يبدو أن تأثير فيروس كورونا على العالم كان شاملا ولم يستثن أحدا؛ ففي الوقت الذي بدأت فيه الحياة تعود إلى مجراها الطبيعي في كثير من الأماكن، أعلن مصمم الأزياء السوري
المصمم العالمي رامي العلي يُحيي أزياء الصيف في الشتاء
يبدو أن تأثير فيروس كورونا على العالم كان شاملا ولم يستثن أحدا؛ ففي الوقت الذي بدأت فيه الحياة تعود إلى مجراها الطبيعي في كثير من الأماكن، أعلن مصمم الأزياء السوري رامي العلي عن قرار عدم تقديم مجموعة كوتور جديدة لموسم خريف وشتاء 2020 في يوليو المقبل.
فمن وجهة نظر العلي أن قراره بعدم الالتزام بعرض مجموعته لهذا الموسم هو خطوة لدعم مستقبل أكثر استدامة، وذلك في محاولة للحد من الأثر البيئي للعلامة التجارية لتصبح أكثر مسؤولية، في ظل ما يعيشه العالم من تداعيات تفشي فيروس كوفيد-19.
وكما يعلم غالبية صنّاع الأزياء ونقاده فإن الـ"هوت كوتور" تتسم بالاستمرارية ولا تحذو ما تحذوه باقي الأزياء من صيحات موسمية وتغيرات جذرية، وكما يرى العلي فإن الحاجة إلى التسميات التقليدية لم تعد ضرورية. حيث يعلق على قراره بصفته المدير الإبداعي لعلامته قائلا: "لقد اتخذنا قرار عدم تقديم مجموعة جديدة لهذا الموسم، وأردنا أن نكون أكثر وعيا بما ننتجه؛ فالموضة هي أكثر الصناعات تكيفا للأوضاع؛ إذ تعكس المجتمع المحيط بها."
وهذا لا يعني أن تبقى منصة عرض أزياء رامي العلي فارغةً، بل سيمنح هذا القرار مجموعة كوتور موسم ربيع وصيف 2020 حياة أطول وسيتمكن عشاق الموضة الذين فاتتهم فرصة الاستمتاع بمشاهدة واقتناء هذه الأزياء بسبب الظروف الاستثنائية التي مرت على العالم، من مشاهدتها مع مزيد من الوقت، لاسيما وأن توقيت إطلاقها في شهر يناير الفائت سبق بدء الحظر العالمي بأسابيع قليلة.
ومن المؤكد أن اتخاذ خطوة مسؤولة مثل هذه الخطوة من شأنها أن تعطي العلي الوقت الكافي لابتكار ما هو جديد بروح فنية من دون مؤثرات سلبية، ومن ثم المحافظة على هويته الإبداعية المستمرة منذ سنوات والتي كان أخرها مجموعة العلي لربيع وصيف ٢٠٢٠ المكونة من ٢٢ قطعة والتي جاء إلهامها من زهرة الأوركيد (وهي زهرة من أجمل الزهور وأقدمها من حيث الوجود تعيش من 7 أيام إلى 14 يوما، ويعد أول تاريخ مكتوب لزهرة الأوركيد على أيدي الصينيين ويعود ذلك لسنة 700 قبل الميلاد)، وهي المجموعة الـ 17 التي تعرض له في باريس.