-
{
و من يسلم وجهه إلى الله و هو محسن
فقد استمسك بالعروة الوثقى .. } لقمان .
إنه الاستسلام المطلق لله –
مع إحسان العمل و السلوك –
الاستسلام بكامل معناه ،
و الطمأنينة لقدر الله ، و الانصياع لأوامر الله
و تكاليفه و توجيهاته مع الشعور بالثقة
و الاطمئنان للرحمة ، و الاسترواح للرعاية ،
و الرضى الوجداني ، رضى السكون و الارتياح ..
~
كل أولئك يرمز له بإسلام الوجه إلى الله .
و الوجه أكرم و أعلى ما في الإنسان .
فقد استمسك بالعروة الوثقى .
~
العروة التي لا تنقطع و لا تهن
و لا تخون ممسكاً بها في سراء أو في ضراء ،
و لا يضل من يشد عليها في الطريق الوعر و الليلة
المظلمة ، بين العواصف و الأنواء .
~
هذه العروة الوثقى هي الصلة الوثيقة الثابتة
المطمئنة بين قلب المؤمن المستسلم و ربه .
~
هي الطمأنينة إلى كل ما يأتي
به قدر الله في رضى و في ثقة و في قبول ..
طمأنينة تحفظ للنفس هدوءها و سكينتها و رباطة
جأشها في مواجهة الأحداث ، و في الاستعلاء على السراء
فلا تبطر ، و على الضراء فلا تصغر ، و على المفاجآت
فلا تذهل و على اللأواء في طريق الإيمان ،
و العقبات تتناثر فيه من هنا و من هناك .
إن الرحلة طويلة و شاقة و حافلة بالأخطار .
~
و خطر المتاع فيها و الوجدان ليس أصغر
و لا أقل من خطر الحرمان فيها و الشقاء .
~
و خطر السراء فيها ليس أهون
و لا أيسر من خطر الضراء .
و الحاجة إلى السند الذي لا يهن ،
و الحبل الذي لا ينقطع ، حاجة ماسة دائمة .
~
و العروة الوثقى
هي عروة الإسلام و الاستسلام و الإحسان .
وإلى الله عاقبة الأمور و إليه المرجع و المصير .
~
فخير أن يسلم الإنسان وجهه إليه
مند البداية ، و أن يسلك إليه
الطريق على ثقة و هدى و نور ….