كان القادرون طامعين وكان الضعفاء بلا كبرياء.. الطرق متشعبة ت
صيب في متاهة بلا حدود. من يتعثر الخطى يصبح لقمة سائغة..
وفي حيز ضيق ضاقت الفرصة والنجاة من قوافل الغربة..
حياة بلا نكهة.. ظلام يجلل الزمان والمكان.. لكن الظلام لا يدوم
ولبد من أفق يخبر عن فجر
جديد كما تنبت الشمس كان عبدالعزيز
فجرا جديدا الرياض المدينة الوادعة تصبح على فجر عبدالعزيز
فينقشع ضباب الغمة وتتضح المعالم في سير جديد نحو أفق أرحب..
وكما تقلب الصفحة المعتمة كان عبدالعزيز يفتح صفحة جديدة
مشرقة ناصعة فهذا الوطن بأكمله.. تغيرت الأحوال ومن البدائية
الى العصرية والتطور والنمو.. المدارس والجامعات والمستشفيات
والمصحات والمطارات والقطارات النظم والتنظيمات وبناء الإنسان
ومقومات الحياة. جميعها وضعها عبدالعزيز حين أرسى ووطن الأمن
والأمان.. اهتم رحمه الله بشؤون البيت الاجتماعي وارسى دعائم الوحدة
لهذا الكيان الكبير. وخلال فترة وجيزة انطلق ليسهم في قضايا وشؤون
أمته العربية والإسلامية لتكون له اسهامات كبيرة في هذا المجال
وليعزز مكانة بلاده كطرف مؤثر في كافة القضايا الدولية. ولأن
المسؤولية في عقل عبدالعزيز تتجاوز مرحلة الجولة الأولى المتمثلة
في توحيد هذا الكيان واعداده. كان رحمه الله قد وضع برنامج
المراحل المقبلة فغرس شخصيته في ابنائه الذين تولوا المسؤولية
من بعده فكانوا خير خلف لخير سلف. فحملوا مشعل بناء الدولة
وبناء الوطن وبناء شخصية المواطن. ولعل ما وصلت إليه بلادنا
من تطور شامل ما يؤكد الصدق والمصداقية والعزيمة..