معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (6) من سورة «الأحزاب»: ﴿ المنافقين ﴾: هم الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر. ﴿ تظاهرون ﴾: يقول الرجل لزوجته: أنت عليَّ كظهرِ أمِّي،
معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (6) من سورة «الأحزاب»:
﴿ المنافقين ﴾: هم الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
﴿ تظاهرون ﴾: يقول الرجل لزوجته: أنت عليَّ كظهرِ أمِّي، وكانت العرب تطلِّق نساءها في الجاهلية بهذه الكلمة، وكان الظهار عندهم طلاقًا، فنهاهم الإسلام عنه وأوجب الكفارة على من ظاهر من امرأته.
﴿ أدعياءكم ﴾: مفردها دعيّ، وهو الذي ينسب إلى غير أبيه، وهو التبنِّي الذي كان في الجاهلية وأبطله الإسلام.
﴿ بأفواهكم ﴾: مجرَّد قول بالفم، ولا حقيقة له من الواقع.
﴿ يهدي السبيل ﴾: يرشد إلى الطريق المستقيم.
﴿ أقسط ﴾: أعدل.
﴿ ومواليكم ﴾: أولياؤكم في الدين.
﴿ جناح ﴾: ذنب أو إثم.
﴿ أولى بالمؤمنين ﴾: أقرب أقربائهم وصاحب الفضل عليهم.
﴿ وأزواجه أمهاتهم ﴾: وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم مثل الأمهات بالنسبة لجميع المؤمني في تحريم الزواج منهن، وفي تعظيم حرمتهن.
﴿ وأولو الأرحام ﴾: وأهل القرابات (الأقارب).
﴿ أولى ببعض ﴾: أحق بالإرث.
﴿ في كتاب الله ﴾: في شرع الله ودينه.
﴿ إلى أوليائكم ﴾: إلى إخوانكم المؤمنين المحتاجين.
مضمون الآيات الكريمة من (1) إلى (6) من سورة «الأحزاب»:
1 - تبدأ الآيات بتوجيه الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين تبعًا إلى الثبات على تقوى الله والاستزادة منها، وتحذيرهم من طاعة الكافرين والمنافقين، وحثهم على اتباع ما نزل من القرآن مع التوكل على الله في كل الأمور.
2 - ثم تقرر أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق لرجل قلبين في صدره، لذلك يجب على الإنسان أن يتجه إلى منهجٍ واحد، وأن يعبد إلهًا واحدًا؛ لأنه لا يملك إلا قلبًا واحدًا.
3 - ثم تقرِّر الآيات إبطال عادة الظهار الجاهليَّة، وتبيِّن أن ما يقوله الرجل لزوجته وهو: «أنت عليَّ ظهرِ أمِّي» قاصدًا بذلك أنها تحرم عليه مثل حرمة أمه عليه ليس هذا إلا مجرَّد كلام بالأفواه ولا يعبِّر عن حقيقة واقعيَّة.
4 - ثم تقرِّر أيضًا إبطال عادة التبنِّي الجاهلية وما يترتب عليها من آثار مثل: التوارث وغيره من الأحكام المتعلِّقة بالأسرة الحقيقيَّة، وطلبت من المسلمين أن ينسبوا الأبناء إلى آبائهم الحقيقيين؛ فذلك هو العدل والحق، فإذا لم يعرفوا آباءهم الأصليين فلهم حق الأخوَّة في الدين والموالاة فيه، وتشير إلى رحمة الله سبحانه وتعالى في رفع الحرج في حالة الخطأ والنسيان، وما سبق فعله قبل نزول التحريم لهذه الأمور.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (1) إلى (6) من سورة «الأحزاب»:
1 - إبطال الإسلام لكثير من العادات الجاهلية التي كانت تتسم بالظلم وتضييع الحقوق، كالظهار والتبنِّي.
2 - إلغاء ما كان قد ترتَّب على عملية المؤاخاة التي تمَّت بالمدينة المنوَّرة بين المهاجرين والأنصار من ناحية الإرث، وجعل الميراث مقصورًا على القرابة الطبيعيَّة.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (7) إلى (15) من سورة «الأحزاب»:
﴿ ميثاقهم ﴾: العهد على الوفاء بما حملوا.
﴿ ميثاقًا غليظًا ﴾: عهدًا مؤكدًا بتبليغ الرسالة.
﴿ ليسأل الصادقين عن صدقهم ﴾: ليسأل الله يوم القيامة الأنبياء عن تبليغهم الرسالة إلى قومهم.
﴿ وجنودًا ﴾: جنودًا من الملائكة ألقت في قلوبهم الرعب.
﴿ من فوقكم ﴾: من فوق الوادي جهة المشرق.
﴿ ومن أسفل منكم ﴾: من أسفل الوادي يعني جهة المغرب.
﴿ ابتلى المؤمنون ﴾: اختبرهم الله بشدة الحصار.
﴿ وزلزلوا ﴾: اضطربوا من شدة ما أصابهم.
﴿ مرض ﴾: نفاق، وضعف إيمان.
﴿ غرورًا ﴾: باطلاً أو خداعًا.
﴿ يا أهل يثرب ﴾: يا أهل المدينة.
﴿ لا مقام لكم ﴾: لا إقامة لكم ههنا.
﴿ عورة ﴾: غير محصنة، يخشى عليها العدو.
﴿ ولو دخلت عليهم من أقطارها: ﴾ ولو هوجمت المدينة من نواحيها وجوانبها المختلفة.
﴿ ثم سئلوا الفتنة ﴾: ثم طلب إليهم أن يكفروا وأن يقاتلوا المسلمين.
﴿ لآتوها ﴾: لأعطوها من أنفسهم.
﴿ وما تلبَّثوا بها إلا يسيرا ﴾: وما أخروا مقاتلة المسلمين (أي لفعلوا ذلك مسرعين).
﴿ لا يولون الأدبار ﴾: لا يفرون من القتال.
﴿ مسؤولاً ﴾: جديرًا بالوفاء؛ لأنهم سيسألون عنه.
مضمون الآيات الكريمة من (7) إلى (15) من سورة «الأحزاب»:
1 - بدأت الآيات بالتذكير بفضل الله سبحانه وتعالى على النبي وعلى المؤمنين وإنعامه عليهم برد أعدائهم الذين تجمعوا لغزو المدينة في السنة الخامسة من الهجرة، وقد استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه فأشار عليه «سلمان الفارسي» رضي الله عنه بحفر خندق حول المدينة ليستطيع المسلمون الدفاع عن أنفسهم وعن مدينتهم من وراء هذا الخندق، وقد اشترك الرسول صلى الله عليه وسلم مع المسلمين في حفره، وقد أرسل الله سبحانه وتعالى ريحًا شديدة على أعداء المسلمين قلعت خيامهم، وأكفأت قدورهم، وأطفأت نيرانهم، فهاجت خيولهم، واضطربت صفوفهم، وألقت الملائكة في قلوبهم الرعب ففروا منهزمين، ﴿ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ﴾ [الأحزاب: 25].
2 - كما وضَّحت الآيات مواقف المجاهدين ودرجاتهم في صدق الجهاد وذكرت أكاذيب المنافقين وجبنهم وفرارهم من أماكن المعركة واعتذارهم بأسباب مخترعة كاذبة.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة (7) إلى (15) من سورة «الأحزاب»:
1 - النصر من عند الله سبحانه وتعالى وأن لله جنودًا من خلقه لا يعلمها إلا هو.
2 - المؤمنون يوفون بعهد الله، والمنافقون ينقضون عهد الله كلما رأوا فرصة يأملون منها سلامة ونفعًا قريبًا.
3 - الله سبحانه وتعالى يفضح المنافقين في كل موقف، وسوف يعاقبهم على سوء فعلهم.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (16) إلى (22) من سورة «الأحزاب»:
﴿ يعصمكم من الله ﴾: يحميكم منه.
﴿ وليًّا ﴾: مجيرًا وقريبًا.
﴿ المعوقين منكم ﴾: الذين يصدون الناس عن الجهاد مع رسول الله، ويحاولون إضعاف عزائمهم.
﴿ لإخوانهم ﴾: في الكفر.
﴿ هلم إلينا ﴾: تعالوا إلينا واتركوا محمدًا وصحبه ولا تقاتلوا معهم.
﴿ البأس ﴾: الحرب والقتال.
﴿ أشحة عليكم ﴾: بخلاء عليكم بكل ما ينفعكم.
﴿ فإذا جاء الخوف ﴾: فإذا حضر القتال.
﴿ تدور أعينهم ﴾: من شدة العرب والخوف.
﴿ كالذي يغشى عليه من الموت ﴾: فيكون حالهم كحال من تصيبه الغشية (الإغماء) من سكرات الموت.
﴿ سلقوكم ﴾: أذوكم ورموكم.
﴿ بألسنة حداد ﴾: بألسنة قاطعة كالحديد، أي بالغوا في طعنكم وذمكم.
﴿ لم يؤمنوا ﴾: أسلموا ظاهرًا ولم يؤمنوا حقيقة بقلوبهم.
﴿ فأحبط الله أعمالهم ﴾: فأبطلها الله.
﴿ الأحزاب ﴾: كفار قريش ومن انضم إليهم.
﴿ لم يذهبوا ﴾: لم ينصرفوا عن المدينة بعد هزيمتهم.
﴿ يودوا لو أنهم بادون في الأعراب ﴾: يتمنى المنافقون - لشدة جبنهم - أن يكونوا في البادية مع الأعراب لا في المدينة مع المسلمين.
مضمون الآيات الكريمة من (16) إلى (22) من سورة «الأحزاب»:
1 - تفضح الآيات الفارين من القتال في غزوة الأحزاب، والمعتذرين من غير عذر حقيقي وتصور جبنهم، ونفاقهم أصدق تصوير.
2 - كما تفضح المعوقين الذين يقعدون عن الجهاد ويحاولون منع غيرهم منه لشدة جبنهم، وكراهتهم للرسول وللمسلمين، ولكنهم بعد هزيمة الأحزاب يسلطون ألسنتهم على المسلمين طالبين الغنائم من غير اشتراك في قتال.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (16) إلى (22) من سورة «الأحزاب»:
1 - ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة في الحروب وحماية حدود البلاد من كل غزو أجنبي.
2 - تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم وحبه لأصحابه، وثباته ومشاورته في كل الأمور التي لم ينزل فيها وحي من الله، والأخذ بالرأي الذي يحقق مصلحة المسلمين.
3 - العدالة والمساواة بين المسلمين حيث اشتركوا جميعًا في حفر الخندق وفي الدفاع عن المدينة المنورة ومعهم الرسول صلى الله عليه وسلم كواحد منهم.
4 - ليس العدوان من طبيعة الإسلام وإنما كانوا يجاهدون دفاعًا عن عقيدتهم وعن أنفسهم، فلما نصرهم الله بلا قتال لم يُسرفوا في تتبع الأعداء الفارِّين أو استئصالهم كما يحدث في الحروب غير الإسلامية.