سواليفْ غيمَ / فِيّ ليلة ماطرة و امرأة ممتلئِة حنين .......!
(1)
أية حكاية غلفَها المطَرْ ، وحط بِها على شبابيكَ ذاكِرتُكَ ؛ لـ تستفزْ بكَ مواطنْ التأثرْ
و تسأل : تُرىّ جاد الرذاذْ بِيّ إلِيها .. كما فعل معِيّ ..؟!
أية حكايَة تسترْ خلفْ ذا العذوبة المغَدوقة ..؟!
أتراكَ الآنْ .. تتصورْ أيّ حال قد يلتبسُنِيّ ..!؟
أتعلم ..!
أرعبنِيّ صوتْ وقعَ المطرْ ، وهرعتُ منذُ قالتْ لِيّ أمِيّ : " السماءْ تمُطرْ " ...!
خرجتُ لـ الشارعْ ، مررتُ على الأرصفة ، حييتُ الأشجارْ ، تأملتُ الأضواءْ
غضـضتُ بصِريّ عنْ الوجوه العابِرة منْ أمامِيّ ، أبحثُ عنْ إحساسْ يبدد البؤسْ
الـ يُقيدنِيّ ، يزعزعُ ثقة الخشية الـ تُخاطبنِيّ بجرأة قاهِرة
و لو كنتْ تمنيتَ أنْ أكُونْ بـ كامل النشوة ، أنا بلا أنتْ لستُ بخيرْ ؛ لستُ قادرة
علىّ التحلِيّ بـ الحالمية
و لو كنتْ قد تمنيتْ أنْ أكونْ استحضرتُكَ فِيّ ذا الحِينْ .. كما تستحضرْ السماءْ
غيومها الوافِرة ، أنا مُمتلِئة بكَ لحد يُشعِرنيّ بـ دسامتِيّ ، وقليل خيبة ، وكثير نويح
(2)
لم يتركَ المطرْ .. فرصة كـ هذه و يدعُها تفلتُ منْ حذقهُ ، دونما أنْ يظهر أكذوبة
ترنحتُ وأنا انغمُها فِيّ تلكَ الليالِيّ ، و أنكَ شيء أدنىّ منْ العاديّ لديّ بكثيرْ
جاءْ لـ يفضحنِيّ أمام نفسِيّ ويشفيّ غليلهُ منْ كبريائِيّ ، ويتركَ الحنينْ يصفعنِيّ
و الضياعْ يتخبط إحساسِيّ ، مهما أفتعلتْ الأمانْ ...!
أحُبكَ ؛ وما حصد المطرْ بِيّ أيّ طيبْ .. غير أنهُ حرضنِيّ ، لـ أقول : صيباً نافعاً
رباه اكتبهُ لِيّ أو اتركنِيّ أكونْ له ..!
(3)
أعرفُ أنْ مذاقْ القهوة ، و رائِحة المطرْ ، وتنهيدة ضخمتها روحِيّ
" شيء داعِيّ " ؛ لـ أنْ أبكيكَ .. أو ارتمِيّ بحضنْ الحسرة و اشتهيكَ ، إلا أنِيّ
اشغلتنِيّ بـ الحديثْ مع أبِيّ ، وخاطبتهُ بعقلانيه توحِيّ لهُ ، أنكَ غادرتنِيّ منذُ أمد
كفيل ألا لا يدع المطرْ .. يجلُبكَ إلِيّ على طبقْ مُتلطخ بـ دمعْ الأمسْ
و لو نظرْ أبِيّ لـ عينِيّ بـ حذرْ .. لعلم بـ الذُعرْ الـ يسكُنها
(4)
أيّا منْ علم بـ أمركَ بِيّ _ القاصِيّ و الدانِيّ
بـ أية حال التقيكَ فِيّ ذا الأوانْ ..؟ أهجرتْ ضحكاتْ رفاقكَ و غادرتْ الرجُل الأنانِيّ
الذيّ يسكُنكَ ، وتخليتْ عنْ ترفُعكَ بـ الكذبْ ، وخرجتْ لـ إشارة أوقفتكَ ذاتْ يوم
وأنتْ تحدثنِيّ و توقفْ الدم لـ ينحصرْ بـ ملامحِيّ _ و سألتها : أينْ بقايا بحتُها ..؟
أحتاجُ و لو لـِ شالُها ..؟!
أختنقْ صوتِيّ فِيّ مداكَ يا رجُل ، و تمزقْ شالِيّ فِيّ مفترق طريقْ ، فاوضكَ علِيّ
و بيسيرْ قرارْ .. قُلت : خذها و أعدها بظرف أفضل ..!؟
نسيتْ أنكَ بـ هذا سمحتْ لـ مصيدة الهموم أنْ تشدنِيّ .. نسيتْ و نسيتْ و نسيتْ
نسيتُ أنا الكيفية التِيّ تعلمتُها لـ أشفِيّ نفِسيّ و بقيتْ مريضة بكَ
أتقلبْ بينْ أنْ أكونْ أفضل بشكل يسيرْ أو أسوء بشكل موحشْ
(4)
أقنعهُ يا مطرْ
أقنعهُ
بـ أنِيّ : لستُ بائِعةُ الكبريتَ ، ولا سندريلا عهديّ ، و لا ابنةُ الأميرْ
و لا بطلة لحكاية منْ حكاياتْ ألفْ ليلة وليلة
ما أنا إلا امرأة أحبتهُ فِيّ ظل وقتْ لم تكنْ صالحه فيه لـ الحُبْ
و ما استطاعتْ أنْ تفعل معروف يواربْ ذا الذنبْ ؛ لـ يرزقُها الوقتْ بـ توبة
(5)
أخشِىّ علِيّ منْ المطرْ ، و وصيه بِيّ رفقْ ، و بسيط حنانْ
و أحكيّ لهُ عنِيّ دونْ أنْ تكترثُ منْ تذمرهُ
قل للمطرْ : فقدتْ حرصُها و تهتْ ، اشتقتْ لـ جنونُها وعقلتْ ، اشتهيتْ غيرتُها
و ندمتْ ...!
قل للمطرْ : الألوانْ أصبحتْ واحده منْ بعدُها ، الوجوه ما بها أيّ أختلافْ
الأماكنْ ، المقاهِيّ ، الحجرْ ، الطُرقْ ، تحمل رائِحتُها و متوشحه بـ لونْ خصائِلُها
قل للمطرْ : كيفْ يعود الذيّ كانْ ..؟ كيف ينجلِيّ مستحيل هذه الحياة ..؟
كيفْ تستندُ علِيّ و أتكأُ علِيها ، كيفْ ترسمنِيّ رجُلها بلا خوف و أحفظُها بلا حذر ؟
قل لهُ فقط : أنا مُتعبْ جداً ، وليتها أفضل منِيّ بـ ذا الأوانْ ...!
إمضاءة / روابي الحربي