06-02-2023
|
|
خطبة : بركةُ الصُّبْح ( 2 )
الخطبة الثانية الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله...
أيها المؤمنون!
بمفتَتح الصباح بأعمال البر يُنزِل الله على اليوم بركته، ويوفق عبده لحسن استغلاله، ويفتح الله عليه من فتوح الأعمال والأحوال
والأرزاق ما تطيب به نفسه وتقر به عينه، ومن ذلك: انشراح الصدر، وطيب النفس، وقوة البدن ونشاطه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة عليك ليل طويل؛ فارقد، فإن استيقظ فذكر الله
انحلت عقدة، فإن توضأ؛ انحلت عقدة، فإن صلى؛ انحلت عقدة؛ فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ».
قال ابن القيم: « وحضرت شيخ الاسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله - تعالى - إلى قريب من انتصاف
النهار، ثم التفت إليّ، وقال: هذه غدوتي؛ ولو لم أتغد الغداء سقطت قوتي ».
وفي افتتاح العبد يومه بأعمال البر إصباح منه على همّ الآخرة، وحضور لذكرها في قلبه، وقد وعد النبي
صلى الله عليه وسلم من أصبح والآخرة همه بالبركة وتيسر الأمر وراحة البال وغنى النفس، يقول: « من كانت الآخرة همَّه
جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة » رواه الترمذي وصححه ابن حبان.
وبركة الرزق وتيسره حاصلان إن طلب وقت البكور وقت ارتزاق الطيور، كما مر في حديث صخر الغامدي
رضي الله عنه، خاصة إن سُبق بأعمال البر مطلع النهار. رأى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ابنًا له نائمًا نومة الصبحة
فقال له: قم؛ أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟!.
قال ابن القيم: « نومة الضحى تشغل عن أمر الدنيا والآخرة ». فالصباح وقت الأرباح، قال ابن عبدالبر:
« النجاح في البكور »، وقال حكيم: « إذا أراد أحدكم حاجة؛ فليبكر إليها؛ فإن البركات في البكور ».
بكِّرا صاحبيَّ قبل الهجير *** إن ذاك النجاح في التبكير.
_ د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم.
o'fm : fv;mE hgw~EfXp ( 2 )
o'fm : fv;mE hgw~EfXp ( 2 ) hgw~EfXp fv;mE
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|