♦ الآية: ﴿ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِتَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: مريم (24).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾ نهر ماء جارٍ، وكان تحت الأكمة نهر قد انقطع الماء منه، فأرسل الله سبحانه الماء فيه لمريم.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا ﴾ قرأ أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي وحفص ﴿ مِنْ تَحْتِهَا ﴾ بكسر الميم والتاء؛ يعني: جبريل عليه السلام، وكانت مريم على أكمة، وجبريل وراء الأكمة تحتها فناداها، وقرأ الآخرون بفتح الميم والتاء، وأراد جبريل عليه السلام أيضًا ناداها من سفح الجبل، وقيل: هو عيسى لما خرج من بطن أُمِّه ناداها ﴿ أَلَّا تَحْزَنِي ﴾، وهو قول مجاهد والحسن، والأول قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، والسدي وقتادة والضحاك وجماعة: أن المنادي كان جبريل لما سمِع كلامها وعرف جزعها ناداها ألا تحزني.
﴿ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾، والسَّرِي: النهر الصغير.
وقيل: تحتك أي جعله الله تحت أمرك إن أمرتيه أن يجري جرى، وإن أمرتيه بالإمساك أمسك؛ قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ضرب جبريل عليه السلام - ويُقال ضرب عيسى عليه الصلاة والسلام - برجله الأرض فظهرت عين ماء عذب وجرى.
وقيل: كان هناك نهر يابس أجرى الله سبحانه وتعالى فيه الماء وحييت النخلة اليابسة، فأورقت وأثمرت وأرطبت، وقال الحسن: ﴿ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾؛ يعني: عيسى، وكان والله عبدًا سريًّا؛ يعني: رفيعًا.