عادت لولوه من ذلك المكان وهي تبتسم وسعيده
سألتها هيا: لولو وين كنتي ؟! ... ظلّت تبتسم في رغبةٍ
على عدم إخبار هيا بذلك المكان وما فعلت به ... وفجأه
يرنّ جوال لولو وأخذت تنظر حولها كأنها تبحث عن
المتصل بين الحضور فأشارت لها هيا بأن هناك متصل
لِمَ لَم تجيبي على الإتصال؟! .. فقام والدها بالإتصال بإبنته
ليخبرها أن عليها أن تخرج من المنزل لوجوده عند الباب لكن
صديقتها مشغوله بشخص ينظر إليها وتبادله الإبتسامه
دون إهتمام بما يشغل هيا من خوفٍ من الرد وتغيُّر ملامح
وجهها بإتصال أربكها ... فقامت غاضبه من تجاهل لولو
لها ... قالت هيا : لنذهب ... لم تأتي القهوة بعد ... ولا
تزال لولو تبحث في ملامح الحاضرين شيئاً لا تعرفه هيا
واتضح لهيا أن صديقتها تحتاج للحصول على أرقام عدّه
لتتسلى معهم من وقت إلى آخر ... وفجأه يصل شاب كانت
لولو تنتظره لتُعرّف هيا عليه ووصل الشاب ومعه صديقاً
له وجلسا مع الفتاتين هنا لم يتمالك والد هيا نفسه ونزل من
سيارته متجهاً للمقهى ودخل بإتجاه طاولة إبنته وأمسكها
بيدها قائلاً: إنهضي !! فأمسك الشاب يد الأب بقوّه فسقطت
يد إبنته من يده نظراً للضغط على أعصاب يد الأب ...
وقال: ماذا تريد؟! ... أدرك الأب أنه لا يستطيع مواجهة
صاحب العضلات المفتوله ... فقال: إنها إبنتي ... وقد
رأت هيا ملامح الإنكسار في ملامح والدها ... وما تمنت
أن ترى والدها في هذا الموقف ومالذي سيقوله لها
وهم بطريقهم للبيت ... قامت هيا متجهةً إلى سيارة
والدها تبكي ... ولاحظت أن والدها لم يستطع فتح الباب
بيده اليمنى ولما ركب السياره وضع يده اليمنى على فخذه
بسبب أنه لم يستطع تحريكها ... ولأنه يقود سياره ذات
القير العادي فقد أشكل عليه التغيير وقيادة السياره ولم
يتكلّم مع ابنته بكلمه ولم تبادر بشرح موقفها مما حدث
قاد سيارته بعد جهد جهيد مستخدماً يد واحده ووصل
للبيت في صمتٍ طويل ولم يتكلم بكلمه واحده مع إبنته
نزلت متجهه للباب فاقترب منها وطلب منها ان تخرج
مفتاح البيت من جيبه ففعلت ونظرت إلى يده فوجدتها
بدأت تتورّم ورغم أن عمره 54 سنه إلى أن عظامه لم
تتحمّل ضغطة يد ذلك الشاب وسبّب ذلك شَعْراً بيـد الأب
فتورمت يده مع ألم شديد ... دخلت لغرفتها فطلب من أم
الفتاة أن تذهب إليها وتطمئنها أن والدها ليس غاضباً
منها ... ولما دخلت الأم وجدتها منهارةً تبكي على فعل
ذلك الشاب مع والدها ... وفي اليوم التالي ذهب والدها
إلى أخوه الكبير في عادةٍ أسبوعيه يتناول الأخوين مع
بعض الضيوف القهوة ثم العشاء ... ولما دخل الجميع
صالة الأكل لاحظ أخوه الكبير أن أبو هيا لا يأكل شيئاً
فسأله: عسى ما شر يا اخوي وش فيك ما تاكل
... أبداً ... لا شيء ... قال ابن أخيه ... عمي يدك متورّمه
... لا شيء يا بني ... قام الكبير متجهاً لأخيه ولاحظ اليد
وأمر عبادي بأن يأخذ عمه للمستشفى حالاً فاليد لا تزال
تنتفخ ... وفي الطريق طلب عبادي معرفة السبب قال
له عمه : لقد سقطت عليها ... فأقسم عليه ابن أخيه
أن يقول الحقيقه ... فرفض ... وفي المستشفى تم تجبير
يد الأب مع مسكنات لآلام يده ... وأوصله عبادي لمنزله
وفي اليوم التالي ذهب أبو هيا لمنزل أخيه لأخذ سيارته
فطلبت أم هيا أن يذهبن معه لمنزل أخيه ... وبالفعل وصلا
لمنزل عم هيا وذهبت هيا لتتحدث مع ابنة عمها عما حدث
ونقلت الأخيرة لأخيها عبادي ما فعله الشاب المفتول بعمه
فغضب عبادي غضباً شديداً وطلب من أخته معرفة المقهى
ولما أخبرته عنه توجه للمقهى أكثر من مره وقابل صاحب
المقهى والذي أخبره عن أوقات حضوره فظلّ يراقب عبادي
الشاب حتى وجده مع فتاتين بالمقهى فسأله عبادي: هل
انت من ضرب عمي بالأمس ... ترك الشاب قهوته ثم
نظر لعبادي بحده وقال: نعم ... عندك شيء!! وقبل أن
ينهض غاضباً فاجأه عبادي بلكمةٍ على أنفه ... أفقدت
الشاب تركيزه وقبل أن يقوم بادره بأخرى على أنفه
مجدداً أسقطته أرضاً ثم هوى بقدمه على ذراع الشاب
فيطأها بقوة رغبة في إحداث ما أحدثه الشاب بيـد عمّه
وفي هذه الأثناء تصل الدوريات الأمنية وتلقي القبض
على عبادي والشاب الضخم وتتوجه بهم لمركز الأمن
للتحقيق معهم ... وما إن سأل الضابط عبادي عن سبب
فعلته أخرج عبادي تسجيلاً من كاميرات المقهى يوضح
ما قام به الشاب ذو العضلات على عمه وبرّر عبادي ما
قام به أن الشاب قرر القيام للإعتداء عليه مجدداً وليعد
الضابط للتسجيلات الجديده التي تفيد ذلك فطالب الضابط
أن يتنازل الشاب في حال وافق أبو هيا على التنازل وتم
للجميع التنازل والغريب أن الشاب إبتسم من الدرس الذي
تعلّمه بأن القوّة بالقلب وليس بعضلات ثم كيف لعبادي أن
يتجرأ على مهاجمته ... عَلِمَ والد هيا بفعل عبادي فغضب منه
غضباً شديداً وأدرك أن الإبن كوالده إن قرّر شيئاً سيفعله
أما هيا فلم يعجبها فعل إبن عمّها ربما خوفاً عليه لكن قلبها
لم يشأ ليحتوي عبادي رغم أنه إبن عمّها فهي لا تحب أن
يتزوجها رجل يعيش جزءاً من وقته في البر للمقناص ولا
يحب السفر للخارج ولا يفارق والده إلا للمقناص وأحياناً
يأخذه معه للقنص والبر ومؤكد أنه سيعيش بمنزل والده
ولن يستقلّ عنه وتخشى من والدها أن يقرر ما يلمّح به أن
يتزوّجها عبادي وبالفعل يتقدم كبير العائله ووالد عبادي
لطلب يد هيا لإبنه وترفض الفتاة ويبقى الأب حائراً بين
رغبته أن يكون عبدالله (عبادي) صاحب المرجله والشهامة
والنخوة والكرم كما هو والده وبين قلب إبنته وحاول كثيراً
أن يقنعها لكنها ترفض ذلك وخصوصاً حين أسرّت أمها
لها بأن عبدالله لن يتغيّر مع الزمن وسيسافر للمقناص ولن
يبخس ضيوف والده كرم الضيافه وسيعود من البر بغير ما
ذهب به من حيث رائحة الملابس ونظافته وغير ذلك ...
وعبدالله لم يدخل الجامعه وانما تفرّغ لمزارع والده وبيع
محاصيلها وبيع الغنم ونتاج الإبل ... ورغم الرفض إلا أن
عبدالله ووالده لم يكن لهم موقف غير محبتهم لوالد هيا
ولكن ذلك الرفض كسر والدها بأن قرارات هيا لا تزال
سلبيّه ولا يرغب أن يضغط عليها في عبدالله فالكثير من
العائله والجيران يتمنون عبدالله لإبنتهم ويحبه حبّاً كأنه
إبناً له ويحزن والدها حزناً شديداً على رفض إبنته لإبن
أخيه وشعرت هيا أنها كسرت قلب والدها مجدداً وتاهت
بين أم تخاف عليها من زوجٍ يكبرها بخمس سنوات
وستتعب كثيراً كما تعبت أمه بمراعاة أبو عبدالله وضيوفه
فاستخارت هيا ووجدت دافعاً للزواج منه لكنها تخشى أن
عبدالله سيكون مثل عمّها يعتقد ان التغزّل بالزوجه ليس
ضمن قائمة أولوياته وهيا تعايشت مع أحاديث لولوه
عن الحب والرومانسيه والتغزّل من قِبَل الشباب لها
وكم بكت هيا حين قرأت عليها إبنة عمّها شعراً طويلاً
كتبه عبدالله فيها ولم تكن تعتقد أن عبدالله يحمل قلباً
يعرف الحب ... وفي يوم زواج عبدالله من ابنة جارٍ لهم
قررت هيا ان تنتحر لولا الخوف من الله وتستغرب من
عبدالله سرعة الزواج تاركاً قلباً للتوّ تعلّق به ... وكم
تتعبها نظرات الرحمة من الدها قبل أن يتنبّه لها
فيشيح وجهه عنها حتى لا توحي لها تلك النظرات أن
والدها لا يزال غير مقتنع بقدرتها على إتخاذ قراراتها
وبين أمٍّ لا تريد سوى سعادة وراحة إبنتها ... إنتهت القصة
,pd]m Hf,ih (pwvd) [ 2L hgHodv 2 or Nf,ih hgl]dv p dEv] ,p]de
,pd]m Hf,ih (pwvd) [ 2L hgHodv 2 or Nf,ih hgl]dv p dEv]