في زاوية من المقهى بعيدًا عن بقعة الضوء ،
حشود من الزائرين اجتعوا ..
وموسيقى صاخبة تهز أروقة المكان ..
و قهقهة نسوة تتجاذبن الأقاصيص وتطورات الأنستا والسنابات ..
ومقدم الخدمة يَقْدُم إليَّ فـ يبادلني ابتسامات اللقاء و يحييني :
[ هلا بك تو ما نوّر المكان ]
يقدِّم لي قهوتي كـ عادتي فـ يوم إجازتي ..
في فسحة مساء مكسوة بلون الهدوء وعبق الذكريات ..
يدي تمسكُ كوب القهوة ..
وأخرى تجر المقعد، ..
وأنا بين تناهيد مسائيتي أقلب صفحات الجوال ينتاني شعور بـ خفقان ..
أحاول أن أتناسى التزاماتي فـ الحياة ، ...
محاولاً خلع معطف الرتابة من فوق عاتقي والملل من صدري ..
فتأبى الأيام إلا أن تنغص علي جمال يومياتي ..
ذكريات تعدّت خط النهاية من حياتي ..
ها هي تعود من جديد لتحيا معي ..
ذكريات ظننت أنها دفنت فـ مقبرة النسيان ..
اعتقدتً أنها ولّت وذهبت أدراج الرياح ..
أجدها اليوم تنتفض من بين أنقاض الماضي ..
وتحت بقعة الظلام الدامس تـ حتضنني ..
في زاوية ما ، ..من المقهى !!! ..
اختارت أن تصافحني وتقتل الأمل بداخلي ..
ذكريات ولدت برحم الأيام ، ..
عادت لتعيد الوجع فـ داخلي ..
كجراحٍ غائرة تقتات من سعادتي ترهق كاهلي ..
وإن تصنعتُ الفرح ؟!
يظل وقعها في النفس عظيمًا ، وأثرها جدًا كبير .
وقفة :
على قدر ما آلمني خنجر الغدر الذي حفر ظهري ، .
على قدر ما أوجعني ناب الخيانة الذي شق أضلعي ..
يظل في القلب شيء من أمل،...
وفي الأفق بعضًا من ضياء .