كلما تقدمنا بالعمر أصبحت خياراتنا وإختياراتنا أكثر صعوبة.. فالخيارات لدينا لا تصبح مسألة ديموقراطية.. والإختيارات لا تعني أننا أصبحنا أكثر حرية .. بقدر ما تصبح أكثر قيودًا.. فكلما تقدمنا بالعمر
كلما تقدمنا بالعمر أصبحت خياراتنا وإختياراتنا أكثر صعوبة..
فالخيارات لدينا لا تصبح مسألة ديموقراطية..
والإختيارات لا تعني أننا أصبحنا أكثر حرية .. بقدر ما تصبح أكثر قيودًا..
فكلما تقدمنا بالعمر أصبحنا مكبلين أكثر باشتراطاتنا في كل شيء..
فنحن نضع شروطًا لمن نحب ،
أحيانًا شروطًا تعجيزية وكأنها شروط التحاق بعائل ..
لا شروط التحاق بمحب..
نضع شروطًا لإختيار أصدقائنا كما لو أننا نضع شروطًا لإختيار مدير مميز لوظيفة شاغرة.
فهي قائمة طويلة من الإشتراطات نتبعها بملاحظة :
الإتصالات الشخصية ممنوعة ضع مـؤهلاتك ونحن نتصل بك ..
ومع كل ذلك لا نتصل ولا نختبر أصدقاء جددًا
لأننا في حقيقة الأمر أكتفينا أو لم نعد بحاجة لأصدقاء جدد.
كل ذلك بسبب أننا تقدمنا في العمر ..
فنحن في علاقاتنا مع الأصدقاء لدينا علاقة هرمية عجيبة تشبه نظرية الهرم المقلوب..
فنحن في طفولتنا وشبابنا لدينا قاعدة عريضة وطويلة من الأصدقاء..
وكلما تقدم بنا العمر نفقد جزءًا من هذه القاعدة
وتصاحبنا أعراض عدم الرغبة في تكوين صداقات جديدة ..
ليس لعدم وجود أصدقاء يليقون بنا أو نليق بهم،
ولكن لعدم رغبتنا في اختبارات جديدة لنوع هؤلاء الأصدقاء
خوفًا من أن نفشل في اختيار أصدقائنا بعد كل هذا العمر
لأننا نعتقد أن لدينا خبرة كافية لمعرفة الأصدقاء.
وفي الواقع أننا أصبحنا أكثر خبرة في معرفة الأعداء
فالخبرة تمنحنا المعرفة ولكنها تسلب منا إكسير الحياة
تسلب منا الإندفاع والإنطلاق نحو الحياة
وفتح نوافذنا للحياة وللناس واستقبال من يستحقون الإستقبال ..
ومن لا يستحقون أيضًا ولو عاد كل واحد منا لأجندة تليفوناته لوجد أن دائرة معارفه تزيد بحكم الخبرة ..
ولوجد أيضًا أن دائرة أصدقائه تتقلص بحكم الخبرة أيضًا..
والذين يكسبون صداقات جديدة في هذه المرحلة مثل الذي يحبون في هذه المرحلة..
سيكتشفون بشكل متأخر أن المراهقة المتأخرة والصداقة المتأخرة وجهان لعملة واحدة !