23-04-2024
|
|
الأمثال العربية مرآة النفوس
-
المقدمة : إن للأمثال العربية أهمية من حيث ذيوع مادتها وانتشارها بين الناس وامتزاجها الشديد
بلغتهم وارتباطها بمختلف جوانب حياتهم إذ أن الأمثال تمثل رصيداً حضارياً هائلاً
لكل شعب من الشعوب ، فهي خلاصة تجارب كل شعب ومحصول خبراتها .
لذا أحببت أن أضع بين أيديكم مجموعة لا بأس بها من الأمثال العربية
مع بعض التوضيح ، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ...
-
مقدمة في "الأمثال"
· المثل لغة واصطلاحاً :
أما لغة : فهو ما يضرب من الأمثال ، وهو المماثلة والمشابهة ، ومثل الشيء بالشيء سواه به وشبهه ، وجعله مثله .
-
اصطلاحا : للتعريف الاصطلاحي تعاريف كثيرة ومن أهم تلك الأقوال ،
قول أبي عبيد القاسم بن سلام ( الأمثال : حكمة العرب في الجاهلية والإسلام ،
وبها كانت تعارض كلامها ، فتبلغ ما حاولت من حاجاتها في النطق ، بكناية غير تصريح ،
فيجتمع لها بذلك ثلاث خِلال :
إجاز اللفظ ، وإصابة المعنى ، وحسن التشبيه )
-
إذاً فإن الأمثال هي الحكمة الناتجة عن خبرة الحياة اليومية والنظرة الصائبة في مجرياتها ،
مع التعبير عن ذلك بطريق غير مباشر .
ولعل الدلالة اللغوية للمثل فيه دلالة في الاصطلاح ، فإن القصة ذات العظة والعبرة ،
مثال لمن يتعظ بها ويعتبر ، والحكمة المثلية مثال لواقع ، فلا تسير إلا إذا كانت مطابقة لهذا الواقع ،
وصورة صادقة له ، ولهذا نعتوها بأنها ( الحكم القائم صدقها في العقول )
-الأمثال العربية مرآة النفوس
· ضرب المثل :
لضرب المثل معان عدة منها ( الذكر ، والتمثيل ، والوصف ، والتبيين )قال أمين الخولي :
،،،، واستعمال المثل : إيقاع حالة مورده على حالة مضربه الجديدة ، أو إظهار أثرها فيها وتشبيهها بها . الأمثال العربية مرآة النفوس
-
· غرابة المثل :
قال الزمخشري : (( لم يضربوا مثلاً ، ولا رأوه أهلاً للتسيير ، ولا جديراً بالتداول ، والقبول ،
إلا قولاً فيه غرابة من بعض الوجوه ، ومن ثم حوفظ عليه من التغيير ،
وقد استعير المثل – استعارة الأسد للمقدام – للحال ، أو الصفة ، أو القصة ، إذا كان لها شأن ، وفيها غرابة ))
-الأمثال العربية مرآة النفوس
· أهمية الأمثال :
قال ابن المقفع : (( إذا جعل الكلام مثلاً ، كان ذلك أوضح للمنطق ، وأبين في المعنى ،
وأنقى للسمع ، وأوسع لشعوب الحديث )) .
وقال الزمخشري : (( هي قصارى فصاحة العرب العرباء ، وجوامع كلمها ، ونوادر حكمها ،
وبيضة منطقها ، وزبدة جواهرها وبلاغتها )) .
-
· أنواع الأمثال :
قال ابن رشيق القيرواني : (( المثل السائر في كلام العرب كثير ، نظماً ونثراً ))
-وفي اصطلاح عرف العرب ثلاثة أنواع : (( سرد وصفي ، وسرد قصصي أو تصويري ، المثل الخرافي ))
-الأمثال العربية مرآة النفوس
ونبدأ بذكر الأمثال مع توضيح المعنى أو من القائل أو مناسبة المثل ، وقد اختصرت الكثير منها :
· أبصر من زرقاء اليمامة :
الزرقاء : إحدى بنات لقمان بن عاد ، اشتهرت بِحِدةِ إبصارها ولمسافات بعيدة ،
وقيل إنها تبصر على بعد مسيرة ثلاثة أيام .
أصبح هذا المثل يضرب لكل مبصر شديد الإبصار .
-
· ابن الأيّام :
ويقال لمن جرّب الحياة وخبرها علماً ومجالدةّ ، ومثله ابن جَلا .
-
قال الشاعر :
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
-
· أبي يغزو وأمي تُحَدِّث :
وفي هذا المثل قصة ، أن رجل عاد من إحدى غزواته فأتاه الجيرانُ يسألونه عن غزواته
وما لاقى فيها من مواجهات ومصاعب ، فانبرت الأمُّ متحدثة عن بطولة الأب"زوجها
" قائلة : إنه قتل كذا ، وجرح كذا وانهزم أمامه كذا من جنود الخصم ....
كل ذلك ومازال الأبُّ الغازي ساكتاً ، والولد يسمع حديثَ أمه فقال مُعقباً متعجباً
( أبي يغزو وأمي تُحَدِّث!
فأصبح هذا المثل يُضرب لمن يفتخر بأفعال غيره .
-
· اتقِ مأثور القوم بعد اليوم :
أي : إذا كنت مما يستشهدون بأمثال العرب وأقوال الحكماء فتفكر في حال جليسك
الذي يستمع إليك فإن كان ممن يقدرون هذه الأمثال والحكم حق قدرها ، فحدثه بها وإلا فلا ،
وإن أبيت فإن حصادك السخرية والاستهزاء ليس غير .
-
· أجر الأمور على إذلالها :
أي : اجعل الأمور تجري على استقامتها .
-
· أجرأ من ذباب :
أطلقت الجرأة على الذُباب لأنه يقف على أنف الملك وتاجه ، وعلى أنف الأسد ،
ويذب فيعاود الوقوف ثانية وثالثة ....
-
· إجلس حيث يؤخذ بيدك وتُبّرّ ، لا حيث يؤخذ برجلك وتجر ! :
أي : ضع نفسك في المكان المناسب لها وأنأى بنفسك عن مجالس السوء أو ابتعد عن المجالس
التي لا تقدر التقدير الذي يجب ، أو الذي يستحق .
-
· أجود من حاتم :
وحاتم هذا هو حاتم الطائي وابنه عدي الصحابي المشهور ، وكانت له صفات حميدة
من جود وكرم وشجاعة وكان شاعراً ، ولهذه الصفات وغيرها أصبح حاتم مضرب المثل .
لقد بلغ حاتم من الكرم مبلغاً جعلت والده يغادره ، وهناك قصة حول ذلك ، فلا أطيل بذكرها .
-
· حاطب ليل :
أو أحطبُ من حاطب الليل ، لأن الذي يجمع الحطب ليلاً يلتقط الحطب الصالح الذي يحتاج إليه ،
والفاسد الذي لا يحتاج إليه ، فهو لا يدري ما يجمع ،
لهذا أصبح المثل يضرب لكل من يأخذ علومه من غير المحققتين المدققين ،
أي يخلط الصالح والفاسد .
-
· اختلط الحابل بالنابل :
الحابل : الذي يصيد الوحش بالحبائل ، النابل : الذي يصيدها بالنبل ، والحَبالة : شَرَك الصائد .
يضرب هذا المثل لكل ما يختلط من الأمور ، ولكل فوضى ثائرة أتت على مصالح الجميع .
-
· أخسر من حمالة الحطب :
وحمالة الحطب هي أم جميل زوجة أبي لهب وقد نزلت سورة فيهم ،
وكانت تضع الأشواك والأقذار في طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وكانت نمامة تثير الفتن وتشعل نار البغضاء بين الناس .
ويضرب هذا المثل لكل من يشعل نار الفتنة أو يمشي في النميمة وتسمى النميمة حطباً
-
· أخوك من آساك :
آساك من المواساة ، ويضرب هذا المثل للذي أدى واجبات الأخوة على نحو كامل
هو الذي شاركك الأحزان والآلام ، ودفع عنك الهموم والكروب ،
وأعانك وقت الشدائد ، وتكالب المصائب ...
-
قال الشاعر :
من لم يواسِكَ في قليلٍ ... لم يُوَاسِكَ في الكثير
والحق يلزمُ في الكثير ... وليس يسقط في اليسير
-
· إذا عزَّ أخوك فهِن :
الحض على مياسرة الأصحاب والأخوان وترك الخلاف عليهم ومعهم لأجل استمرار الصُّحبة بين الناس ....
أي تعامل معهم بلين ويسر .
-
· إذا نزل بك الشر فاقعد :
أي : كن حليماً ولا تسارع إليه ، إنما تجنبه قدر المستطاع ، بالصبر والحلم وقت الشدة .
وروي عن النبي ما يحض على ذلك .
-
· أرسل حكيماً ولا تُوصِهِ :
والقائل هو الزبير بن عبد المطلب ، في أبيات من الشعر منسوبة إليه :
-
قال الشاعر :
إذا كنت في حاجة مرسـلا ... فأرسل حكيماً ولا توصه
وإن باب أمر عليك التوى ... فشــاور لبيباً ولا تعصه
والصحيح أرسل حكيماً وأوصه .
قالت الحكماء : الرسول دليلٌ على عقل مرسله .
والرجل الحكيم : هو الذي يعطي لكل موقف ما يناسبه من القول والعمل .
-
· استراح من لا عقل له :
قائل هذا المثل الصحابي عمرو بن العاص لابنه ، ويعني هذا المثل
( أن صاحب العقل مهموم لكثرة التفكير ،،،، وأما من لا عقل له فلا هم له لانعدام التفكير ).
-
قال أبو الطيب :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
-
· اطلُب تظفر :
يضرب هذا المثل في حث المرء على العمل ، وبذل المجهود في كل وقت وآن ، كما يدعو إلى عدم الاستسلام .
-
قال الشاعر :
فمن لم تبلغه المعالي نَفسُه ... فغيرُ جديرٍ أن ينال المعاليا -
-
· أغرُّ من الأماني :
لأن الأماني التي يتمناها الإنسان ، ويحلم بتحقيقها غالباً ما تكون خيالية ،
ولفرط آمال المتمني ورغبته الشديدة في وقوعها يظنها واقعة لا محالة ،
لأنه لم يفكر بأمانيه وآماله على نحو هادئ وموضوعي فتغرّه ، فيضل ،
وعندما يواجه الحقيقة المرة يشعر بآلام الصدمة . -
-
· أفلت وانحصَّ الذَّنَب :
يضرب هذا المثل لمن كاد أن يقع في المهلكة فريسة للموت ثم نجا على نحو عجيب ،
وقائل هذا المثل هو الصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .
-
· اقشعرت ذوائبُه :
أي : وقف شعرهُ ،، وهذا المثل يعبرُ به عن حالة الخوف التي تعتري الإنسان .
-
· اقصدِي تصيَّدِي :
أي : أطلب الحق تنتفع به ،، وهذا يقال للرجل الذي عدل عن الحق .
-
· أقصَرَ لمَّا أبصَرَ :
وهذا يقال للرجل الذي أقلع عن ذنبه ، وكف عنه على الرغم من قدرته على ممارسته .
-
· لكل جواد كبْوَة :
إن الفرس الأصيلة قد يصيبها العِثارُ ، وإن كان هذا على خلاف عادتها ، لذلك الرجل الشجاع الشهم الكريم
الذي عرف بهذه الصفات وغلبت عليه هذه السجايا الطيبة ، والخصال الحميدة ،
ثم يكون منه الخطأ أو الزلل ، وهذا الخطأ أو التقصير جاء على خلاف القاعدة التي اشتُهر بها .
فلا ينبغي أن يعاب عليه ويُغمَطَ حقُّه .
-
· إنَّ من البيان لسِحرا :
حديث صحيح رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وفيه أن الحديث الجميل ، والكلام الحسن يؤثر في القلوب ، وتطرب له النفوس وتميل معه ،
إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، فالكلام قد يثير الغضب ويسعر نار الأحقاد ،
وقد يغسلُ أحقاد القلوب ، ويقيم جسور الودّ والحب .
-
·
:
hgHlehg hguvfdm lvNm hgkt,s hgyvfdm
hgHlehg hguvfdm lvNm hgkt,s hgHlehg hgyvfdm
|