في ذلك
الشارع المزدحم ...
كان هناك أناس يلحقون شيئاً لا نراه
ربما يكون وقتاً قارب على الإنتهاء
أو مكاناً يسعون إليه أو ربما أشخاص ...
وهناك أيضاً أجسادٌ لا يهمها الوقت ...
أو ربما لا يهمّها أي شيء
كان المكان يختنق بالأنفاس
لكنها أنفاس لا تحوي عاطفه
فالجميع لا يهمّهم كل من في ذلك الشارع
أما أنا
.... فأنظر لملامحهم ونظرات عيونهم ...
فأجد صمتاً لا يريد أن يبوح بشيء
وأجد إنكساراً لا يفارقهم
كان بينهم قلوب لم يهتم لها أحد
ومشاعر قد همّشت
.... وأحزان عليهم توالت
ولم يعد في أفئدة أولئك دماء عاطفة ...
أو أنفاس حب ... له أهميةً في وجدانهم
ولم يعد للنظرات حروفٌ عاشق
وأفواهٍ أغلقها صمت اليأس
كان هناك تركيز على حياة عمليه
تعرف ثمناً للأكل والشرب
حياة لا تعرف الرحمة لبناء مستقبل حياة
يكملون به حياتهم
في ذلك الشارع كان هناك
فتاة لم يعد لأناقتها معنىً
ولم يعد لكحلها موقعاً في العين
أو ربما لا تعترف به
أصبحت الحياة أكثر حدّة في السلوك
وماتت هناك رغبات أحلام
وهناك رجل بائس ...
ترافقه فتاة بدعوى الحب
لجمع ما إستطاعت منه
لا تهتم كيف له أن يعيش ....
فسعادتها أولى منه ومن الجميع
في ذلك الشارع وجدت نفسي ..
أستجدي في عيونهم نظرات حب
ليس لي وإنما لأنفسهم
ولمن يعيشون معهم ذلك الحب
تمنيت لو إستوقفت الجميع ...
و غيّرت حياتهم ... لكن
الجميع منشغلون بكسبهم ...
وهم لا يدركون أن لقلوبهم حق عليهم
وجدت نفسي أسير على خطاهم
فقد ظمأت فيني مشاعر
ومات مع رحيلهم قلب ..
فأصبحنا في طريقهم المزدحم ..
مثلهم