11-09-2020
|
|
حين تقرأ التوبة!
حُقَّ لكل قارئ إذا تلا سورة التوبة أن يخاف ويأْرَق،فلا غمضَ لجفنه، ولا هدوءَ لفكره؛ أأنا منهم؟!
هل دُوِّن في سجلهم اسمي، وشابههم وصفي وعملي؟! فتعتريه رعدةً كلما قرأها أو مرَّ ذكرها بخاطره
أو سمعها عفوًا بحافلة، وهي تعدد خصالهم قائلة ومنهم، ومنهم، ومنهم.
سورة كاشفة مزلزلة للنفوس تهزُّها عساها تفيق وتراجع، وتفتش نيَّاتها كيف لا وفيها أوصاف
للمنافقين تفضَح دواخلهم، وتَخترق ظواهرهم حتى صاروا وكأنهم عرايا عن الستر لكل ناظر
ألفاظهم قد عُرِفَت، وحركاتهم وخلجات وجوههم، وزيغ العيون، وكيف يتسللون حاصرتهم الآيات
وضيَّقت عليهم الخناق، فإلى أين يهربون، وأي مدخلٍ يواريهم، حتى بات أمرهم كأنه مُعلَنٌ مشاع
آيات تجعلك تبغض نفسك الأمَّارة بالسوء، وتمكثُ منها على وجل، فيا لها من مخادِعة
إن تولَّت زمامك أهلكتك، وأوردتك ما يُشين ويهين!
ما إن تقرأ السورة حتى تخاف النفاق، وتخشاه، وتفتش عن خفاياه في زواياك البعيدة، وتراجع
كلماتك التي ألِفْتَها، خشية أن تُخَرِّجها على شروطهم، وتأتي بها على مقاييسهم، فأي مصير كمصيرهم
الدرك الأسفل يا ألله ما أبعده وأقساه، والمرء لا يحتمل مجرد لفح حر تلك الشمس الهزيلة
لو قورنت بلفح نار الآخرة، فكيف بقعرها مصيرًا ولو كان آجلًا، فأي شيء نشري لأجله مصيرًا كهذا؟
وأي متعة في درب النفاق نلقاها تجعل البعيد يؤثرها ولو كانت الدنيا بحذافيرها تكال للمنافق قبالةَ
نفاقه يَحوزها ثم تنزع منه حين وفاته؟ فما أبخسه من ثمن ولا بغمسة في النار ناهيك عن غضب الجبار.
اللهم نجنا من النفاق وباعد بيننا وبين خصاله، ﴿ فَرِحَ المُخَلَّفونَ بِمَقعَدِهِم خِلافَ رَسولِ اللَّهِ
وَكَرِهوا أَن يُجاهِدوا بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم في سَبيلِ اللَّهِ وَقالوا لا تَنفِروا فِي الحَرِّ قُل نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ
حَرًّا لَو كانوا يَفقَهونَ * فَليَضحَكوا قَليلًا وَليَبكوا كَثيرًا جَزاءً بِما كانوا يَكسِبونَ ﴾ [التوبة: ٨١-٨٢].
صفية محمود
|
pdk jrvH hgj,fm! hgj,fm ]dk
pdk jrvH hgj,fm! hgj,fm hgj,fm! jrvH ]dk
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|