لمّا قضى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مناسكه في آخر حجّة له إلى مكّة والّتي دعيت (حجّة الوداع)، وانصرف راجعًا إلى المدينة، ووصل (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
لمّا قضى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مناسكه في آخر حجّة له إلى مكّة والّتي دعيت (حجّة الوداع)، وانصرف راجعًا إلى المدينة، ووصل (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن كان معه من الحجيج إلى أرض فيها نبع ماء (غدير خم)، هناك نزل الوحي جبرائيل (عليه السّلام) على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمره من قبل المولى تعالى أن ينصّب عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) إمامًا للأمّة وخليفته من بعده، فأمر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يجتمع النّاس، ثمّ صلّى بهم الظّهر، وبعدها قام بهم خطيبًا على أقتاب الإبل، وأعلن في جمع يزيد على 120 ألفًا أنّ علِيًّا (عليه السّلام) أمير المؤمنين ووليّهم، وولايته كولاية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، حيث قال (عليه السلام): «من كنت مولاه فعلِيٌّ مولاه» [36] .
ثم راح القوم والصّحابة يهنّئون أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وانتشر الخبر بين النّاس وفي القرى والمدن، ولمّا وصل الخبر إلى رجل يُدعى (النّعمان بن الحارث الفهريّ) وكان راكبًا على ناقته فجاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال: « أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنّك رسول الله وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصّوم والصّلاة والزّكاة فقبلناها، ثمّ لم ترض حتّى نصّبت هذا الغلام، فقلتَ: من كنت مولاه فعلِيٌّ مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟! فقال الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم): والله الّذي لا إله إلاّ هو إنّ هذا من الله، فولّى النّعمان بن الحارث وهو يقول: ﴿ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ ﴾ سورة الأنفال - الآية 31 ، فرماه الله بحجر على رأسه فقتله وأنزل الله تعالى [37] : ﴿ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴾ [38] .