19-10-2019
|
|
قصة السر الدفين
الخفيه , الشر
قصة السر الدفين
.
السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله
تسللت فجأة يد المنية للوالد وهو في ريعانه .
الفقيد لم يتجاوز عتبة العقد الرابع من عمره .
بعد الوفاة الشبيهة بالصاعقة ، استتب الأمر لابنه الفتى الغض ،
واستبد بتسيير شؤون البيت .
ساقه البذخ والترف إلى حياة اللهو والمجون ،
فاتخذ بطانة سوء ، وهام على وجهه لا يلوي على احد ..
أمه تراقب تصرفه بانزعاج ، وتحسر..
لم تعد تستأمنه على نفسها ، كما تخشى منه على ابنتها وكل أهلها
هددها مرارا كما هدد اخته .
غدا في فترة وجيز شرسا لا يطاق . .
تآمر يوما مع بعض خلانه.
فأصيب إصابات بليغة برأسه ووجهه وكل أطرافه .
حمل إلى المستشفى فاقد الوعي ..
إنه في حالة حرجة .
وفي اليوم الثاني أكد الطبيب أن المصاب لا زال فاقدا لوعيه .
ولن يبت في نوع العلاج حتى يسترجع وعيه .
أمه تلازمه ليل نهار ، تحصي أنفاسه ،
إنها كثيرا ما تلاحظ اضطراب المسعفات ، وسريان أجواء التعبئة بين الأطباء ،
لما تنبعث من إحدى الآلات القريبة إشارات ذات لون أحمر مزعج ومهدد .
وفي الليلة الخامسة ، مكثت مع الأم أختها الصغرى التي تطمئن لها كثيرا..
كالعادة ، أخذا مكانهما بجوار سرير المريض ، يرقبان ملامحه بحزن وحسرة ،
ويرثيانه بعبرات مسترسلة ، وآهات مجلجلة في أرجاء القاعة .
ويتجاذبان أطراف الحديث ، لمقاومة غلبة النوم ، ومواكبة حركة عقارب
الساعة المتباطئة .
صمتت الأم هنيهة ، ثم التفتت إلى أختها :
إني مؤتمنة على وصية من زوجي ولا أدري كيفية تنفيذها .
تقصدين وصية أب ولديك ؟
في الحقيقة إن الولد ليس ابنه .
صعقت الأخت من مفاجأة الخبر.
واسترجعت بذاكرتها أنها لم تسمع باقتران أختها برجل غير زوجها المرحوم؟.
أدركت الأم توقعات أختها ،
الولد طفل متبنى من المستشفى المركزي .
إحدى المساعدات الاجتماعية هناك طلبت مني تبنيه يوم وضعت ابنتي فاطمة ،
لأن أمه تخلت عنه بعد ولادته بيومين ، وبقي بيننا إلى اليوم .
وقد ساءني كثيرا سوء سلوكه ، وخاصة بعد وفاة زوجي. .
أفرغت أختها نفسا عميقا ،:
وما هي وصية زوجك ؟
التفتت يمنة ويسرة لتتأكد من خلو المكان ، وقالت :
منذ سنوات ، بعد الانتهاء من توديع الأهل والاصدقاء المشاركين في حفل
تخرج الولد من الجامعة ، أسر لي زوجي بأنه أدى واجبه كاملا تجاهه ،
إلا أنه لم يتبناه كما كنت أظن ، وأبدى رغبة ملحة في مصارحته.
ولم يتمكن ، فتركها وصية مكتوبة ، أمانة في ذمتي .
و كم ألححت عليه ليجد مخرجا يجبر به خاطره ، ويواسيه ، ولكنه أبى..
ثم نظرت إلى أختها نظرة استعطاف ،
أرجو ألا تخبري أحدا بهذا السر .
اتركيني أتصرف بالشكل اللائق وحسب ظروف الفتى الطريح .
عند زيارة الصباح الموالي استبشر الطبيب المعالج خيرا لما لاحظ على المريض
مخايل الاسترجاع التدريجي لوعيه .
فأعد العدة لإجراء العملية التي استغرقت عدة ساعات وكللت بالنجاح .
وقبل انتهاء مدة النقاهة ، وفي غفلة من الزائرين والعاملين بالمستشفى ،
لملم المريض أغراضه .
وودع الجميع همسا .
وانصرف مستعينا بأحد خلانه .
وخلف وراءه فوق السرير رسالة دون فيها عبارة يتيمة بخط عريض :
اللقيط غادر ولن يعود.
rwm hgsv hg]tdk
rwm hgsv hg]tdk hgsv
|