توقف هشام عند تلك الزاوية التي تفصله عن الطريق السريع
يا إلهي ما الذي جاء بي إلى هنا ...... كيف لي أن أقطع هذه
المسافة على قَدَمَيّ .. ما الذي أشغل تفكيرك يا هشام ؟! ...
صمت المكان من حوله إلا من ضجيج السيارات ... ظل واقفاً
بينما عيناه تغادر نظراتها ما يحتويه المكان وكأن تلك النظرات
تجاوزت محيط أفقها في خيال يراه لوحده ولحظات تأملٍ في
بحر فكرٍ لا ينتهي ... ومن يراه عن بُعد يرى شخصاً خارج
زخم المكان غير مهتم بضوضاء الحدث من حوله ... يرحل
فكره في تقييم ما يضجّ به الحوار بين قلبه وعقله حين بدأ
الأخير يسأل: هل رحيل معاذ من استحوذ على إهتمامك أم
حبيبته ديمه ... ردد قلبه الأسم الأخير ... ديمه!! ... وكأن هذا
الأسم حرّك نبضاته ... ماذا قلت ؟! وما دخلك أنت بها؟! ...
إنها حبيبة صديقك ... كيف لك أن تذكر اسمها ... وبدأ العقل
يخاطب صاحبه: ما الذي حدث لك يا هشام .. كيف تجعل قلبك
يسيطر عليك ... لكن لا جواب من صاحبه وقام الأخير يتأمل
زاوية الطريق السريع ... حين تمثلت له أنها نهاية هذا العالم
عاد عقله يسأل صاحبه: هل أحببتها يا هشام ... فانطلق قلبه
ليجيب عن صاحبه ... نعم لقد ملأت المكان مني ... عاد العقل
ليسأل صاحبه مجدداً دون مبالاة بما ردده القلب: أكنت تعرف
ذلك يا هشام ... استيقظ هشام من غفلته: يا إلهي ماذا أصابني
هل أتحدث مع نفسي ... نظر حوله وتساءل: ما الذي جلبني
إلى هنا مشى تاركاً تلك الزاويه وعاد لطريقه الذي
جاء منه ... أخذ يمشي بينما قلبه لا يزال يردد: نعم أحببتها ...
وعاد النقاش مجدداً بينما يمشي في سراح بال وهدوء ممشى
تساءل هشام: أيجدر بي ذلك ... وأخذ يسأل قلبه: كم لك يا قلب
فارغاً لكنك حين أحببت .. لم تجد إلا حبيبة زميل عمل
ترك عمله وتركها وتركك... أي صديق هذا الذي لا أعرف
عنه سوى أنه كان زميل عملٍ سابق ... وكيف لي أن أبكيه
يا سيد هلّا إنتبهت لطريقك ... كادت السيارة أن تصدمك .. عذراً
يا سيدي .. يا إلهي أهذا هو الحب الذي يتحدثون عنه .. حبٌّ
لمجرد بحّة صوت ؟!! ... وحين هدأ في حواره لقلبه: نبراتها
تعزف أوتار مشاعرها في إنسيابية نغمات تملّكتني ... وتراجع
في حديثه حين علم هشام أنه وقف في صفّ قلبه: إنه مجرد
صوت!! ... ليقفز عقله محدِّثاً هشام: كيف به يأسرك يا هشام؟!
صمت الأخير طويلاً وهو ينظر إلى نفس الشارع الذي مرّ به
وكأنه لأول مرة يمشي معه ... حمل هشام نفسه كما يفعل كل
يوم واتجه لمطعم للوجبات السريعه وطلب طلبه ثم مر المقهى
المجاور لبيته وأخذ كوباً من القهوة الساخنه لعله يبدأ في كتابة
مكنونات صدره وما دار في وجدانه وذهنه ... غير أنه ما كاد
يصل لمنزله حتى أشغل التلفاز ووضع قهوته على طاولة أمامه
ورمي بجسده على الكنب لتسقط وجبته من يده على الأرض ...
ولا يستيقظ إلا الصباح فيجد قهوته قد بردت ووجبته لم تؤكل
... وبدأ مع الوقت يسلو عن التفكير في (ديمه) رغم الكتابات
الكثيره وهو يصف نبرات صوتها ... ولم ينس أن يكتب قصته
معها وكيف يصف نبرات صوتها ... وبعد مرور أربعة أشهر
يرن هاتفه ... ألو ... مرحبا ... (يا إلهي ... إنها ديمه) ...
كيفك يا هشام ... إهتزّت يده وسقط هاتفه من يده وانكسر قبل
أن يأتيها الرد منه ... فاعتقدت أنه قد أغلق هاتفه بوجهها ...
وانتهى كل شيء ... فلا استطاع أن يستعيد رقمها بعد إصلاح
جواله ولم تتصل به مجدداً ... وهكذا رحل هشام مع الوقت ...
ليغيب مع ماضٍ لن .... يعود ..... لهما
إنتهت القصه ...
تحيتي لك أخت لحن وتحيه لبقية أعضاء المنتدى ...
في أمان الله
lhqS >>>> gk du,] (hg[.x hgehkd ,hgHodv) l, hgehkn hg[.H dukd ,hgHodv
lhqS >>>> gk du,] (hg[.x hgehkd ,hgHodv) l, hgehkn hg[.H