26-02-2024
|
|
سائق الاسعاف
#سائق الإسعاف
هذه القصة غريبة جدًا ، بطلها هو سائق الإسعاف، كان فظًا غليظ القلب ، كان لا يتذكر إذا ذُكِّر ، ولا يتعظ إذا وعظ ؛ وسبب ذلك ناتج عن طبيعة عمله ، ومباشرته لحوادث شنيعة ، يذكر من شناعتها أنه يباشر الحادث فيجد بعض المصابين قد تقطع أشلاءً ؛ فيحمل رأسه في يد وعضوًا آخر من أعضائه في يده الأخرى ، فيقول : ما كان هذا المنظر يهزني أو يؤثر فيَّ ، وكنت على حالة من المعاصي من أعظمها ترك الصلاة.
*وفي يوم من الأيام بلغت بمباشرة حادث في مدخل من مداخل الرياض الساعة الواحدة ليلاً ، فإذا بي أركب سيارة الإسعاف كعادتي وأنطلق مسرعًا نحو الحادث ، وكان زميلي في ذلك اليوم مرخوصًا عن عمله ، فعندما وصلت إلى موقع الحادث وإذا بي أجد سيارة بيوك بيضاء قد ارتطمت في أحد أعمدة الإنارة وأدت إلى انطفاء الكهرباء في تلك المنطقة ، والغريب أني رأيت نورًا ينبعث من السيارة فانطلقت كعادتي متوجهًا إلى باب السيارة ، وكان في يدي سيجارة الدخان فإذا بي أرى عجبًا ؛ فإذا برجل كث اللحية مستنير الوجه قد ملأ نور وجهه السيارة وقد ارتطمت مقودة السيارة بأجزائه السفلى ، فحاولت أن أعيد المقعدة إلى الخلف ، فنظر إلي فقال : تريد أن تساعدني.
قلت : نعم . قال : إذا سمحت أطفئ سيجارتك فقلت : لعله أصيب بلوثة من جراء الحادث ؛ فأطفأت السيجارة ، فعندما أردت إنقاذه قال : تريد أن تنقذني قلت : نعم قال : إني أريد أن أكافئك على فعلك بنصيحة مقدمة فقلت : تفضل فقال لي : عليك بطاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة الوالدين، وإياك ورفقة السوء ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ثم مات ، فحملته إلى المستشفى وسلمته إلى قسم الحوادث ، ثم عدت إلى البيت قرابة الثالثة ليلاً ، فأردت أن أنم فلم أستطع ؛ لأنني أتذكر المنظر الذي رأيته وسمعته ، فإذا بالمؤذن يؤذن لصلاة الفجر ، فتوضأت ثم انطلقت لأصلي صلاة الفجر مع الجماعة ، وكانت لأول مرة فبعد أن انتهينا من الصلاة انطلقت إلى إمام المسجد فذكرت له ما حدث فقال : احمد الله أن الله بعث من يدعوك بقوله وفعله ثم انطلقت أنا وإياه إلى زيارة المقبرة ، فصارت سببًا لهدايتي واستقامتي على دين الله.
shzr hghsuht
shzr hghsuht
|