أسرار جمال اللغة العربية هي ليست مجرد لغة.. هي قَبَسٌ نوراني.. أُوقِدت جذوته من السماء مباشرة..! اللغات كما البشر.. تولد.. تكبر.. تمرض.. وتموت.. ولكن حبيبتنا ليست كأي لغة.. فهما كان
أسرار جمال اللغة العربية
هي ليست مجرد لغة..
هي قَبَسٌ نوراني.. أُوقِدت جذوته من السماء مباشرة..!
اللغات كما البشر.. تولد.. تكبر.. تمرض.. وتموت..
ولكن حبيبتنا ليست كأي لغة.. فهما كان عددالشتاءات التي تعبرها.. تظل فتية..!
لماذا نتحدث عنها؟ ولماذا هنا في نور على نور؟ أوليس كل هذا محض تعصب ومبالغة؟
ألا يفتخركلٌّ بلغته بهذا الشكل؟
في الواقع لا.. فالعربية متفردةٌ في التاريخ.. بشهادة البعيدقبل القريب..
لماذا وكيف؟ هذا ما ستنسجه الحروف التي تطالعكم الآن..
فطالعوها بكل حواسكم.. ولا تنسوا.. أنها لغةٌ سماوية الصنع..!
-
فلتشحذوا عقولكم قليلا ولتحاولوا أن تتذكروا مثلا كم اسماً تعرفونه للأسد..
ليث؟
أسامة؟
غضنفر؟
حمزة؟
ضرغام؟
تذكّرنا خمسة! أترونه عددا كبيرا؟
في الواقع يملك الأسد أكثر من500 اسم مختلف في اللغة العربية..!
هذه بعضٌمنها:
-
للعسل في العربية...80 اسما..
وللسيف.......... ألف اسم..
وإذا أردت أن تصف أحدًا بأنه داهية.......... فلديك أربعة آلافاسم يمكنك أن تسميه به..!
-
فمع غزارة ألفاظ العربية كان لكل لفظ معنى فريد خاص به..!
أتعرفون مثلا أن هنالك فرقاً بين الجلوس والقعود؟
أتستطيعون تخمين ماهيته؟في الواقع يكون القعودمن القيام، والجلوس من الاتكاء
-
وقد تناول كتاب الله جل جلاله هذه التفاوتات الدقيقة في المعاني بإعجازٍ كبير..!
قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ" {الشورى 28}
قال تعالى: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ" {النمل 58}
أتلاحظون؟ كلمتان مختلفتان لوصف ماء السماء.. المطر والغيث!
أعيدوا قراءة الآيتين^^
ومهما بحثتم في القرآن ستجدون الغيث قد ذُكر في سياق الرحمة، بينما ذُكر المطر في سياق العذاب!
فاللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين..!
-
وما زلنا في السر نفسه وما يحمله من دقة في المعاني.. اقرؤوا الآيات التالية بتمعن..
"قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47)
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48)
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ" {يوسف 47-49}
-
أقرأتموها؟ فلتقرؤوها مجددا ^^
-
مهما قلبتم في صفحات القرآن ستجدون السنة تدل على الشدة، والعام يدل على الرخاء..!
-
بل لاحظوا الإعجاز البديع في قوله تعالى:
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍإِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً" {العنكبوت 14}
-
أيضا من مميزات وأسرار اللغة العربية أن ضمائرها هي الأكثر والأدق من بين كل اللغات..
فهناك ضمائر للمذكر والمؤنث، وللمثنى وللجمع، وللغائب والمخاطب والمتكلم..
فأي فعل في العربية يُكتب بواحد وثلاثين وجها حسب الضمائر المضافة!
-
ومما تميزت به اللغة العربية تماما علم الإعراب! وهو في الواقع يزيد سهولة العربية لا صعوبتها :")
يقول العالم الفرنسي مارسي: "من السهل جداً تعلُّم أصول اللغة العربية,
فقواعدها التي تظهر معقدة لأول نظرةٍ هي قياسية ومضبوطة بشكل عجيب لا يكاد يُصدق,
فذو الذهن المتوسط يستطيع تحصيلها بأشهرٍ قليلةٍ وبجهدٍ معتدل"..
-
كما تختص اللغة العربية بحروف لا تعرفها مـعـظم اللغات الأخرى ولا تستخدم مخارجها..
كالعين والغين، والضاد الطاء والظاء، والحاء والخاء، والصاد والقاف..
وهذه الحروف الموجودة في اللغة العربية تجعلنا نحن العرب نتفرد بقدرتنا
على استخدام جميع مخارج الحروف بشكل صحيح، خلافا للغات الأخرى..
ففي كل لغة تجدون حروفا لا يستطيع أهل هذه اللغة نطقها.. لأن هنالك مخارجا لا يستخدمونها حتى في لغتهم..
-
ومن أهم أسرار جمال اللغة العربية.. اختصارها..
أتعرفون أن هنالك كلمة في اللغة العربية مكونةً من حرفٍ واحد فقط؟
قِ!
وهو فعل أمر، جاء من وقى يقي وقاية، كأن تقول: يا فلان قِ نفسك شرّ البرد، أيا حفظ نفسك من شر البرد..
وهناك أمثلة أخرى على غراره..!
وهذا الاختصار لا يقتصر على الكلمات فقط.. بل يتعداه إلى الجمل..
انظروا مثلا إلى هذه الآية البلاغية:
قال تعالى: "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ" {الحجر 22}
"فأسقيناكموه"..! لفظة واحدة احتوت على: حرف عطف،وفعل، وفاعل، ومفعول أول، ومفعول ثان..!
-
هل هناك لغة غير العربيةفي العالم بهذه القوة؟!
إن الذي ملأ اللغات محاسنا... جعل الجمال وسره في الضادِ
من أروع وأجمل مميزات العربية التي أبهرت القريب والبعيد.. الخط العربي..!
ولو أردنا الاستفاضة لما كفتنا موسوعات..!
-
يومًا ما سنلتقي .. في ابريلٍ دافىء أو نوفمبرٍ خريف أوراقه تملأ أرصفة طرقات العابرين ..يومًا ما ستزهر الحياة من جديد و كأنها تزور ربيع داخلنا للمرة الأولى ، ستتلاشى آلام البِعاد و يصير الخيال واقًعا و الأمان رفيقًا و الكلمات ثرثرة لا نهاية لها .. يومًا ما سيحل لقاء حتمي و أبدي لا نهاية لميقاته .