15-09-2023
|
|
معاني النعم في القرآن الكريم
وقد وردت مادة نعم ومشتقاتها في القرآن الكريم على عدة معان:
النعمة بالمعنى العام :-
وهي ما أنعم الله به على الإنسان، من ذلك قوله تعالى: {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} (لقمان:20) أي: النعم التي سخرها الله للعباد مما في السموات والأرض. وبحسب هذا المعنى قوله عز وجل: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} (النحل:18) المعنى: وإن تعدوا أيها الناس نِعَمَ الله التي أنعمها عليكم لا تطيقوا إحصاء عددها، والقيام بشكرها إلا بعون الله لكم عليها. وعلى هذا أيضاً قوله سبحانه: {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (الأنفال3) أي: أن الله إذا أنعم على قوم نعمة، فإنه بلطفه ورحمته لا يبدأ بتغيرها حتى يجيء ذلك منهم، بأن يغيروا حالهم التي تراد وتحسن منهم، فإذا فعلوا ذلك وتلبسوا بالمعاصي، أو الكفر الذي يوجب عقابهم، غيَّر الله نعمته عليهم بنقمته منهم. والآيات وَفْق هذا المعنى كثيرة.
النعمة بمعنى المِنَّة :-
وما امتن الله به على عباده، من ذلك قوله تعالى مخاطباً بني إسرائيل: {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} (البقرة:40) قال ابن عباس رضي الله عنهما: "أي: آلائي عندكم وعند آبائكم، لما كان نجاهم به من فرعون وقومه". وقال الطبري: "نعمته التي أنعم بها على بني إسرائيل: اصطفاؤه منهم الرسل، وإنزاله عليهم الكتب، واستنقاذه إياهم مما كانوا فيه من البلاء والضراء من فرعون وقومه، إلى التمكين لهم في الأرض، وتفجير عيون الماء من الحجر، وإطعام المن والسلوى". وعن مجاهد قال: "نعمته التي أنعم على بني إسرائيل فيما سمى وفيما سوى ذلك، فجَّر لهم الحجر، وأنزل عليهم المن والسلوى، وأنجاهم عن عبودية آل فرعون". ونحو هذه الآية قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم} (المائدة:20) أي: مننه التي امتن بها عليكم. والآيات وفق هذا المعنى غير قليلة.
النعمة بمعنى الإسلام :-
من ذلك قوله سبحانه: {ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب} (البقرة:211) يعني بالنعمة جل ثناؤه الإسلام، وما فرض من شرائع دينه. قال الطبري: "ومن يغير ما عاهد الله في نعمته، التي هي الإسلام من العمل، والدخول فيه فيكفر به، فإنه معاقبه بما أوعد على الكفر به من العقوبة". وبحسب هذا المعنى أيضاً قوله عز من قائل: {واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} (آل عمران:103) أي، صرتم بنعمة الإسلام إخواناً في الدين. ونحو هذا كذلك قوله سبحانه: {أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون} (العنكبوت:67) أي: يكفرون بما أنعم الله عليهم من دين الإسلام.
النعمة بمعنى الإيمان :-
جاء على هذا المعنى قوله تعالى: {فضلا من الله ونعمة} (الحجرات:8) أي: إن الله حبب لعباده الإيمان، وأنعم عليهم هذه النعمة التي عدها فضلاً منه، وإحساناً ونعمة منه أنعمها عليهم. ومن هذا القبيل قوله سبحانه: {إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل} (الزخرف9) أي: فما عيسى عليه السلام إلا عبد من عباد الله، أنعم عليه بالتوفيق والإيمان، وجعله آية لبني إسرائيل، وحجة لله عليهم، وليس هو كما تقول النصارى من أنه ابن الله تعالى، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
النعمة محمد صلى الله عليه وسلم :-
جاء على ذلك قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} (إبراهيم:29) كان تبديلهم نعمة الله كفراً في نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، أنعم الله به على قريش، فأخرجه منهم، وابتعثه فيهم رسولاً، رحمة لهم ونعمة منه عليهم، فكفروا به، وكذبوه، فبدلوا نعمة الله عليهم به كفراً. ونحو هذا قوله عز وجل: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله} (النحل:112) هذا الكفران تكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به. ومثله أيضاً قوله جل شأنه: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون} (النحل:83) قال السدي: يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، أي: يعرفون نبوته، ثم ينكرونها، ويكذبونه.
النعمة بمعنى نبوة النبي صلى الله عليه وسلم :-
جاء على ذلك قوله عز وجل: {وأما بنعمة ربك فحدث} (الضحى:11) عن مجاهد في قوله سبحانه: {وأما بنعمة ربك فحدث} قال: بالنبوة. وعنه أيضاً قال: بالقرآن.
النعمة بمعنى الثواب :-
جاء وَفْق هذا المعنى ذلك قوله سبحانه: {يستبشرون بنعمة من الله} (آل عمران:171) قال الطبري: يعني بما حباهم به تعالى ذكره من عظيم كرامته عند ورودهم عليه. وقال القرطبي: أي: بجنة من الله. ويقال: بمغفرة من الله.
النَّعمة -بفتح النون- المال والغنى، جاء على ذلك قوله تعالى: {وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا} (المزمل:11) أي: أولي الغنى والترفه واللذة في الدنيا.
النعمة بمعنى الطاعة والعبادة :-
من ذلك قوله سبحانه: {صراط الذين أنعمت عليهم} (الفاتحة:7) أي: أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من الملائكة والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، الذين أطاعوك وعبدوك. ونحوه قوله عز وجل: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم} (النساء:69) أي: أنعم الله عليهم بهدايته والتوفيق لطاعته، وحًسن عبادته. ووَفْق هذا المعنى قوله عز وجل: {قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما} (المائدة:23) يعني: أنعم الله عليهم بطاعة الله في طاعة نبيه موسى عليه السلام، وانتهائهم إلى أمره، والانزجار عما زجرهما عنه.
النعمة سعة العيش ورغده :-
من ذلك قوله عز وجل: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن} (الفجر:15) أي: فأما الإنسان إذا ما امتحنه ربه بالنعم والغنى {فأكرمه} بالمال، وأفضل عليه، {ونعمه} بما أوسع عليه من فضله، فيفرح بذلك ويُسر به. ونحو قوله تبارك وتعالى: {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه} (فصلت0) المعنى: إذا أنعم سبحانه على الإنسان، فكشف ما به من ضر، ورزقه غنى وسعة، ووهب له صحة جسم وعافية، أعرض عما دعاه إليه من طاعته، وصدَّ عنه.
******
luhkd hgkul td hgrvNk hg;vdl Huhkd hgrvHk
luhkd hgkul td hgrvNk hg;vdl Huhkd hgkul hgrvHk hg;vdl td
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|