(1)
إتصل به هتان ليخبره أنه بحاجه لمقابلته ولم يشأ حمد أن
يعتذر منه فهو أحب أصدقاءه وتم تحديد المكان المعهود
وحملا بعضهما ليلتقيا هناك وكأن المكان ينتظرهم بشغف
حين لم يكتشف المكان غيرهما .. وصل حمد أولاً كعادته
نظراً لقربه من الموقع وأشعل النار وأعدّ القهوة والشاي
ووصل هتان للمكان لكنه لم ينزل من سيارته .. نظر إليه
حمد فوجده يتحدث لهاتفه بتفكير لا يعي معه أنه وصل
للمكان وبقى في سيارته ... فتركه حمد حتى إنتهى من
مكالمته التي طالت لخمس دقائق من وصوله ولما انهى
المكالمه أخذ ينظر إلى جواله ... وتنبّه أنه وصل للمكان
وشعر أنه وقف طويلاً في سيارته قبل أن ينزل لحمد
ويسلّم عليه ... لم يعتب عليه حمد فقد تعوّد على ذلك
وبينما يتناولان القهوة نظر حمد لعيني هتان فوجد بها
شتات تركيز وكلمات متناثره لا يريد صاحبها ترتيبها
سأله حمد: ما بك يا هتان ؟! ... نظر هتان لعينيّ حمد
وقال: لا شيء ... تركه حمد حتى لا يزعجه ...
ثم وقتاً يستجمع كلماته لعله يبوح لحمد بما يكنزه
من إحساس وتعابير تراكمت على صدره ... لكن تفكير
هتان رحل به بعيداً في شرود وعي ... وهذا ما أغضب
حمد فقال له: ماذا تريد ولماذا جئت بنا إلى هنا؟! ...
قال هتان في توجس من حمد : ريم !! ... وما إن سمع
حمد بإسمها حتى بدا عليه الغضب: ألم تقل انها تزوجت
... إتصلت أمس ... انت مجنون وش حنا اتفقنا عليه ...
حمد مهوب انا اللي اتصلت فيها ... اسمع يا هتان !! ...
وبدأ الشرر يظهر من عيونه غضباً ... لو عرفت انك
اللي اتصلت بها فلا تلوم الا نفسك ... أخذ حمد يسترجع
ذكرياتهما وكيف كان يستمع لروايات حبهما
ويقص عليه هتان جمال الحب العفوي بينهما
وتذكر أول يوم رأى ريم فتحمّس هتان لها وكم
كانت سنوات جميله بينهما ... وتذكر حمد حين كاد
صوت ريم يجرف عواطفه نحوها حين اتصلت به
وسألها حمد من أين جئتي برقمي وكم تبدو السعادة على
ملامحه وهي تقول له: من هتّان ... فقال لها: هتان راح
مع أهله إلى قريتهم ... وكم كانت ريم تود الحديث معه
لكنه يقاوم نبضات قلبه ألا تتحرك فيجرح صديق عمره
أيامٌ مضت بين إصغاء حمد وبوح هتان ... أما
اليوم فهاهم يجتمعان بنفس المكان ليسمع
منه ماذا تريد ريم بعودتها لهتان بعد الزواج
سأله: خير !! ما الذي حدث... قالت: ليتني ما تزوجت
وبدأت تذكر زوجها بأنه لا يحتوي قلبه على أي عواطف
بارد إحساسه وأنها تموت كل يومٍ معه ... كم لها متزوجه
... إقتربت من سنه ... وما الذي تريده منك ... تريد أن
تحيي مشاعرها القديمه معي ... شعر حمد بغصّه فمثلها
يختلق الناس لأجلها مشاعر ... وهي تستحق كل سعادة
وبدأ يتذكر ضحكتها التي تهزّ جسده بجمال تلك الضحكه
ويقول في نفسه: حمد ... الله يعين قلبك عليك ... وبدأ حمد
يختنق وشعر أنه بالخفاء أيضاً يحبها وإلا لماذا يرتفع
ضغطه من زوجها وكيف له أن يهملها ... نظر إلى
هتّان ولاحظ على أطراف شفاهه إبتسامه ... فخشى أنه
يمزح معه وأن عودتها كانت كذبه بيضاء رماها هتان
عليه لكي يجسّ بها مشاعر حمد نحو حبيبته ... سأله
حمد غاضباً: لماذا تبتسم ... لقد أرسلت لي صورتها
... من أول إتصال؟!! ... لا!! ... إذن!! ... طوال أمس
وهي تتحدث معي لأكثر من تسع إتصالات وأرسلت
لي صورتها بعد الزواج بعد أن طلبتها منها حين قلت
لها أريد أن أرى صوره لك بعد الزواج ... فجأه تثور
الدماء في رأس حمد وبدا الغضب يهزّه من كل جهه
وأدرك هتان أن حمد وصل لمرحله لا يقبل معها أي تبرير
وبدأ يسكب ما تبقى من دلة القهوة ثم جمع التمر
والفناجيل ثم سكب الشاهي دون أن يتحدث مع
هتان ... بينما الأخير يبرر له انه لم يستطع مقاومة
مشاعرها ... أما حمد وإن بدا لهتان أنه لا يسمع ما
يتحدث به من تبرير إلا أن حمد أصاب يديه سكون
ولم يستطع أن يجمع أغراضه حين قال له هتان:
سألتها هل أجعل حمد يشوف صورتك فقالت في
حياء عادي خلّه يشوفها ... إهتز جسد حمد وثارت
مشاعره وشعر أن لها في قلبه نبض حاول كثيراً
منعه لأجل صديقه ... فتركته وتعلّقت بهتان
(تابع البارت 2 بالأسفل)
w,vi fdk d]d uhar (pwvd) Yi]hx gHo,d hgrkhw lH[,[ jpk []] dEv]
w,vi fdk d]d uhar (pwvd) Yi]hx gHo,d hgrkhw lH[,[ hgrkhw jpk []] dEv] w,vi uhar