الحب.. فأن تكون محبوباً هذه هي واحدة من لا يحق لأي من شريكي الحياة أن يعاير أحدهما الآخر فالمعايرة بعيب أو تصرف أوالوقوع تحت طائلة ظروف معينة ليس ذنب يجب
الحب.. فأن تكون محبوباً هذه هي واحدة من لا يحق لأي من شريكي الحياة أن يعاير أحدهما الآخر فالمعايرة بعيب أو تصرف أوالوقوع تحت طائلة ظروف معينة ليس ذنب يجب المحاسبة عليه، وليست المعايرة من شيم الكرام ولا دليل على نبل الأخلاق، كما أنها من أكثر الامور التي تؤجج الخلافات الزوجية وتثير المشاكل بين الزوجين وشريكي الحياة، بالسياق التالي سيدتي تحدثك عن أهمية عدم معايرة الزوج في الحياة الزوجية.
• المعايرة تؤجج المشاكل الإجتماعية والزوجية
المعايرة تؤجج المشاكل الإجتماعية والزوجية
وفقًا للموقع الرسمي للأمم المتحدة، تُعتبر معايرة أحد الزوجين للآخر بأسرته والإساءة لها أو الشجار معها أو مقاطعتها من المواضيع التي تثير وتؤجج الخلافات الزوجية. ويُنظر للمعايرة ومنها معايرة الزوج على أنها أحد أشكال العنف المنزلي حيث يمكن تعريف العنف المنزلي ، الذي يُطلق عليه أيضًا "العنف الأسري" أو "عنف الشريك الحميم"، على أنه نمط من السلوك في أي علاقة يتم استخدامه لاكتساب أو الحفاظ على السلطة والسيطرة على الشريك الحميم، وتكون الإساءة بشكل سلوكيات أو ألفاظ تحمل طابع الإهانة أو التقليل من الشأن أو التجريح أو الترهيب أو التلاعب أو المعايرة أو الإيذاء أو اللوم والتقريع، ويمكن أن يحدث هذا الفعل من أي شخص من أي عرق أو عمر أو توجه أو دين أو يمكن أن يحدث ضمن مجموعة من العلاقات بما في ذلك الأزواج أو الأقارب، ويؤثر هذا النوع من العنف المنزلي على الناس من جميع الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية ومستويات التعليم.
• المعايرة أحد أشكال التنمر والعنف النفسي
ليس من المفترض أن تعاير الزوجة زوجها فهو من اختارته شريكًا لحياتها
يقول استشاري العلاقات الأسرية، د. أحمد عبدالخالق: المعايرة تُعد أحد أشكال التنمر والعنف النفسي في العلاقات الإنسانية عامة وليس العلاقة الزوجية فقط، وفيه يقوم أحد شركاء الحياة بالانتقاد أو التلميح بطريق السخرية من الطرف الآخر بغرض التقليل من الشأن أو القيمة أو العائلة والمكانة الإجتماعية وينطوي هذا الفعل على الإساءة العاطفية والنفسية.
يؤكد د. أحمد أن الطرف الذي تتم معايريته خاصة الزوج قد لا يكون مدركًا في البداية أنه يتم معايرته والتقليل من شأنه أو الإساءة له بسبب عدم توقعه الفعل أو عدم معرفته برد الفعل المناسب أو حتى بسبب حدوث الارتباك والذي يجعل من الصعب على الزوج التعرف على الإساءة أو التحدث ضدها.
• فهم أشكال من المعايرة
يقول استشاري العلاقات الأسرية: لا بنبغي أبدًا لأي زوجة معايرة الزوج أو الزوج معايرة الزوجة ولا ينبغي معايرة أي شخص، فهذا دليل قصور نفسي وثقافي وقلة إيمان، على أن المعايرة تتم وفق أكثر من شكل
1. المعايرة النفسية
وفيه يتم الضغط النفسي على الزوج حيث تقوم الزوجة باستخدام ألفاظ معينة للمعايرة بأصل الزوج وفصله (لو كان من اسرة رقيقة الحال مثلًا وهي من أسرة ذات شأن إجتماعي أو إقتصادي رفيع) مما قد يتسبب في إيلام الزوج نفسيًا، والانتقاص من شأنه، كما ان مقارنته بالآخرين سواء بمناصبهم الكبيرة أو رغد عيشهم أو حتى أصول أجداده وأجدادهم بحسبهم ونسبهم قد يثير الغضب بشكل كبير وقد يتطور الأمر بين الطرفين خاصة لو كان الزوج عصبي.
2. المعايرة الجسدية
وفيه تقوم الزوجة بالسخرية أو الانتقاد أو الإشارة لعيب معين جسدي بالزوج مثل قصر القامة أو النحافة أو السمنة أو التلعثم أو الوسامة أوالصلع ... وقد تقوم بمقارنته برجال آخرين جسديًا بالعائلة أو بالمشاهير، فتقول لماذا أنت قصير ولست شبه فلان، لماذا لا تنحف لتكون مثل علان، وهكذا وهذا الأمر قد يتجاوز الخطأ إحتماعيًا للذنب دينيًا، فالله هو من خلق الناس ولا يصح لأحد أن ينتقد خلقة أحد أو شكل أحد.
3. المعايرة الاقتصادية
وفيها تنتقد الزوجة الوضع الاقتصادي للزوج بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد يكون الانتقاد بشكل مستمر بسبب مقارنة وضعهما وحياتهما بالآخرين، فهي لا ترضى بالقليل الذي أعطاه الله لزوجها وتطمع بالكثير الذي يرزقه الله للآخرين، أو قد تكون المعايرة بسبب خطب ما ألمّ بعمل الزوج كفقدان وظيفته أو تعرضه لحادث أوخسارة تجارته أو مملتكاته مما تسبب بفقره أو انخفاض مستواه الإجتماعي عما اعتادت عليه الزوجة
• 5 طرق مختلفة للمعاير
1. الترهيب النفسي (باستخدام نبرة صوت معادية، أو الصوت العالي أو الصراخ أو حركات بالجسد)
2. الإساءة اللفظية والاستعلاء (يمكن للكلمات أن تكون سلاحًا للإساءة بالشتائم والألفاظ البذيئة، أو بالكلمات التي تحمل معنين)
3. أن تنادي عليه بلفظ ينتقص من شأنه
4. التحدث عنه مع الآخرين سواء بوجوده او عدم وجوده بطريقة سلبية
5. النقد المستمر
وهذه عبارات لا تعايري زوجك بها
• ما نتيجة أن تعاير الزوجة زوجها؟
يقول د. أحمد: معايرة الزوج دليل على عدم الاتزان النفسي وضعف الثقة بالنفس وحقارة الأخلاق وانعدام القناعة والرضا بما قسمه الله، وكل هذه الصفات تجعل الشخص بائسًا ضعيفًا منبوذُا، وتتسبب للطرف الآخر بالقلق والاكتئاب وتدني احترام الذات والعزلة والخوف والغضب والاستياء، كما أنها تؤجج شعور الكراهية وتقتلع الحب من الجذور، فما الغاية من جرح مشاعر الآخر وكسر ثقته بنفسه وتحميله أمور لا يمكن احتمالها.
بالنهاية ليس من المفترض أن تعاير الزوجة زوجها فهو من اختارته شريكًا لحياتها ورفيقًا لدربها برحلة الحياة سواء غنيًا مترفًا أو فقيرًا مكافحًا، فلا بد من احتمال الحياة ومشاركتها بمصاعبها وأحزانها وأفراحها، فالحب هو من جمع قلبيهما وليس المال أو الشكل الإجتماعي، ولا يجب أبدًا أن تفترض الزوجة أن الحياة ستظل كما هي بلا انكسارات، ومن ثمّ لا بد أن تكون رحبة الصدر راضية بما قسمه الله معينة زوجها ومساندة له بالأفراح والأتراح، لا تقارنه بأحد ولا تقبح أو ترفض حياتها لمجرد طارئ ألم بها، بل تدعمه طوال الوقت وتدعم طموحه وتمتص ذلاته وانكساراته، كذلك لا يحب على الزوجة أن تحب أسرة زوجها كما يحبهم هو. المُتوقع هو احترام أسرة الآخر وعدم المس بهم، وإذا كانت هنالك خلافات جوهرية بين الزوجين يجب التركيز عليها أولًا بأول ومعالجتها جذريا، وليس انتقادها ومعايرة الزوج بها.
يومًا ما سنلتقي .. في ابريلٍ دافىء أو نوفمبرٍ خريف أوراقه تملأ أرصفة طرقات العابرين ..يومًا ما ستزهر الحياة من جديد و كأنها تزور ربيع داخلنا للمرة الأولى ، ستتلاشى آلام البِعاد و يصير الخيال واقًعا و الأمان رفيقًا و الكلمات ثرثرة لا نهاية لها .. يومًا ما سيحل لقاء حتمي و أبدي لا نهاية لميقاته .