قصة التابعــــي الربيــع بن خثيم
.
.
كان آية زمانه في الزهد، وقال له شيخه -ابن مسعود- لو رآك
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأحبك، وقِيلِ له: يا أبا يزيد، ألا تذمُّ الناس؟
فقال: والله ما أنا عن نفسي براضٍ فأذمَّ الناس، وقيل له: يا ربيع، لم لا تجلس
في الطرقات مع الناس؟
فقال: أنا أخشى ألاَ أردَّ السلام ولا أغضَّ بصري، وجاء رجلٌ إلى الربيع بن خثيم،
فاغتاب أخًا له، فقال الربيع بن خثيم: أقاتلت الروم؟
قال: لا، قال: أقاتلت فارس؟
قال: لا، قال: فيَسلَمُ منك فارس والروم، ولا يسلم منك المسلم؟
قُمْ عني، وقال هلال بن إساف لضيفه -منذر الثوري- ألا أمضي بك يا منذر
إلى الشيخ لعلنا نؤمن ساعة؟
فقالا: كيف أصبح الشيخ؟
فقال: أصبح ضعيفًا مذنبًا، يأكل رزقه وينتظر أجلـه، قال منذر: فما الداء
إذًا يا سيدي الشيخ؟ فقال: الداء الذنوب، فقال: وما الدواء؟
قال: الدواء الاستغفار، فقال: وكيف يكون الشفاء؟
فقال: بأن تتوب ثم لا تعود، ثم حدق فينا، وقال: السرائر السرائر، عليكم بالسرائر
اللاتي تخفى عن الناس وهن على الله تعالى بوادٍ التمسوا دواؤهنَ، فقال: وما
دواؤهن؟