لـكل حزن حرفه ولـكل سطر ابتسامته هذا الضجرُ المتمددُ على أسرّةِ الأيّام ، يقتلُ فينا اشياء كثيرة ، ويُحيي ذكرياتٍ متعددة ، تلك الاشياء التي تموتُ شيئا فشيئا ، لم
لـكل حزن حرفه ولـكل سطر ابتسامته
هذا الضجرُ المتمددُ على أسرّةِ الأيّام ، يقتلُ فينا اشياء كثيرة ،
ويُحيي ذكرياتٍ متعددة ، تلك الاشياء التي تموتُ شيئا فشيئا ،
لم تكنُ توافهَ أمورنا ، كانت الأهم ، الأقوى ،
الأحبّ إلى قلوبنا ذاتَ وقتٍ وذاتَ زمنٍ ..
لكن خذلاننا لها ، أماتها وهيّ رضيعةٌ بين ذراعيّ حاضرنا ..
فنحن لم نتشبث بها ، لم نقاوم تآكل صبرها أمام صدأ الملل ،
ولم نُلملم قطعها المتناثرة أمام رياح الرتابة والروتين ..
بل العكس تقاعس الأمل فينا ، وشاخ التفاؤلُ بنا ،
وتراجعنا قليلا نحو الوراء بل كثيراً ، ورأينا الدنيا
من ثقبِ الباب سوداء، لونها قاتمٌ لا يشعُ منه نورُ الصباح ،
إتسعت أحداقنا ، و جحظت أعيننا لكننا لم نغيّر
ثقب الباب بنوافذنا بل العكس ، تشتت النظر ،
ولم نحدد زاوية الفرح جيّدا- فاصطدمنا- بما يسمى الضجر ..
تغيّرت ملامحنا وشخنا داخليا قبل أن تشيخَ اوصالنا ،
رسمنا على جدران واقعنا دوائر لا تنتهي ،
مُحكمة الاغلاق ، حتى لا ننفذ منها وكأننا نستسلم سريعا لليأس ...
وننسى أنّ العالم يتغير ويندفعُ بقوته نحو الأمام ليرسلَ
لنا رياح الربيع ، ونسائمهُ العذبة حتى تُحيي أمل التغيير بنا ،
تزرع بذور الفرح ، تسقي أزهار الأمل
وتُفرج عن اسارير التفاؤل ، فنبتسم ، نأخذ قليلا من الورق ،
وقلما حبرهُ لا يجفُ ، تتسخُ اصابعنا ونحن نكتب
وندون قوتنا على بعض من الورق ..
نتحسس ملامحنا المبتسمة ، نضعُ بصمة المداد
على / خدودنا ، شفاهنا / ونبحث عن أقرب مرآةٍ فنبتسم
ويخرجُ الصوتُ شيئا فشيئا حتى يكسر جدارَ الحزن
ونضحك بقلوب تملؤها السعادة ، نقهقهُ كأطفال يلعبون بالشارع ..
فيتبسم كلّ ما حولنا ويرحلُ الضجر عنّا ،
وتصبح الكتابة أول بابٍ ينفذُ منه الأمل ،
كنافذةٍ يغزوها نور الصباح ،
كذراعِ والدة تحتضننا بكلّ حنان أحرفها ،
حتى نزفرَ الحزن بين أسطرها ،
وكَدمعتنا السخيّة التي تشهدُ على آخر أوجاعنا ،
الكتابة روح آخرى تسري بأجسادنا ..
لكلّ حزنٍ حرفهُ ، ولكلّ سطرِ ابتسامته فكم من ابتسامة
بعد حزن وكم من حزن تخلف عن موعده فقط حينما
يرى أنّ الفرح زائر لا يرحل والأمل صديقٌ
لا يخون والتفاؤل كأبٍ يُغننيا عن الحلم .