لا أعرف هذه الفتاة من تكون ..... ولا ...
كيف حدثت تلك الأمور
أنا لم أرها ... أو أسمتع لصوتها ....
لكن حوارنا كان بين الحروف التي تتخاطب
كان لها صمت .... يسمعه فكري
كان يعيش بيننا... خيال الحوار ...
حتى تكونت صداقة بين حروفنا .... معاً
برغم أننا لا نطمح في ذلك ...
خشيت أن تتزيّن حروفي ... بالمشــاعر
أو أن تشم منها رائحة العاطفة نحوها
كانت طفولتها حزينه .... ورؤيتها للحياة مظلمه
لا أعلم ... كيف وصلتني حروفها ... أو ما تحتويه
لكنها كانت تبحث عن شيء يهدئ من تفكيرها المزعج
كان هذا التفكير .... تائهاً في ظل ظروفها المحيطه
وبين رغبات روحها وغرائزها العاطفيه وبين واقعها المؤلم
الجميع يرى أنها لا زالت تتصرف بطفولة متناهيه
لكنها كانت ترى غير ذلك ....
وترى أنها لابد وأن تتغيّر .... كما تغيّرت دنياها وجسدها
كانت حروفها تتحدث إلي بشفافية تغضبني ....
لأنني لست المخوّل لكي تتحدث إلي بهذه الصراحة المتناهيه
وينبغي عليها ألا تسمح لأحد أن يتصفح مشاعرها وما تعانيه
لأنها في هذه الحاله .... ستكون هشة للإستغلال
حاولت كثيراً منعها ان تتحدث عن نفسها بإسهاب
وحاولت مراراً إيقافها عن طرح أكثر من مشكله
دفعتها لكي تكون أمها هي مخزن أسرارها ... لكنها رفضت
فأمها ليست لينه لكي تسمع معاناتها ...
قلت لها لكنها أيضاً ليست قاسيه .... كي تنهرك
قالت حروفها : نعم ... لكنها لا تفهمني
لا تفهم أحاسيسي .... ولا تراعي مشاعري
تتحدث معي بإنفعال ... عند أي نقاش في رغبتي لزيارة صديقتي
أمي ترى أن صديقتي هذه ... هي من لوّثت أفكاري
فهي تعيش في حرية كامله ... وفي عيش رغيد
وتسافر متى شاءت عائلتها .... وتركب مع السائق وحيده
فلا أحد يمنعها من ذلك ....
أما أنا فأمي ترفض أن أركب مع الباص كالأولى أو الأخيره
أمي حطمت حياتي .... لأنها لا تريد أن أسمع أغاني
أو أشاهد القنوات الفضائية ذات المقاطع شديدة العاطفيه
تغيّر القناة إذا رأت فتاة تبكي لرحيل حبيبها
قلت لأمي : هل تعتقدين أن ذلك قد يؤثر على سلوكي
فجأه أقاطع حروفها وأكتب لها : لكنها تؤثر في مشاعرك
وتبكين لذلك .... قالت : لا علاقة لذلك في سلوكي
هذه الفتاة ليست مراهقة فقط بل
أنها شديدة العاطفه
ولذلك أتعامل معها بحزمٍ
لكي لا تلين حروفها لي
فأنا مجرد عابر سبيل ...
ألقى نصيحته ورحل
وجدتها فتاة ناعمة ....
تحتاج إلى مشاعر .... ليس لها
بل لمن يعيش لها ويهمّه أمرها
هي بحاجة لمن ينصت .....
لكل ما تبوح به نفسها
هي تدرك أن معاناتها ....
تكمن في ظروفها القاسية
وتدرك أن ظروفها ومن حولها
دائماً لا يقفون بجانبها
هي بحاجة لآذان صاغيه ...
حتى لو لم يكن هناك ..... حل
وحين يقاطعونها مؤنّبين ...
تتركهم وترحل غاضبة
ترحل من نفسها إلى نفسها ...
ومن صخبها إلى سكونها
تاركة صمتها لهذا الكون ....
يرحل به الهواء في كل مكان
تصرخ بين أنفاسها .... بآهات صامتة
بضجيج لا يسمعه سوى جسدها
الجميع يشعر أنها بحاجة للحديث ...
لكنهم لا يفهمون ماتعنيه
ترددت كثيراً أن تطرق بابي ....
لكن خوفها وحياؤها كان يمنعها
وفي يومً ما ... علّقت على مقالً لي بشدّه
وكأنها توجّه لي نقداً حادّاً
قرأت ذلك الرد مراراً ...
فوجدت أنه يحوي مشاعر متناقضه
ومنذ ذلك المقال بدأت قصتي معها .....
هذه الفتاة تخلط أموراً كثيره ....
ثم تسألني عن حل لها
في الحقيقه أنا لا يهمني نَصَّ الحروف
فهناك أحاسيس تحتويها تلك الحروف
لأن المشاعر دائماً ما تختفي خلف الحروف ....
المشكله أن تلك الأحاسيس ...
أخذت تتغيّر ... لكنها ...
لا تتجاوز في محيطها ... حدود الإعجاب
وهذا الإعجاب ... يكمن في طرح الحلول
وفهمي لمشكلتها
إنها مشاعر إعجاب .... تبحث فقط عن حروفي
مشاعر لا تودّ .... أن تعرفني كشخص
فهو لا يهمها من الكاتب ....
ولا ماذا تعني له تلك الحروف
هي تجد في حروفي شيئاً من حقيقة تعيشها
أنا يا سيدتي أخاطب حروفك وأتحدث معها ...
وأن ما بيننا لا يعدو سوى خيال لن
يسمح كلانا له أن يتمادى حوارنا ومزحنا وحروفنا
.... خليط بين الأخوة وليس غير ذلك
وما استخدمت المزح إلا للتخفيف من
حدّة الإحتقان في نفسك
وهو مزح لا تمادي فيه ولا إسفاف ولا لين
مزح ينتهي بنهاية وقته ....
وحوار ينتهي بنهاية ما كتبنا
إننا يا سيدتي نتحاور ونمزح ...
كأننا في لحظتها راحلون
لا نترك بعد ذلك شيئاً خلفــــنا .....
عليكم أن تسألوني ....
لماذا بادرت إلى كتابة ما ذكرت
إننا أيها الأحبه ..... قد نبحث عمن
نجد لديه حلولاً لمشاكلنا
وغالباً ما ندعهم يتعاملون مع تلك
المشاكل بعواطفهم وأحاسيسهم
وقد يتفاعلون مع آلامنا
ويحزنون لأوجاعنا ويواسوننا
إلا أننا لا نريد منهم ... ذلك ....
إننا لا نريد أن يكونوا بجانبنا على الدوام
إننا أحياناً نبحث عن أناس فقط ليستمعوا إلينا
ثم نطالبهم أن يرموا ذلك في بحر النسيان
أمّا وإن بادرونا بحلول ....
فعلينا تقييم ذلك قبل أن نقدم عليه
.... فقد تكون الرؤية مختلفة بيننا وبينهم
وقد تكون الحلول ناجعة لو لم
يعيشوا وضعنا الإجتماعي
أو ربما تكون بعض الحلول مثالية
لا تنطبق على ظروفنا
جميل جدآ حين نحترم ونعرف
حدود مشاعرنا ومشاعر الغير
ولا نحاول تجاوزها...
والاجمل
حين تجد شخص وقت إنهزامك
يساعدك ويشدو من أزرك
ويرمم ضعفك
لا أن يحاول استغلال ذآك الانهزام والضعف!
.
.
أُهنئك نبض ع جمال روحك النقيه
.
.
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ - غَيهّبْ ، على المشاركة المفيدة:
الله يرفع قدرك أخت ترف على ما ذكرتي
يؤلمنا أحياناً أن لا نجد من يستمع إلينا
ويؤلمنا أيضاً حين يسيء الناس فهمنا
نحن يا سيدتي بحاجة ألا نقترب أكثر ممن
يشعر أن الوحدة تدفعهم للآخرين وعلينا
أن نعامل مشاعرهم بأنها ليست ملكنا
ومجرد أن تهدأ النفوس لا هم من تعلّقوا بنا
ولا نحن من جذبنا ضعفهم لإستغلالهم
كل الشكر والتقدير لك يا سيدتي
هي بحاجة لمن ينصت .....
لكل ما تبوح به نفسها
هي تدرك أن معاناتها ....
تكمن في ظروفها القاسية
وتدرك أن ظروفها ومن حولها
دائماً لا يقفون بجانبها
هي بحاجة لآذان صاغيه ...
حتى لو لم يكن هناك ..... حل
و مااشد حاجتنا لمن ينصت لضجيج ارواحنا
حتى وان لم يكن يحمل حلا لما..نعانيه
المهم الانصات
قد نشعر بالراحه عندما نجد من يفهمنا ويتفهمنا
نشعر بان الحمل اخف من ذي قبل
لكن هل نجد الشخص المناسب في كل وقت
قد نهوي بأنفسنا دون أن نشعر..
وبدل البحث عن حل مشكله نجد انفسنا
في مواجهة تياراً عارماً لاطاقة لنا بتحمله
نبض المشاعر وفيض المشاعر
اعتذر للاطاله
فانت كاتب متمكن تأسرنا بحروفك
حتى اننا نشعر بأن هذه الحروف خاصة لنا
دون غيرنا
الله يعطيك العافية ويسعدك
صح لسانك وسلمت يدينك
ماننحرم منك ومن ابداعك
التقييم والنجوم والشكر والإعجاب
وقبلها
الختم والإضافة
تستاهل كل خير
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رتيــــــل على المشاركة المفيدة:
رائعا ان نجد نص باذخ يجمع بين الكثير من الفنون اللغويه والادبيه والفصص والروايات
وكذلك علوم علم* النفس وكذلك
الارشاد الصحي والديني
بهذه الصوره الجماليه وفي نفس المكان
وبيد كاتب واحد
فاشكرك اولا على الجمع بين كل ذاك
اخوي
النص ملئ بكل انواع المحسنات اللغويه
والصور البديعيه وعلامات الاستفهام
والتنسيق بين الحروف وشد انتباه القارئ
بشكل سلس ومرتب ومبهر وجميل
هذا من ناحيه
اما من ناحيه اخرى
الترابط الانسجامي الرائع بين الاجزاء في هذا النص رغم ان كل جزء لوحده
فلم اشعر بانها متفرقه لجمال اسلوبك وروعة الغوص في معاني وعمق الاجزاء
وهذا يحسب لك وتميزت به
من حيث المضمون فهناك حوار صامت بينك وبين الفتاه بشكل درامي وكأننا نرى لغة العين سائده بينكم في بداية حديثكم
وهذا اسميه مناجاه بين الارواح وتقاربها
في علم النفس
ثم تنقلت بعد فهمك للغة الروح
الى معرفة سبب صمتها وما يحيطها من مشاكل وعدم فهم وتقارب بين الفتاه ووالدتها
ثم عرفت عالمها الواقعي وليس الافتراضي
وحاولت تقريب وجهات النظر بين الطرفين
وهكذا واسترسلت بوضع حلول لذلك
ثم توضيح ان الحب في فتره المراهقه
شي جميل ولكن يحتاج لدراسه متكامله
وتوقفات قليله لاظهاره بالشكل اللائق
في النهايه نص باذخ جمع بين العلوم الانسانيه كما ذكرت لك سابقا
نبض المشاعر
المدح لا يوفيك حقك ولكن قد تجد في تعليقي توضيح لروعة قلمك
دمت بخيرررر
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ برازيلي على المشاركة المفيدة: