جلست سيرينا طويلاً أمام البحر ترحل عينيها لكل شئ غير أنها لا تكترث لما تراه حولها فهناك أمراً يشغلها كثيراً ولا تعلم ما هو ... شيئاً يحرّك مشاعرها ولا تعلم
جلست سيرينا طويلاً أمام البحر ترحل عينيها لكل شئ
غير أنها لا تكترث لما تراه حولها فهناك أمراً يشغلها
كثيراً ولا تعلم ما هو ... شيئاً يحرّك مشاعرها ولا تعلم
ما هو ذلك الشيء وكم تمنت قدوم راشي لكي يتحدث
معها فالسيارة بعيده وراشي لا يحمل جهازاً للإتصال
جلست على طرف الساحل بين أمواج البحر وهي تنظر
للأفق البعيد وما يظهر لها من سفنٍ تغادر موانئ
لندن ... سألت نفسها : ما الذي يشغلني ... ثم صمتت
ثم عادت تسأل نفسها مجدداً: الفطره !! الغرائز !! ...
لماذا والدي يحمل هذا الحقد على المسلمين وهم بهذه
الأخلاق التي يبدو عليها راشي ... لماذا يحذرني ابي
منهم ثم يجلب راشي لفتاته الوحيده رغم الحب الكبير
لها ... هل أبي حقاً يعرف أني راشي مسلم ؟!! ... ما
الذي أريده حين طلبت الحضور إلى هنا ... وعندما لم
تجد إجابه ... توجهت للسياره وقبل أن تركب سيارتها
تجمّع العنصريين حول باب سيارتها الخلفي وكأنهم
يودون الحديث إليها فتوجهت لهم المحاميه وأعطت
الكرت التعريفي بها لسيرينا وكرت آخر لراشي ...
وقالت المحاميه: سأكون في خدمتك سيدتي عند أي
مضايقه تجدينها من أحد ثم قالت لراشي : هل في
الإمكان أن أحصل على نسخه من الشريط ... نظرت
سيرينا لراشي وسألته : ما الذي يحدث يا راشي ...
وما هو ذلك الشريط الذي تطلبه المحامية منك ...
لا عليك يا سيدتي سأخبرك لاحقاً ... أرجو أن تسمحي
أن نغادر بعيداً عن هؤلاء العنصريين ... إنهم يتحدثون
عن قرآن .. هل لديك قرآن هنا يا راشي .. لا يا سيدتي
إنما هو نفسه الشريط الذي طلبته المحاميه ... ولماذا لم
تعطه لها ... إن هذا الشريط غالٍ علي لأنه من أمي
إبتسمت سيرينا وقالت: لا تهتم ما قصدت إزعاجك
وفي اليوم التالي قال لها والدها عند باب غرفتها
ألقت الشرطه على راشي فجر هذا اليوم ورحّلته
إلى نيجيريا نظرت سيرينا إلى عيني والدها فوجدت
مساحةً من الكذب تغلّف نظراته وكأن أمراً ما يحدث
لا يعرف أحداً شيئاً فطلبت من أمها أن تأتي لها
بالخبر اليقين الذي جعل والدها لا يتدخل في قضية
راشي بالسرعه التي تمنع ترحيله قسراً دون تدخل
من محامي شركة والدها للدفاع عن راشي ... دخلت
لغرفتها وبكت دون أن تعرف لم تبكي على راشي
رغم أنه لم يمضي عندهم سوى شهراً أو أقل فبدأ
تركيزها يشغلها عن ذلك السائق الهاديء وهاهو
السائق البديل يرمي بأغراض راشي في سلّة المهملات
وينظف غرفته نادته من شرفة غرفتها (بلكونه) فلما
قدم إليها سألته هل أنت السائق الجديد قال نعم ... ما
الذي رميته في صندوق المهملات ... إنها أغراض
السائق السابق ... ماهي ديانتك ... البوذيه ... شكراً
بإمكانك الإنصراف ... وبينما يعود لغرفته ... سألت
نفسها : لِمَ سألته عن ديانته !! وأخذت تفكر في راشي
وكيف كان يعاملها ولا ينظر إليها وكانت تستغرب منه
أنه لا يجرؤ أن ينظر إليها وتذكرت كيف كان الشرر
يخرج من عينه حين إجتمع العنصريون حول السيارة
وكان فقط ينتظر الإشارة منها ليهاجمهم لو تجرئوا
على فتح باب السياره أو مجرد لمسها ... وكيف أصبح
مستعداً للدفاع عن السياره قبل أن يتواجدون حولها
هؤلاء الحمقى ولم تتحدث إليه أو تدفعه لمهاجمتهم
تذكرت حوارها الهادئ معه ... دخلت غرفتها وفتحت
ادراج الكومدينه التي بجوار سريرها لتأخذ كرت أرقام
المحاميه وتتصل بها وحكت لها ما حدث من ترحيل
سائقها القديم وتطالبها أن تعرف حقيقة مصير راشي
فقالت المحاميه: عليه عدة قضايا منها أخلاقيه
ومنعه من دخول المملكة المتحدة ... وبعد شهر
تتصل المحاميه بسيرينا لتخبرها أن راشي يطلب منها
أن تعرف أن والدها نفّذ تهديده بترحيله ولم يستلم
كامل رواتبه من والدها فثارت ثائرة سيرينا وطلبت
من المحاميه ان تطلب من راشي رقم حسابه لتحوّل
له ما تبقى من المبلغ إلا أنه رفض ذلك ويكفيه أنها
صدّقت حديثه ... لتبدو مصدومة من تصرف والدها
مع راشي فهو ليس بحاجةٍ لراتبه كي يمنعه إياه
وبدأت دراسة سيرينا بالجامعه وهناك وجدت عمار
الشاب السعودي الذي يبدو مترفاً في لبسه واناقته
ومهما كثرت حولها الأنظار إلا أنها تجد في نظرات
عمار شيئاً مغايراً لا تعلم ما هو ... وفكرت أيضاً أن
تتحدث معه عن الإسلام قبل أن يتفرقا فيما بعد حين
لينتقل كلاً منهما لكليته المناسبة وبحكم أنه جاء من
أرض رسالة محمد كما تعرف من قراءتها عن الإسلام
إبتسمت في وجهه فكانت ابتسامتها تجعله أكثر بهجةً
طوال اليوم وبدأ قلب عمّار يخفق بحبها كأسرع حالة
حب تنشأ في الجامعه منذ تأسيسها ... شعر عمّار أن
هذه الإبتسامه أجمل هديه وصلته منذ وُلِد وبدأ فكره
يتجاهل كل محاضره يسمعها مقابل طيف يرحل به
مع تلك النظرات والإبتسامة التي تهديها له ... لكنها
لاحظت أن هناك من يراقب عمار وكأن هناك مخطط
لشيء صادم ربما يحدث له وزاد من تأكيدها لذلك
هي تلك المحادثة التي وصلتها من شخص بدا على
صوته أنه يراقبها هي أيضاً ويعرف عن تلك النظرات
بينها وبينه وكم يريد هذا الشخص أن تساعده في
أمر علمت من خلال حديثها أنهم يرون في عمّار منصّر
جديد قابل ليكون قسّاً خفيّاً في بلاده لمناصرة الدين
المسيحي الذي يؤمن به أغلب أهل الأرض ... لم تستطع
تدارك كلام الرجل فقالت: المسلمون نادراً ما يتركون
دينهم وربما يحاربون من أجله كما أعرفه من خلال
قرائتي للكتب وما يردده بعض الخبراء في مجال
ثقافات الشعوب ومعتقداتها ... وتتفاجأ أيضاً
أن والدها بدأ يتحدث عن عمار ويحرّضها للتعرف عليه
مما أوجس في نفسها خيفة مما يحدث وكيف وصلوا
لوالدها وأن موضوع عمار هذا لعبةً كبيرةً تكون
هي أحد خيوط اللعبة التي تحركها أنامل مجهوله
وفي اليوم التالي يأتيها عمار وقد بدأ الإرباك على
ملامحه وقال لها : صباح الخير ... نظرت إليه ثم
إلى عينيه وشعرت أن عمّار أصبح فعلاً لعبه في
أيدي أولئك ... قالت له: هل تعرفني؟! ... كان هذا
السؤال كصاعقة تنزل على عمّار وكم تمنى أن
تبتلعه الأرض التي تحمله وبدأ بغير وعيه لثانيتين
لا يعلم كيف يتصرف أو كيف يجيب وانسحب بعد
أن ملأ وجهه العرق وبدأ يتجه لكرسيه وكأن كفّاً
نال من وجهه بهذا السؤال وجلس في مقعده ولم
يلتفت إليها طول المحاضره ولم يسمع أسمه من فم
المحاضر في المرّة الأولى ولم يستطع الإجابة على
سؤال المحاضر فشعر الأخير أن عمّار ربما يعاني
من وعكة صحيه فسمح له بمغادرة القاعه وخرج
عمار وهو لا يعلم ما الذي حدث ولم طلب منه
المحاضر مغادرة القاعه ... كان هذا الموقف يوحي
أن عمار وقع في حب سيرينا بشكلٍ مفرط وأن هناك
من طلب منه أن يتعرف عليها وأنها هي أيضاً معجبةً
به واستغربت إنعكاس على ملامح والدها وهو لم
يشاهد الموقف لكن هناك من أخبره وطلب منه نصح
فتاته ألا تحطم حلم عمار بأن يصبح أكبر قسيس في
بلاده وأن سيرينا هي من ستكون الدافع الأول له كي
يحقق حلمه ... قالت لوالدها: أبي هذا ليس حلم عمار
قال والدها بلى ولو أنك جلستِ مع عمار لحظه لعرفتي
ذلك منه ... نظرت لعيني والدها فأدركت أن والدها
أصبح خيطاً يتحدث بغير ما يؤمن به من حرية إبداء
الرأي لتصدمه بكلمه جاءت على لسانها: هل تراقبني
يا أبي في الجامعه .. أصاب الذهول والدها من سؤالها
وارتبك وقال :لا ... وحتى لا نطيل عليكم موعدنا ج3
كل الشكر والتقدير قلبي وطنها على
هذا الحضور الجميل والتعليق الأجمل
ممتن لكلمات الثناء على القصه ...
رغم أن أحداثها الساخنة لم تبدأ بعد
الله يسعدك أخوي صاحب القلب الكبير
أخت صدى لا داعي للعودة والتعليق على القصة
فحضورك هنا شرف يكفيني ..... تحيتي وتقديري
وشكراً لك على الختم والرفع والــ150م/ت وهذا
الحضور الجميل منك ... أسعدك الله بالدارين