رواية التعويذة والرسام الجزء الاول
♣ قَصّص وروايات آلخَيآليَة و آلوآقعَيةْ المنقوله ♣
عنبر الخطرين أسرع الطبيب هاشم تجاه عنبر الخطرين في إحدى مستشفيات الأمراض العقلية في مدينة الدار البيضاء عندما تم إستدعائه من قبل إحدى الممرضات مستنجدة به بعد
|
|
09-12-2020
|
|
رواية التعويذة والرسام الجزء الاول
عنبر الخطرين
أسرع الطبيب هاشم تجاه عنبر الخطرين في إحدى مستشفيات الأمراض العقلية في مدينة الدار البيضاء عندما تم إستدعائه من قبل إحدى الممرضات
مستنجدة به بعد أن حاولت نزيلة في العنبر أن تقتل نزيلة أخرى خنقاً
ومع محاولة يائسة استطاع أخيرا إنقاذ النزيلة من بين يدي زميلتها بإعجوبة بالغه وبعد ذلك أصدر قرارا بوضع الأولى في عنبر منفرد لشدة خطورتها على باقي نزيلات العنبر
ودخل عيادته وهو يتمتم في غضب واضح قائلا للممرضة التي مازالت متأثرة بما جرى
-لابد وأن نضع هذه الفتاة تحت الملاحظة المستمرة انها خطره.
ردت الممرضة على الفور
-ولكننا وضعناها في غرفة منفردة
فصاح في غضب وهو يلوح بيديه ممسكا بنظارته التي كسرت
أثناء الحادثة
-وإن وضعناها في قارورة وأغلقنا عليها بقطعة فلين يجب أيضا ملاحظتها
ثم نفخ في ضيق وهو يجلس على أريكته قائلا
= لقد مر على في هذه المستشفى عشر سنوات
رأيت مرضي كثيرون من كل الأجناس وأغرب الحالات لم يمر علي حالة مستعصية وشرسة مثل هذه الحالة ....
وفي نفس اللحظة في مكان آخر .
جلست السيدة إلهام والدة الفتاة وقد ظهر على وجهها الممتلئ بالتجاعيد علامات اليأس والحزن الشديد وهي تستلم أخر التقارير الطبية التي كتبها الطبيب عن حالة ابنتها و فرت دموعها منهمرة على خديها وهى صامته تسترجع بذاكرتها منظر ابنتها وهي في حالة تشنج وصراخ ونظرات الرعب التي تطل من عينيها الجاحظتين
والآن ...جاء التقرير ليقضي على بصيص الأمل المتبقي لها والذي يخبرها بحالة ابنتها الميؤس منها وهو الجنون الذي يصعب علاجه و حتى الآن لا تعلم ما الذي حدث
لأبنتها منذ تلك الليلة التي غابت فيها ابنتها عن البيت واختفت سبع أيام لا تعلم عنها شيء حتى وجدتها الشرطة في أحد الفلل بعد أن أبلغ الجيران عن صوت صراخ شديد وضحك هستيري وتحطيم وتكسير ثم غناء بصوت مرعب نابع من داخل الفيلا والذي ملأ الحي
وعندما حضرت الشرطة وجدتها بجانب جثه ملقاة على الأرض ممثل بها بشكل بشع والسكين في يديها و المكان ملئ باللوحات الفنية وبدا واضحا انها أجهز عليها بالكامل و الجثة لرجل و ان الفتاة هى الجاني وبعد التدقيق والبحث والتحري تم أكتشاف ثمة علاقة بين الفتاة البالغة من العمر خمسه وعشرون عاما وبين المجني عليه وهو في
الثانية والأربعين من العمر ولكن ما نوع العلاقة التي تربطهما ؟ ظل هذا لغزا محيرا للمحققين بعد أن تأكدت أنها لا تمت للعلاقة الجنسية بصلة، لماذا قتلته ؟ لغز آخر حير المحققين ؟ وخاصة ان
التقاريرالطبية المبدئية أثبتت عدم سلامة الفتاة لقواها العقلية وبالتالي لا يمكن
إكمال التحقيقات معها وحفظ ملف التحقيقات بعد أن وضعت الفتاة تحت
الملاحظة في إحدى المستشفيات للأمراض العقلية و لم يدم على حفظ الملف أكثر من شهر حتى تم استدعاء أشهر محققين البحث الجنائي في المدينة السيد خالد الراشد على عجل لفتح الملف والتحقيق في القضية مرة أخرى بعد ظهور شخص غامض يدعى معرفة أسرار الجريمة كاملة
وسر فقدان الفتاة عقلها وأبدى استعداده التام للتعاون مع الشرطة والمحققين لإظهار الحق والإجابة بكل ما يريدون معرفته عن الجريمة والأسباب التي وراء حدوثها
2
جلس المحقق خالد وراء مكتبه وأخذ ينفث سيجارته و هو يتفحص باهتمام الرجل الذي يقف أمامه بوجه بارد الملامح غير مبالي بنظرات الرجل المتوترة وقد كان في الستينات من عمره قصير القامة بدين نوعا ما ظهرت التجاعيد على ملامح وجهة وقد أهمل ذقنه ملابسه رثة لا تمت للذوق بصله وكان الرجل يتمتع بقوة ثبات عاليه واثق ويعلم ما الذي يجب ان يقوله ومالا يجب ان يقول
ورغم معرفته التامة بأنه أمام محقق يعتبر داهية من دواهي
جهاز البحث الجنائي محقق عنيد و لو أمسك قضيه مستعصية لا يتركها حتى يحل لغزها
ولا يقبل الهزيمة بسهولة صارم ونظرات عينيه ثاقبة حادة ترهب من يقف أمامه وتجعله ينكشف بعد برهة قصيرة من إنكاره
لا يستسلم بسهوله للأي عواقب إلا انه كان يقف بثقة تامة غير مبالي بنظرات المحقق خالد الثاقبة والحادة له
أشار إليه المحقق بيديه بان يجلس وأخذ نفسا عميقا ثم سئله في برود
---أتعلم لما أنت هنا ؟؟
هز الرجل رأسه في ثقة مجاوبا
=نعم أعلم لقد أتيت لكي أحكي لكم
فقاطعا المحقق متسائلا في سخرية لاذعة وبصوت شبه عالي
=تحكي ؟
أهي قصة تحكى؟
فأجاب الرجل بثبات ودون الاهتمام بسخرية المحقق وصياحه
=نعم فأنك تعلم سيدي الفرق بين الاعتراف وبين ا ن أقص ما رأيت أنها
قصة طويلة لكنها حقيقة ومرعبة أيضاً يا سيدي وأنا الشاهد
الوحيد ......
وسكت برهة ثم أضاف في تردد
= والطرف الثالث فيها
أعتدل المحقق خالد في جلسته بصبر نافذ وأخذ ينظر للرجل ثم أبتسم
إبتسامة مصطنعة وهو يهز رأسه في إهتمام ثم أخذ نفسا عميقا وقال في حده ...................
=أحكي يا سيد فريد فمنذ مده لم أسمع قصص مرعبة أحكي
3
الطبيب الرسام
كان يرتشف القهوة وعيناه تحدقان إليها في نهم ثم صاح
عندما دخل عليه خادمه قائلا في سعادة
= ما رأيك في اللوحة يا عم فريد ستكون الأولى في المعرض
سوف تكون في الواجهة وسأكتب عليها ليست للبيع أنها رائعة أليس
كذلك ؟
رد الرجل في براءة
= والله يا بني لا أفهم من هذه الرسومات شيء أنت أدرى
ولكن الرجل قال غير مبالي برد خادمه العجوز وقد لمعت عيناه
=سوف أكون رساما عالميا ولوحاتي تملأ العالم ستكون لوحات غير عاديه
ولن يستطيع حل ألغازها غيري ستكون حديث الصحف والمجلات والإعلام الغربي والشرقي و سوف أجعلها تنافس أعظم الرسامين العالميين
ضحك عم فريد متسائلا
=وشهادة الطب النفسي ماذا سيكون مصيرها وعملك كطبيب نفسي
ستترك الطب من أجل الرسم والشهرة العالمية؟
فأجاب في ثقة
= بل بالعكس سوف أستغل علم النفس في صنع لوحاتي سوف أجعلها معقده
وساحرة لا يستطيع مقاومتها محبين الرسم في العالم كله سوف أجسدها
وأحييها
فوجئ الرجل العجوز ونظر إليه مبتسما وقال مداعبا
=ماذا ستفعل ؟ ستجعلها تمشي أم تتكلم ؟ وخرج العجوز وهو يضحك
نظر إليه معاتبا ولكنه لم يغضب من كلامه ليس لأنه رجل لا يفهم
في فن الرسم فحسب ..بل لأنه هو الذي تولى رعايته وتربيته بعد
وفاة والده ودخول والدته السجن بسبب تهمة وجهت إليها وهي ممارسة الشعوذة
وبرغم أن الشاب كان يتمتع بوسامة لا بأس بها ويملك كثيرا من إرث والده
غير أنه كان معروف عنه وعن والدته بأنهما غريبي الأطوار مما جعلهما
في عزلة عن الناس وقوبل طلبه من إحدى العائلات بالرفض القاطع
عند طلب أبنتهم للزواج بسبب التهمة التي نسبت لأمه
فآثر أن يبقى بعيدا عن الناس منعزلا عنهم ورغم غضبه الشديد
من أمه
إلا أنه كان يقوم بزيارتها من حين لأخر ويحضر لها كل ما تحتاجه من أغراض وبرغم ما قاساه في حياته والمشاكل التي كانت أمه السبب فيها بعد وفاه والده
إلا أن ذلك لم يمنع طموحه من أن يزداد وعزيمته تقوى في أن يكون رساما مشهورا بجانب ممارسته للطب في آن واحد..
4 المشعوذة
دخل الطبيب ماهر إلى مكتب الضابط المسئول عن عنابر المساجين
في قسم السيدات متسائلا عن سبب عدم الموافقة بالسماح له بزيارة
والدته فأخبره المأمور بأنه تم حبس المتهمة بالسجن الانفرادي سبع أيام
بسبب ممارستها للشعوذة والدجل داخل السجن على السجينات زميلاتها
في العنبر وقد قال الرجل محذرا
=يا سيد ماهر هذه ليست المرة الأولى التي تمارس والدتك السيده خلدونه أمور الشعوذة داخل السجن لقد تم أستدعائي ذات مره من قبل السجانة إيلات بعد أن ضبطتها وهي تجمع السجينات وتصنع لهن أحراز
مكتوب عليها كلمات غير مفهومة وقمت شخصياً بالتحفظ عليها
ووجهت لها إنذار خطيا وشفويا ولكن دون فائدة
وأخرج الرجل الحرز من درج مكتبه وقال في نبرة إستياء ووضعها أمامه قائلا
=أن السجينات يخفن منها بسبب أفعالها الغامضة ولا يشعرن بالراحة لوجودها ودائما يشتكون من تصرفاتها الغريبة وأنهن لا يفهمن من كلامها الذي تتمتم منه شيئا
ويخفن على حد زعمهن أن تقوم بعمل يضرهم بسحرها
وهز يد ه في عصبية مستطرد
=وسأضطر إلى رفع الأمر إلى الادعاء العام ليتم محاكمتها لتجديد العقوبة إذا لم ترتدع عما تفعله هذه المرة أكتفي بحبسها أسبوعا حبسا إنفرادي
ومنع الزيارة عنها ولكن في المرة المقبلة أعتذر عما سوف أفعله
وعندها رد عليه الطبيب بصوت مهزوز
=هل من الممكن أن أراها الآن فقط أراها على الأقل لتنبيهها على ما قلت ؟
هز الضابط رأسه في أسف قائلا
=لا أستطيع أن اعدك بذلك بهذا
واستطرد بنبرة ساخرة
= لكن بإمكانك أخبارها بعد نقلها وخروجها من الحبس الانفرادي
ولا تقلق فهي على الأقل لن تستطيع فعل هذه التصرفات وهي بمفردها
خرج ماهر من مكتب الضابط وهو يشعر بحنق شديد تجاه تصرفات أمه
ولا يعلم ما ا لذي تخبئه الأيام من مفاجئات أخري
5-العيادة
جلست الممرضة إبتسام في تثاقل شديد خلف مكتبها في الساعة العاشرة والنصف صباحا وأخذت ترتب
أوراقها وهي تتثائب في كسل واضح إلا أنها أعتدلت في جلستها حينما دخلت سيدة
في عقدها الخامس وقد بدت في حالة قلقه رغم أنها كانت ذات مظهر
ينم عن وقار ومشيتها تنم عن الثبات وزادها طولها هيبة كما انه كان
من السهل على من رآها أن يشعر بثقتها بنفسها . وتقدمت السيدة
بخطوات شبه مترددة وسألت بهدوء
= من فضلك هل من الممكن مقابلة الطبيب ماهر الآن أم يجب تحديد موعد معه ؟
أجابت الممرضة مبتسمة
طبعا سيدتي تفضلي بالجلوس حتى أخبره ......أسمك من فضلك ؟
قالت في تردد
= إلهام الكاشف
== حسنا دقيقة من فضلك
وما أن دخلت الممرضة حتى
أخذت السيدة تتفحص بعينيها الزرقاء المكان بإهتمام
فقد كان المكان منظما وألوان الغرفة مريحة وهادئة وكان واضحا
أنها أختيرت بعناية فائقة حتى الأريكة كانت موضوعه في مكان مميز
وديكور الغرفة ينم عن ذوق رفيع
وأثناء ذلك خرجت الممرض لتخبرها ان الطبيب ماهر في إنتظارها
قام الطبيب ماهر مرحبا بالزائرة والتي كان واضحا له أنها كانت قلقه
برغم إبتسامتها وخطواتها الثابتة
بادرها بالترحيب قائلا
=مرحبا بك سيده إلهام تفضلي
=شكرا لك دكتور
الحقيقة أعلم مدى قدر إنشغالك لذلك لن أطيل عليك
وسأدخل في الموضوع مباشرة
هتف الطبيب
=كلي آذان صاغية تفضلى
لقد أتيت بعد أن سمعت كثيرا عن مهارتك
وأسلوبك الناجح في معالجة مرضاك
والذي ا صبح حديث الدار البيضاء
صمتت برهة واستطردت
=أنا لدي إبنه وحيدة هي كل ما تبقى لى بعد وفاة والدها
وأشعر أن أبنتي تعاني من حالة نفسية غريبة
فهى الآن في الخامسة والعشرون من عمرها ولكني أشعر أن
الخوف من المستقبل شاغلها بشكل غير طبيعي ويزداد
يوما بعد يوم والحقيقة ان الوضع يصعب شرحه لذلك سيدي
أتمنى قبول دعوتي لشرب فنجان من الشاى عندي في البيت لترى بنفسك الوضع وتحكم هل تحتاج ابنتي لعلاج أم انها مجرد اوهام في رأسي
تردد الدكتور ماهر في الرد ولكنها ما لبثت أن قالت بعد ما لمحت نظره الحيرة في عينيه
=أعلم سيدي انك لا تذهب لمرضاك الى منازلهم ولكن الوضع يحتاج
الى إلقاء نظرة منك لغرفة ابنتي الخاصة
لكي تحدد أن كانت أبنتي تحتاج الى علاج
أم .......صمتت برهة وتابعت
سيدي الوضع يبدو لى مخيفا وغامضا
هنا وبعد ان أنصت إليها بإهتمام قرر تلبية الدعوة
كانت الساعة السابعة مساء حين تقدم الطبيب إلي منزل السيده إلهام ودق الجرس بنوع من الرهبة والتردد وحيره لم يعرف لها سببا واثناء نظره للافته التى كتب عليها منزل السيد رشيد الحسن فتحت السيده الباب و شعرت بنوع من الارتياح
عندما رأت اهتمامه بتلبية الدعوة وقالت مرحبة
= تفضل سيدي اشكرك على تلبية الدعوة
وبعد دخول الطبيب وجلوسه في أحد المقاعد بادرت بإبتسامة رقيقه قائلة
= لقد تحججت أختي بالمرض بإتفاق بيننا لكي تبيت ابنتي عندها
واستطيع ان أريك كيف تتصرف أبنتي
وتردد الطبيب برهة ثم استقرت عيناه على السيدة قائلا
=الحقيقة أنني قد أخذني الفضول لمعرفة السبب الذي جعلك تقلقين على ابنتك الى هذا الحد
= وأعلم ايضا انك قلق بشأن دعوة إمرأة لا تربطك بها صله لذلك سوف أدخل في موضوعي مباشره
تفضل سيدي سوف اريك بعض من تصرفات ابنتي لقد حرصت على
بقاء كل شيء مكانه لترى بنفسك
وقاما الاثنين الي أول مشهد لتلك الحالة
تقدمت السيدة و الطبيب تجاه غرفه الفتاة وأخرجت المفتاح من جيبها قائلة
= أنها نسخة من مفتاحها الاصلى لأنها كانت تغلق الغرفة وترفض دخول أي شخص غيرها حتى انا وهذا ماأثار في نفسي الريبة والشك ......
وفتحت الغرفة كانت غرفه منظمة بطريقه
مبالغ بها وبشكل ملفت للنظر
يوجد سرير لفرد واحد مرتب بعناية وستاره أنيقة
مخملية بنية اللون وتوجد بالركن ثلاجة كبيره بشكل ملحوظ وخزانة ملابس كبيره وثريا كلاسيكيه تنم عن ذوق وتناسق فى الالوان
و لكن ما لفت نظره اللوحات الكثيرة التي كانت معلقه على الجدران كانت اللوحات كثيرة بشكل ملفت للنظر ومن أشهر اللوحات السيريالية ولوحات لكبار المشاهير وعباقرة فن الرسم
فألتفت للسيدة قائلا
=انها لوحات كثيرة ولكن يا سيدتي لا أرى أن هذا الشيء غريب و أنما يدل على اهتمامها بفن الرسم بشكل ملحوظ قاطعته السيدة
وقالت
=الا تلاحظ شيء غريب في الغرفة ياسيدي فألقي الطبيب نظره سريعة في الغرفه وقال في ثقه مشيرا على احدى الزواية
= نعم الاحظ تلك الثلاجة الكبيرة الحجم
عندها تقدمت المرأه وهي تخفي قلق ظهر قسرا على محياها
وفتحت الثلاجه في توتر و
انبعثت من داخل الثلاجه رائحه عفنه لا تطاق
اغلقت السيدة الثلاجه على الفور عندما رأت اشمئزاز الطبيب
تجاه الرائحة ولكن الطبيب تقدم معتذراعندما رأى دموع السيدة تنهمر تقدم في صمت وأخرج منديلا ووضعه على أنفه وقام بفتح الثلاجة
ويا هول ما رأى قطط مذبوحة وأرانب قد خلعت
أعين تلك الحيوانات و بعض الكلاب الصغيرة
ولحوم غريبة الشكل أقترب ونظر مدققا فإذ بها لحوم قد رسمت عليها
بعض الوجوه والملامح لأشخاص أستخد مت بها الألوان الزيتية
عرف هذا بحكم أنه رسام ولكن لاحظ ا ن أعين الحيوانات التي انتزعت منهن
قد خيطت بعناية فائقة على هذه اللحوم يا لبشاعة المنظر
أغلق الثلاجة وسئل السيدة التي كانت تنتظر تعليقه بشغف وتوتر وقلق ملحوظ
=هل تعلم ابنتك انك رأيت هذا؟
هزت رأسها بصمت وهي تمسح دموعها بالنفي وقالت
=لم أجرؤ على البوح لها بذلك
=هذا تصرف حكيم منك أفضل أن لا تشعريها بذلك
أريدك ان تطمئني ايضا
ردت في ألم
= يا سيدي انت لم تشاهد بقيه القصة بعد
اتجهت السيدة تجاه خزانة الملابس وفتحت الخزانة التي بدت مليئة على آخرها وطلبت من الطبيب الاقتراب وفحص كل شيء بلا حرج ......... وجد ملابس وأمشاط كثيره وكمية هائلة من الصابون
وكثير من المقصات بجميع أنواعها كرتون من الجوارب النسائية
كمية هائلة جدا من ادوات الزينة والعطور النسائية وكريمات الشعر
وكل شيء يخص المرأه ولكن بكميات هائلة توحئ بأن الفتاه قلقه
من شئء ما وعندما أقتربت السيده من الخزانه فتحت درج في الخزانه وجده ممتلأ بمعلبات غذائية بكمية كبيره وخبز جاف
وقف الطبيب وهز رأسه أسفا وسئل السيدة
=هل هناك ما تودين قوله
=نعم ليست الغرفة الوحيدة التي تمتلئ بالأغراض بل وكل غرفه في البيت يوجد فيها خزانه
تملئها بالطعام والمعلبات والصابون وكأنها ستعيش في الصحراء
توجه الاثنين تجاه الغرف ليرى فعلا ما روته السيدة من أمور غريبة
وهنا قال الدكتور ماهر
= هل لى ان أسئلك بعض الأسئلة عن حياة وطفولة ابنتك
قالت بلا تردد
=بل سأحكي لك حياتها بكل التفاصيل
=الحقيقة يا سيدتي أنت بذلك سوف تساعديني على معرفة أسباب حالتها
وخاصة طفولتها لأن الطفولة لها الأثر الكبير في حياة الإنسان في سلوكياته وتصرفاته ومعاملته مع من حوله
قاطعته السيدة في وجل
= افهم من هذا أن تكون تصرفات أبنتى الآن ناتجة عما عانت منه أثناء طفولتها؟
رد بثقة
=أكيد يا سيدتي لذلك أريد أن تتحري الدقة في كل ما ستقولينه عن طفولتها
أخذ الدكتور ماهر يستمع إلى السيدة إلهام في إهتمام بالغ إلى ما سردته
عن طفولة ابنتها وبعدها قال لها في تأسف
=يا سيدتي أصارحك القول قصه طفولة ابنتك لا تدل أبدا على أنها كانت طفولة طبيعيه ولن أستطيع أجزم بان علاج حالتها سوف يكون بسهولة أبدا
لذلك عليك إقناعها بالحضور لعيادتي لتحديد الجلسات التي من خلالها نعرف مدى المشكلة التي تعاني منها ويجب أن أراها
ولكن السيدة إلهام قالت بصوت يائس
=لا أعتقد أنني أستطيع يا دكتور إقناعها بالذهاب إلى هناك
قطب الدكتور ماهر جبينه وبعدها ظهرت ابتسامة على محياه
قائلا
=ولكني أعرف طريقة لا بأس بها تجعلك كيف تقنعينها بالحضور
أنا يا سيدتي أمارس هواية الرسم في أوقات فراغي وقد علمت طبعا مدى إهتمام أبنتك الآنسة إيمان وحبها العميق للرسم وقررت
أن نستغل هذا جيدا للوصول لما نريده وأنا أقترح أن تقومين
بإبلاغها عنوان مكان المعرض لتطلع على لوحاتي بحجة انك
تريدين شراء بعض اللوحات من هناك كهدية لها مثلا
وا تركي الباقي لي هذا كرت المعرض وبه عنوانه
ابتسمت السيدة الهام وقد راقت لها الفكرة كثيرا وشكرت
الطبيب على حسن تعاونه وإهتمامه وخرجت وقد لاح لها
أمل في شفاء إبنتها رغم ما ذكره الطبيب من صعوبة العلاج
v,hdm hgju,d`m ,hgvshl hg[.x hgh,g hg[.H
v,hdm hgju,d`m ,hgvshl hg[.x hgh,g hgju,d`m hg[.H v,hdm
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أميرة أميري على المشاركة المفيدة:
|
|
09-12-2020
|
#2
|
طرٍح رٍآئع .
يتمـآيل آليـآسمين شذى بجمـآل متصفحك ..
|
|
|
| |