يشير مصطلح التزاوج الفوقي hypergamy إلى أن الأنثى (الطبيعية) في جميع الكائنات تميل إلى الذكر الأفضل في محيطه، وإلى الأفضل منها على وجه الخصوص، ذاك الذكر الذي يفوقها
يشير مصطلح التزاوج الفوقي hypergamy إلى أن الأنثى (الطبيعية) في جميع الكائنات تميل إلى الذكر الأفضل في محيطه، وإلى الأفضل منها على وجه الخصوص، ذاك الذكر الذي يفوقها في الجوانب المادية والمعنوية، وهي بهذا التزاوج تجد معاني الحماية والأمان والقوة والفخر لها ولأبنائها.
وغالباً تزهد الأنثى في الذكر الأقل منها ثروةً، أو منصباً، أو تعليماً، أو نَسَباً، أو صِيتاً، أو حتى عُمراً وطولاً وجَسَامة، ولا ترضى به إلا إذا تَعَذَّرَ غيرُه، وقد تضطهده، وتَنزِع منه أدواره، وثمة نساء يرضين بالزوج منخفض القيمة لانخفاض قيمتهن، أو لانخفاض تطلعاتهن.
ويرى بعض المهتمين أن التزاوج الفوقي ناجم عن مادية العصر، وأنانية الأنثى، وتَفَوُّق الرجل، وهذه أسباب، لكنه رغبة فطرية أيضا، وكذلك كانت أنثى الإنسان والحيوان من قديم الأزمان.. إنها تجد في الزواج فرصة للارتقاء في السُّلَّم الاجتماعي، فتُفَضِّل الأفضل وفق معايير فطرية وماديّة.
وها هم الأثرياء والمشاهير حتى كبار السن منهم تترامَى عليهم أعداد وافرة من النساء، وبعضهن تُقَدِّم تنازلات لم تكن لِتقدِّمها لابن عمها الذي يقاربها في كل شيء؛ فترضى بكبير السن، والمُعَدِّد، والمنشغل، وبعيد القُربَى والبلد.
والآن ماذا عن التزاوج الفوقي العكسي؟ أي أن يتطلع الرجل إلى الزواج من امرأة تَفُوقه ثروةً، أو منصباً، أو تعليماً، أو نَسَباً، أو صِيتاً، أو حتى عُمراً وطولاً وجَسَامة.
يحدث أن يتعارف رجل أقل وامرأة أعلى، ثم يتزوجان عن حُبّ متصالحَيْن مع جميع الفوارق، وهذه علاقة طبيعية، أما غير الطبيعي فهو أن يتطلع رجلٌ إلى زوجة أعلى منه، أو تتطلع امرأةٌ إلى زوج أقلّ منها.. حدوث هذا مؤشر على وجود انتكاس، وميول لئيمة؛ فالرجل من هذا النوع يكون غالباً انتهازيّاً، أو دنيئاً، أو غريب أطوار، والمرأة من هذا النوع تكون غالباً مضطربة الهرمونات، أو المزاج، أو السلوك.