أهلاً بـِ أسيرةِ الكلمة
أهلاً بـِ سديدةِ الرأي , والحرفِ , و الفِكره
أهلاً بـِ الحجا الذي
أشرق بي من مواطن الغُروب
وَ احتجزني في واحةٍ زاخره بـِ القول البديع
:
لقد قُلتِ كلاماً مُقنعاً فكَك الظُلمةِ بالنُور العظيم
-
لقد أصبحت حياة الإنسان سعيًا حثيثًا لتلبية حاجات مجتمعه والمجتمعات الأخرى مما يجعل الحياة متطورة -
ولعلني اوافقكِ الرأي أن الحياةِ المُتطورة أصبحت تعمل لـِ صالح الإنسان و انها قائمةِ على تلبية احتياجاته
و لكن
هل كُل تلبية كُل احتياجاتِ الفرد قد تأخذ بهِ إلى السُمو ؟
فـ الغُلو بتلبيةِ احتياجاتِ الفرد قد يجعلهِ جنسياً شهوانياً , بدرجةِ الحيوان
و قد يجعله زاهداً , بعيداً عن الواقع و الحياةِ , بدرجةِ الملائكةِ
و التطرف في كِلا حالتيه مكروه ... والتقنين و التعقل بتلبيةِ الإحتياجاتِ مطلوب
ولعلكِ جاوبت عن ذلكِ حين قُلتِ
-
المحافظة على إيقاع الحياة المتسارع ومواكبتها على نحو عقلاني بين الحياة المادية والروحية ولا تتحقق إلا للمجتمع
المسلم الذي يُدرك ضرورة الالتزام بالمنهج الرباني كما وردت في القرآن الكريم من أجل تحقيق التوازن بين حاجات الجسد والروح -
أي انّ المُجتمعات بحاجة ماسه لـِ منهج قوي جداً , خالي من النقص تماماً
وذلك مالم تُحققه الأحزاب المُجتهدة من الفلسفات القديمة و الحديثه
التي تُحاول عبثاً صُنع منهج مُتكامل خالي من النقص لـِ الإنسان
و لكن
العجيب من ذلك أنّا رُغم يقيننا التام بذلك , هل نحن نسير كذلك ؟ هل طريق التطور لدينا قائم على ذلك فعلاً ؟
هل القيمة الدينية ( المنهج الرباني المُتكامل ) لدينا مازالت لها القُوة العُظمى لـِ الإقناع ؟
هل تتعادل الكَفة في مسألةٍ ما حين يُقال عنها ؛ اثبتت الدراسات العليمةِ الحديثة أو يُقال عنها أثبت العلم الشرعي ؟
نعيش زمناً تتضائل فيهِ العلوم الروحيةِ و تقل من أحجامها كثيراً
فـ العلم الشرعي مَوهوه ( وانشئوا فيه اختلافاُ كثيراً ) و علم الفلسفة أسموه ضرب خُرافات و العلوم النفسيةِ قلبوها ماديه
و أصبح العالم يسير وفق نُظم ميكانيكيه , تسير بالتجربة و البُرهان
انا لا أقول عن ذلك بأنه شيء سيء ولا اتحيز بالعلوم الروحية عن العلوم التجريبية
بل و يُعجبني كثيراً ذلك التدقيق في العلوم التجريبية , والذي يأخذ الإنسان لـِ أفاق كثيره وكبيرةِ
ولكن أُبغض هذا التطرف .. وَ
ناقِمة جداً على أثـآر هذا التطرف
الذي أزاح الإنسان من عالمٍه الحقيقي و ألقاهِ لعالم يكون فيهِ أشبه بـِ الريبورت
الذي يعمل و يُمارس و يعيش لـِ صالح مؤسسات ربحيةِ كُبرى , قد لا يعي بها
أشعر أحياناً أنّا نعيش ضحيةِ مُتحمسين ؟
ضحية أفراد دخلت العوالم الماديه و غالت في العيش بين تفاصيلها , حتى أصبحت لا ترى هذا العالم سوى بالمنظور المادي
ضحية أفراد تطرفت بـِ العلم , وصنعت لنا مفاهيم ليست صحيحه
هذهِ المفاهيم نحن نجني أثارها الآن سواء كان على مُستوى نفسي روَحي أو مُستوى فِكري أو حتى اجتماعي و ديني
-
أما ما تتعرض له البشرية من أزمات وأمراض نفسية وتقلبات اقتصادية وكوارث طبيعية وحروب نتيجة طبيعية نظير هذا التطور والتقدم المتسارع .
لذا ، فالحياة تأبى السكون والإنسان يأبى الحياة أن تسير على وتيرة واحدة -
إني أرى بعض التقبل استسلام
لـِ ذلك بالجوار من تعليقك الناضج هُنـا و الإيمان بهِ
أرشح كذلك أن يكون لدينا كذلك (
عقلية ناقِده )
حتى لا تضيع في العُتمة , مُتحججين بـِ انها كوارث الطبيعةِ و هي أبعد من ان تكون من الطبيعةِ
و
أقرب ان تكون من عجز الإنسان عن فِهم نفسه و السير في الطريق الصحيح
:
أسيرة الكلمة
وخالقي اني سُعدت بكميةِ هذا الحضور الذي بعثر الأفكار و أعاد لملمتها
انتِ دوحةً غنّاء شاركتها عُصفورة روحي فـ أمطرته قُبلاً و انشته عِطراً
شُكراً ... شُكراً لكِ
هذهِ النفحة الربانيةِ التي تخاطرتي بها بـِ جواري
فـقط , كوني في القُربِ
فـ إني أحببتُ قُربك