يذكر العلماء أسبابًا عديدةً لنزول القرآن الكريم باللغة بالعربية، منها أن النبي صلى الله عليه وسلم عربيٌّ، ومعروفٌ أنَّ كل رسالة كانت تنزل بلسان نبيِّها، وكذلك يفسِّرون ذلك بأنَّ العربَ كانوا ذوِي فصاحةٍ وبيان فجاء القرآن الكريم ليتحدَّاهم في ذلك، ومن هؤلاء الأساتذة مَن يذكر أنَّ اللغة العربية جميلة وفصيحة والقرآن الكريم كذلك يتَّخِذ من الجمال والفصاحة وسيلةً أو قناة للوصول إلى النفوس.. وغير ذلك.
إنَّ القرآن الكريم إنَّما نزل بلغة العرب؛ لأنَّ الله - عز وجل - قد رأى في العرب المقوِّمات التي يمكنهم بها توصيل هذه الرسالة السماوية الخاتمة العالمية إلى أبناء الدنيا كلِّها، وأوَّل هذه المقوِّمات (اللغة)..
أما إذا لم يقم العرب بهذا الدور خيرَ قيامٍ فإنما هي خَيْبةٌ أصابتهم في تحقيق مراد الله تعالى؛ نرجو أن يعفو عنهم، والحقيقة أنَّ بعض العلماء القدماء قد فهموا هذا المغزى على مدار التاريخ الإسلامي:
فقيام بعض الصحابة بالحفاظ على القرآن الكريم بحفظه في الصحف والنصِّ على ضبط قراءته، وما إلى ذلك - جزءٌ من هذا الفهم للمغزى من نزول القرآن الكريم باللغة العربية.
وقيام بعض العلماء العرب المسلمين بجمع اللغة التي يمكنهم بها تأصيل الكلمات القرآنية، وما دار حول ذلك النصِّ من خدمات لغوية وبيانية من العرب والمسلمين، خيرُ شاهدٍ على هذا الفهم للمغزى من نزول القرآن بالعربية.
ونشاط الدراسات الشرعية العربية الإسلامية التي تمحْوَرَت حول النصِّ القرآني بكل فروعها إحدى مؤشِّرات فهم هذا المغزى.
حتى إنَّ ما صَاحَب ذلك كلَّه من فتوحات العرب المسلمين شرقًا وغربًا إنما كان شيئًا من هذا الفهم لمغزى نزول القرآن الكريم باللغة العربية.
وربما كانت هناك أنواع من الشذوذ في تبليغ هذه الدعوة عملًا (إراديًّا أو غير إرادي) لغير العرب المسلمين؛ فما شطحات الصوفية وما مبالغات الرحَّالة العرب في ترحالهم وغيرها من المبالغات - إلا تجسيد لهذا الفهم لسببية نزول القرآن الكريم باللغة العربية.
لكل ما مرَّ وغيره، يمكن أن نخرج بأنَّ القرآن الكريم نزل باللغة العربية لأسباب عديدة، من أهمِّها قدرة العرب لغويًّا وإنسانيًّا على حمل رسالة هذا الكتاب الحكيم وتبليغه لأبناء الدنيا كلِّها.
والله يعلمنا ويهدينا إلى سواء السبيل.
د. إبراهيم الشافعي
glh`h k.g hgrvNk hg;vdl fhggym hguvfdm? lgh`h hgrvHk
glh`h k.g hgrvNk hg;vdl fhggym hguvfdm? lgh`h hguvfdm? hgrvHk hg;vdl fhggym k.g