الرجل يبكي ! ..
لحظة عجزه ..
وقهره وضعفه وقلة حيلته ..
وربما يبكي لحظة فرحته !! ..
ولكني سأتطرق لبكاء الحزن بشكل أوسع ..
ففي لحظةٍ ما يقف الرجل حزيناً يائساً ..
وإن كان يبكي في أغلب الأحيان سراً تحت جنح الظلام .. كمن اقترف إثماً !! ..
ربما لاتدمع عينه !! .. لإن هناك شيء بداخله متى مابكى فإنه أشد ألماً وقسوه من دموع العين ! ..
فدموع القلب أبلغ أثراً من دموع العين .. وإن كانت لاتُرى بالعين المجردة ..
حقاً .. الرجل يبكي وله العذر ! ..
فهو إنسان بكل مافي الإنسان من ضعف وحزن وحنين ..
يبكي تعبيراً عن صدقه وقهره وعجزه ..
والدمعه تغسل شيئاً من حزنه حتى لاينفجر من الأسى واللوعة الحرمان ..
فالبكاء ضروري لصحة الانسان ..
فلقد أثبت العلماء أن للدموع فؤاد كثيرة للإنسان ..
لولاها لما أحتمل كثيرون حياتهم والمواقف المؤلمة فيها ..
فالإنسان في تعاسته يفرز جسمه مواد كيماويه ضاره والدموع تساعد على التخلص منها وتزيد من ضربات القلب ..
فتعتبر تمريناً مفيداً للحجاب الحاجز ..
وعند الإنتهاء من البكاء ..تعود عظلات القلب إلى وضعها الطبيعي .. وتسترخي العضلات ..
ويتسلل الإنسان شعور غريب بالراحه يساعده على أن ينظر للهموم التي أبكته نظرةً أكثر وضوحاً وموضوعية ..
فالدموع تغسل أحزان الروح وتعيد الى النفس القدرة على التحمل والصبر ..
ويجب أن ندرك جميعاً أن الفرح أو الألم .. حينما تكون منابعهما أقوى من كل قوة نمتلكها .....
يومًا ما سنلتقي .. في ابريلٍ دافىء أو نوفمبرٍ خريف أوراقه تملأ أرصفة طرقات العابرين ..يومًا ما ستزهر الحياة من جديد و كأنها تزور ربيع داخلنا للمرة الأولى ، ستتلاشى آلام البِعاد و يصير الخيال واقًعا و الأمان رفيقًا و الكلمات ثرثرة لا نهاية لها .. يومًا ما سيحل لقاء حتمي و أبدي لا نهاية لميقاته .