كشمعة يأكلها اللهب
حين أعربت أمي عن قلقها من فقداني لوزني
عجزت عن التظاهر بإنها حميتي الجديدة
سيدرك قلبها الكاشف للأسرار أنك تقف بيني وبين شهيتي لأي شئ
و لولا أن التنفس فعل لا إرادي لسحبت مني رغبتي في الهواء
في الصباح بعد أن استنفذ كل أعذار التهرب من مواجهة العالم واضطر لحمل نفسي ليوم آخر
أقف أمام المرآة أبحث عن طريقة لصنع شئ يشبه ما اعتدت أن اكونه
انقب في خزانة ثيابي وبين أدوات تجميلي عن حالة أستطيع الخروج بها دون إثارة الشفقة أو الاستغراب
أريد ستارا يحميني من سؤال "ماذا بك؟" المرعب
التطرف في محاولة إخفاء أعراض فقدانك نتائجه كارثية فاضحة
وأنا -صدقا- عاجزة عن تقدير حجم التظاهر المناسب بطبيعية الأمر.
أبحث في جواريري عن عطر قوي
لكن لا عطر يمكنه طمس رائحة الحنين.