,
فِعلاً رُبما أحد أكبر الآفات التي قد تقع على عاتق الأًسر
هي أن يكون هُناك
شريك لهـم بـِ " التربية " يؤثر على أبنائهم
و لعل من أكثر الأمور التي يُصارع فيها الأباء هي مُحاولة نسج نسيج داخلي لـِ أبنائهم لا يتأثر كثيراً بالمُجتمعات من حولهم
و
من هُنا ننطلق
مُحاولين
نسج التوازن بين العالم الخارجي لـِ الأبناء و العالم الداخلي
بحيث أن لا نقطعهم تماماً عن العالم الخارجي ... فـ
نُنشئ ابن ناقِم
ولا نُسلمهم تماماً للعالم الخارجي ... فـ
نُنشئ ابن ضائع
علينا نحن كأباء ان نحمل على عاتقنا تحقيق هذا التوازن بين العالم الخارجي و الداخلي لأبنائنا
فـ نحرص مثلاً على تلقين أبنائنا الركائز و المبادئ و القيم في الحياةِ من داخل منازلنا و أُسرنا
وَ ان
لا نُسلمهم تماماً لـِ العالم الخارجي قبل ان نملئ جُعبتهم بـِ اليقين التامِ بأنفسهم و ذواتهـم
علينا ان نُخبرهم طويلاً ان المبادئ تُستقى من الأُسر و ان القيم منبعها من الأُسر
و كل اعتلالٍ في هذا محل نقاشه بين الأُســر .... لأنهم
مصدر الصدق و الثقة لنا
اما العالم الخارجي فهو عباره عن عالم اتصالِ سطحي , لا يصح أن يُرمى إليهِ الأبناء وهم رُخاةً لينين
لم يتسلحوا بـِ درع الثقةِ العُظمى بأنفسهـم و تلك الصلابة التي تجعلهم يُحافظون بها على أعمدةِ حياتهم الأساسية
ولعلي لا أُخفيكم القول ان الحياةِ قديماً كانت أشد سهولةً
يستطيع الوالد فيه أن يُصارع الصُحبةِ و المُجتمع المُصغر حول ابنه
و يتسنى له تقديم ابنه لـِ الحياةِ الحقيقية التي تتخللها نوع من الحُرية بعد ان يُنشئة نشئةً يثق بها
لكن
الحياة الآن أشد انفتاحاً , اشد توسعاً , وَ أسهل توغلا
و للأسف الحياةِ الآن أصبحت تسرق الآباء أنفسهم عن أبنائهم
فـ الأباء الآن أصبحوا متورطين كذلك في أجهزةِ الألفية
غير مدركين بحجم التأثير التي تسكبه تلك الاجهزه على عُقولهم و طريقة تفكيرها
المُصيبة في ذلك حال الأبناء , الذي أصبح المُوجه الأول لـِ أفكارهم تلك الأجهزه التي بين أيديهم
و أخذت تلك الاجهزه تقوم بـمهمة /
التربية الفِكرية لهذا الجيـل الناشئ
الإستسلام لهذا و عدم الوعي له سـ يُعرضنا للصدمةِ مُستقبلاً
و سـ يُنشئ أفراداً كُثُر لهم مناهج مُتعدده و مُتفرقه داخل الأُسره الواحـد
وهذا يُضعف كثير من الجوانب ... و قد يجعلهم طُعماً سهلا و لقمةِ غير باهضه لـِ الكثير من العشوائياتِ
:
الأمـير
تكتب بـِ حجا لا ينضب
تُحلق بنا في سماءٍ فِكرية لا نملها أبداً
بـِ حروفِ قلال و معانِي جزلة و دوحةً غنّاء بـِ الوعي المُفيد
جَم الشُكر لك يـآقدير
ولـ
روحك سعادةً ليست كمثلها شيء