من هم الصحابة يقصد بالصحابة أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم، الذين حملوا معه الأمانة، وساعدوه في أداء رسالة الإسلام. والصحبة في اللغة العربية مصدر مشتق من الفعل
من هم الصحابة
يقصد بالصحابة أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم، الذين حملوا معه الأمانة، وساعدوه في أداء رسالة الإسلام. والصحبة في اللغة العربية مصدر مشتق من الفعل صحب أي لازم وعاشر ورافق، كما يطلق لفظ الصحابي على كل من لقي النبي محمد صل الله عليه وسلم، فآمن به ومات على دين الاسلام، وبذلك يخرج من تعريف الصحابة من لقي الرسول صلى الله عليه وسلم كافرًا وإن أسلم بعد ذلك، فلم يلقه وهو مسلم، كما يخرج من التعريف من ارتد عن الاسلام.
بلال بن ربح رضي الله عنه:
دخل الصحابي الجليل بلال رضي الله عنه في دين الاسلام إبّان مراحل الدعوة الأولى، لكنه كان عبدًا مملوكًا من سيده أمية بن خلف الذي يخالفه في العقيدة، فرفض أمية إسلام بلال، وأراد أن تكون له السلطة الكاملة على فكر بلال كما هو مالك لحريته وجسده، فعذبه أشد العذاب ليرجع عن دينه، بل كبّل أطرافه ورماه فوق الرمال الحارة، ثم وضع فوقه الصخور، وضربه بالسياط، فلم يتراجع بلال، وظل يردد: أَحَد، أَحَد، إلى أن أقدم الصحابي الجليل أبو بكر الصديق على شراء بلال وعتقه لوجه الله تعالى.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولما وصلوا غار حراء دخل أبو بكر الغار قبل الرسول لينظر أفيه سبع أو حية، فقال: "إنْ كانت فيه دابَّة تلدغني أحبُّ إليَّ مِن أن تَلْدغَ النبيَّ صلَّ الله عليه وسلَّم".
عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ينفرد بالناس ويتفقد أحوال الرعية، فمر بعجوز فقصدها، فقالت: يا هذا، ماذا فعل عمر، قال: جاء سالمًا من بلاد الشام، فقالت: لا جزاه الله خيرًا، وهي لا تعرف أن من أمامها هو عمر، فسألها عن السبب فقالت: والله ما وصلني دينار ولا درهم منذ أن تولى الخلافة، فقال: وما يدريه بحالك، قالت: والله ما ظننت أن أحدًا يلي على النّاس ولا يدري ما بين مشرِقها ومغرِبها، فبكى عمر قائلًا: كلّ الناس أفقه منك يا عمر، حتى العجائز، وأراد أن يشتري ظلامة العجوز بخمسة وعشرين دينارًا، وأثناء ذلك أقل علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود، فطرحا السلام على عمر قائلين: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فوضعت العجوز يديها على رأسها لما عرفت أن الرجل الذي أمامها هو الخليفة عمر، وقد شتمته في وجهه، فقال لها عمر: لا عليك، ثم طلب منها رقعة جلد فلم يجد، فقطع من مرقعته وكتب: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشترى به عمر من فلانة ظلامتها منذ ولي إلى يوم كذا وكذا بخمسة وعشرين دينارًا، فما تدّعي عند وقوفه في الحشر بين يدَي الله -تعالى- فعمر منه بريء، وشهد على ذلك علي وابن مسعود"، ثم أعطى الكتاب إلى أحد الشهود وقال: "إذا أنا متّ فاجعله في كفني ألقى به ربي".
صفات الصحابة
- التضحية في سبيل الله جل وعلا، فالصحابة رضوان الله عليهم تحملوا الغربة وويلاتها، تاركين وراءهم ديارهم، وأهليهم، وأموالهم، وقد وصفهم الله في كتابه العزيز فقال: "لَٰكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
- الصلة القوية بالله تبارك وتعالى، فإذا جن الليل نصبوا أقدامهم وافترشوا وجوههم وناجوا ربهم بالقول والعملح قيامًا وقعودًا، سجدًا وعلى جنوبهم.
- الموازنة في أمور الدين والدنيا دون إفراط أي مبالغة، أو تفريط أي إضاعة، فقد اهتموا بالعلم ولم يكن ذلك على حساب العمل، وتزوجوا وتمتعوا بالمال والولد ولم ذلك على حساب السمو الروحي.
إنتسابي ♡
دروس وعبر من حياة الصحابة ...
العرض الشجري
