عم أحمد ... رجل حضرمي تجاوز عمره الستين سنه بقليل ... ويعيش بمنطقة الشرائع (مكه) ... مجرد أن تراه تبتسم لملامح وجهه البشوش ومرح إبتسامته وأضافت قامته القصيره سحراً على
عم أحمد ... رجل حضرمي تجاوز عمره الستين سنه بقليل ...
ويعيش بمنطقة الشرائع (مكه) ... مجرد أن تراه تبتسم لملامح
وجهه البشوش ومرح إبتسامته وأضافت قامته القصيره سحراً
على تقبّله من الجميع ... يحبه أهل حارته ويلقبونه بالبلبل لأنه
يستيقظ قبل الفجر ويعلو صوته الشارع وهو يقول لأصحاب
الشقق (صباح الخير يا عم إبراهيم ... صباح الخير يا عم أيمن)
لكي يوقظهم لصلاة الفجر ثم يركب مع السائق (عتيق) ليتّجه به
للحرم وينتظره ليعيده لمطعمه الصغير فيعطيه أجرته
إضافة لطبق فول وتميس لأهله ويبدأ صوته يصدح بالحاره
ليستعجل العاملين لديه في خدمة الزبائن ... وكان لصوته
طعماً ورونقاً جميلاً كُلّ صباح ما بين سلام وممازحة الجميع
وتعليقات مرحه وسبب هذه المحبة له من أهل حارته أنه حين
يغيب تبقى الحاره صامته حزينه هادئه مثل ذلك الصباح الذي
غاب عنهم حين جلس عند الحرم يراجع في موضوع عتيق وما
إن عاد عادت الحياة إلى شارع حارته وعادت تعليقاته الساخره
التي تُضحك الجميع كان يردد كلمته المشهوره عند سؤاله
لماذا لا تُعدّد يا عم أحمد يقول: كان تطبخني للعشاء (يقصد
زوجته اليمنيه) ... كانت الحاره تشهد على صلاحه وورعه وتقواه
وكان يهاب النساء ولا تقع عينه متعمداً عليهم أبداً ويعرفه
تجّار مكه فيعطونه زكاتهم لتوزيعها على المحتاجين من أهل
الشرائع ... أما عتيق فهو شاب فقير يجد رزقه في سيارته
القديمه بتوصيل عم أحمد للحرم كل صلاة فجر وصلاة المغرب
ويعود لأخذه بعد صلاة العشاء ثلاث صلوات يومياً فقط ... وفي
يومٍ من الأيام عاد عم أحمد لسيارة عتيق فوجده بعد صلاة الفجر
نائماً وصوت المسجل أغنيه لأحد المغنين فبكى عم أحمد وقال
في نفسه: تجاور بيت الله يا عتيق وتضع أغاني وتنام عن الصلاة
... تفاجأ عتيق حين استيقظ من منامه واغلق المسجل واركب
عم أحمد وعاد به ... ولم يجرؤ عتيق أن يسأل عم أحمد عن
سبب بكاءه ... ولما وصلا المطعم كان عم أحمد لا يزال يبكي
إلتفت إلى عتيق وقال له: إلى متى يا عتيق؟! ... على أيش يا عم
... إلى متى تبتعد عن الله وأنت بجوار بيته المحرّم ... إبتسم
عتيق إبتسامة المعتذر وقال: إن شاء الله قريب يا عم ... في ذلك
اليوم أعطى عتيق مبلغاً وقال إذهب للمحل وخذ إفطارك وعد
إلي بعد الظهر وهي تلك التي قصدناها بغيابه عن مطعمه ...
ولما عاد إليه عتيق بعد الظهر وجده بشوشاً مسروراً وسأله:
ما شاء الله يا عم أحمد أشوفك مبسوط اليوم ... قال عم أحمد:
لقيت لك وظيفه عند الحرم في إحدى الفنادق لما رحت للتاجر
(....) وطلبت منه توظيفك قال الله يوفقه إبشر واعتبر وظيفة
صاحبك من بكره في فندق فخم بجوار الحرم تعرف ليش يا
ولدي ؟! علشان تكون قريب من الحرم وتصلي فيه وأبغاك
توعدني بهالشيء لأن هذا الوعد هو ثمن تعبي يا ولدي ... أراد
عتيق تقبيل يد عم أحمد فرفض الأخير ووعده عتيق أن يفعل
.... متى آخر مره صليت في الحرم ... صمت عتيق فقال له عم
أحمد ... ما جاوبت ... تبي الصراحه يا عم أحمد من أيام حياة
أبوي الله يرحمه ... صمت المكان إلا من صوت السياره وهي
تعود بهم للمحل وعم أحمد يلتفت إلى نافذته وكأنه لا يريد رؤية
عتيق فشعر عتيق أن هناك إنكساراً في قلب عم أحمد وبكاءاً لا
يراه إلا في منديل عم أحمد حين يمسح عينيه وزاد الصمت
طويلاً وعم أحمد لم يلتفت إلى عتيق أو النظر في الزجاجة
الأماميه إلا عندما وضع الأجرة على طبلون السياره قبل أن
تتوقف السياره عند منزله وقبل المغرب جاء عتيق كالعاده
لنقل عم أحمد لصلاة المغرب وفي ذهن العم 9 سنوات على
رحيل والد عتيق وقال: يا عتيق يا ولدي إذا رأيت أن عملك
سيؤثر على ما نقوم به فتفرّغ لعملك والوعد الذي إتفقنا عليه ...
أكيد يا عم ان شاء الله انه ما يؤثر على ذهابك كل يوم لن الشغل
من الصباح حتى الساعه 1 ظهراً أكون صليت وجيت ... الله
يوفقك يا ولدي ... ثم أعطاه 1500 يشتري فيها ملابس جديده
للدوام ثم قال له مودِّعاً: في أمان الله ... ونحن نودّعكم حتى
يحين الجزء الثاني
ماشاءالله نبض
اسلوبك جمييييل
وومتع جدا
يجبرنا نقرا كل حرف وسطر
اسمتعت بقصه عم احمد وعتيق
واسلوبه الرقيق في المعامله والنصح
مبدع دايما
وبانتظار التكمله ان شاءالله
وتسلم يديككك
Orchid
مليييون شكر ياعمري على الاهداء
اللي اسعدني ربي يسعدكك
حيا الله الأميره صدى ... وأجمل من يبدأ في التعليق
لما يدعمك أول تعليق بـــ 15 مشاركه فهي في نظري
أجمل تعليق ودعم وفوق ذلك مرفوع للتنبيهات وتقييم
ويكون أيضاً من السلطة العليا فهذا هو الرقي
كل الشكر والإمتنان لك سيدة المنتدى الأخت صدى