ما الغرض من الاستفهام في قوله (عزَّ وجل) ﴿أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾
قال تعالى في سورة آل عمران: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء * فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ
|
|
13-08-2020
|
|
ما الغرض من الاستفهام في قوله (عزَّ وجل) ﴿أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾
قال تعالى في سورة آل عمران: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء * فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾[1].
كيف يطلبُ نبيُّ الله زكريا(عليه السلام) من ربّه الذّريَّة, وحين يستجيبُ اللهُ (عزَّ وجل) لدعائه, يسألُه كيف وأنَّى ؟ ثم يأخذُ في شرح أحواله وأحوال زوجته المانعة من الإنجاب؟ فإذا كان يعلمُ أنَّه بهذه الحال وانَّ الإنجاب متعذِّرٌ في حقِّه فلماذا يسأل الله تعالى؟
الاستفهامُ الذي صدَر عن نبيِّ الله زكريَّا (عليه السلام) لم يكن للتّعبير عن الاستبعاد لقدرة الله على استجابة الدَّعوة التي دعا بها ربَّه وإنَّما هو لغرض التَّعبير عن الاستعظام لقدرة الله تعالى بقرنية أنَّ زكريَّا ذكر ما عليه من حالٍ في صلب دعائه في سورة مريم: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا﴾[2].
فرغم أنَّه كان يُدرك من نفسه أنَّه شَيخٌ كبيرٌ وأنَّ زوجته عقيم إلا أنَّه مع ذلك دعا ربَّه أنْ يَرزُقَهُ ولدًا، فلو أنَّه لم يكن موقنًا بقدرة الله (عزَّ وجل) على استجابة دعائه لكان تصدِّيه للدّعاء عبثيًّا. وذلك يُمثِّل قرينةً واضحةً على أنَّ الاستفهام الذي صَدَرَ عنه بعد استجابة دعائِهِ لم يكن استبعادًا وإنَّما كان للتّعبير عن الاستعظام لقُدرة الله تعالى، فمساق الاستفهام الوارد في الآية الشَّريفة هو مساقُ قولنا لمن ظَلمناه وهو مقتدرٌ على ردَّ ظُلامته إلا أنَّه عفا: "كيف عفوتَ عنَّي وقد أسأتُ إليك؟"، فهذا الاستفهام إنَّما هو لغرض التَّعبير عن الإعجاب وليس لغرض استبعاد صدور العفو منه، فلأنَّ مقتضى الطَّبيعة هو انتقام المظلوم ممَّن ظلمه إذا تمكَّن من ذلك، فإذا عفا المظلوم عمَّن ظلَمه كان ذلك مُوجبًا للاستغراب والإعجاب.
وكذلك الحال في المقام فلأنَّ طبيعة الأمر أنَّ الشَّيخ الكبير والمرأة العقيم لا يُمكن عادةً أن يُنجبا ذُرِّيَّةً، فإذا وقع ذلك منهما استغربا وأصبح الاستعظامُ لقدرة الله تعالى حاضرًا في نفسيهما بعد أنْ كان مركوزًا، وذلك ما يدعوهما للتَّعبير عن الاستعظام المشوب بالاستغراب رُغم أنَّهما كانا يُدركان القُدرة الإلهيَّة على ذلك إلا أنَّ طبيعة النفس الإنسانيَّة هي الانسياق مع هذا الشُّعور والتَّعبير عنه بمجرَّد حصول الأمر الغريب.
فثمَّة شعورٌ بالالتذاذ والأُنس والاستعظام تمتزج جميعًا في النَّفس فتنساقُ النَّفس للتّعبير عنه بالاستفهام الذي يستبطنُ التَّعظيم والامتنان، فشأنُ المقام شأنُ من أُعطي جائزةً عظيمةً لا يُعطى مثلها عادةً لمثله فهو يُعبِّر عن ابتهاجه واستكثاره لهذه المِنحة بالاستفهام وأنَّه كيف مُنح هذه الجائزة والحال أنَّها لا تُمنح لمثلِه، فالعرفُ يفهمُ من هذا الاستفهام انَّه نحوٌ الشُّكْرَ للمانح والامتنان والاستعظام لسخائه. هذا وقد ذُكِرَ احتمالانِ آخران لمعنى الاستفهام في الآية الواردة على لسانه (عليه السلام).
الاحتمال الأول: أنَّ الله (عزَّ وجل) لمَّا أخبره باستجابته لدعائه وأنَّه سيرزُقُه بولدٍ اسمه يحيى سأل ربَّه عن كيفيَّة ذلك ؟ وهل سيكون الولد الذي سيمنحه إيّاه فهل سيكون ذلك من زوجته العقيم أم من زوجة أخرى ؟ فجاءه الجواب ﴿كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾[3]، فعلِمَ أنَّ الولد الذي سيمنحه إيَّاه سيكون من زوجته العقيم.
والاحتمال الثاني: أنَّ اللهَ تعالى لما أخبره باستجابة دعائه وأنَّه سيهبُه ولدًا اسمُه يحيى سأل ربَّه عن كيفيَّة ذلك وهل سيمنحه الولد بعد أن يُرجعه وزوجته شابَّين ويرفع العُقم عن زوجتِهِ أو سيمنحه إيَّاه وهو على هذه الحال؟ فجاء الجواب: ﴿كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾، فعلِم أنَّ الله (عزَّ وجل) سيمنحُه يحيى (عليه السلام) وهو على شَيخُوختِه ومن زوجتِه التي كانت عقيمًا.
الباحث الاسلامي الشيخ محمد صنقور
lh hgyvq lk hghsjtihl td r,gi (u.Q~ ,[g) ﴿HQkQ~nQ dQ;E,kE gAd yEghQlR﴾ HQkQ~nQ gh l, lqn hguvq yEghQlR u.Q~ k[l
lh hgyvq lk hghsjtihl td r,gi (u.Q~ ,[g) ﴿HQkQ~nQ dQ;E,kE gAd yEghQlR﴾ HQkQ~nQ (u.Q~ gh l, lqn hghsjtihl hguvq dQ;E,kE yEghQlR yEghQlR﴾ u.Q~ td k[l ,[g)
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ رقےـة أنثےـى على المشاركة المفيدة:
|
|
13-08-2020
|
#2
|
يعطيك العافية
لاخلا ولاعدم
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
14-08-2020
|
#3
|
'
ششكراً ع المرور الجميلِ،،~
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
14-08-2020
|
#4
|
___________________________________
شُكرًا لِجهُودك المَبذُولة لأجلِ أنفَآس الحُب
سَلمت الكفُوف ولآ خُلينَا مِنك
دَآمت لك السَّعاده يَارب | :ff1 (90):
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
14-08-2020
|
#5
|
جزاك الله كل خير
لجهودك الطيبة والمباركة
وآجزل عليك من عظيم عطآيآه
ويجعل الآجر الاوفر بميزان حسناتكِ
جَعَلَ يومَكِ نُوراً وَسُروراً أن شاء الله
وَجَبآلا مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً
باقات من الشكر والتقدير
على المواضيع الرائعه المفيدة
بانتظار جديدك القآدم بكل شووق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
14-08-2020
|
#6
|
تسلم ايدك ع الطرح ...
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
14-08-2020
|
#7
|
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,,
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
15-08-2020
|
#8
|
جزاك الله خير
يعطيك العافيه على الطرح
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
15-08-2020
|
#9
|
بارك الله فيكِ ونفع
وجزاكِ الله عنا كل خير
كل التقدير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
15-08-2020
|
#10
|
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..
لِ روحك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الكلمات الدلالية (Tags)
|
﴿أَنَّىَ, أَنَّىَ, (عزَّ, لا, مو, مضى, الاستفهام, العرض, يَكُونُ, غُلاَمٌ, غُلاَمٌ﴾, عزَّ, في, نجم, وجل), قوله |
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
| | | | | | | | | |