كأنما كل حزن الأرض قد تقاطر من كل حدب وصوب
لكى يستقر على قسمات هذا الوجه
الذى لايستحق فى واقع الأمر
إلاَّ أن ترتسم عليه إبتسامة دائمة أو علامات فرح وإشراق
ولكن يبدوا أن الدنيا قد أدارت ظهرها لهذا الوجه
واستبدَّت ماشاء لها الإستبداد
فخلَّفت عليه علامات استفهام كبرى
أو لعلَّها وضعته أمام مؤامرةً كبرى أدواتها الحزن والبؤس
وكل مايمت الى التعاسة بصلة
ولكن ومن خلال حوار بيننا إستمر لدقائق
ومن خلال فضولى الذى لايريد أن ينتظر بعض الوقت
بادرتها بسؤال مفاجىء
يبدوا أننى لم أُفكِّر كثيراً فى عواقبه ..
قلت لها هل لى أن أعرف بصراحة متناهية سر هذا الحزن
الذى يغمر وجهكِ ويقيم فيه إقامة دائمة
فإذا بعلامات الخجل وإمارات المفاجأة على وجهها
لكنها تماسكت فى لحظات كمن غفل وتذكَّر فجأة ..
وقالت وهل إذا أخبرتك ستبادر الى حل المشكلة
أم أنك ستُعلِن تعاطفك أو تخزِّنُها فى ذاكرتك
لكى تصنع منها قصَّة فى يوم من الأيام ..
ثم إنك تسأل عن سر الحزن .. فهل لديك دواء أو وصفة طبية لهُ
أم هل لديك عقار لمنع الحزن
أم هل هناك مايدعوا الى الفرح فى ظل مانسمع ونشاهد كل يوم
من جرائم وقتل وقمع وتدمير فى أنحاء متفرقة من العالم
قلت لها لاتهربى .. أريد ان اعرف أسباب سيطرة الحزن على وجهك أنتِ
قالت أرى أنك تُصر على أن أُبيِّن لك الأمر
وأنا لستُ مهيأة نفسياً لكى أفتح معك حواراً
لاأدرى إذا كان سيُغلق فى لحظة ما أم لا
ولملمت أحزانها وغادرت
واحتفظت بسر حزنها فى قلبها
غادرت ومساحة الحزن على وجهها قد زادت إتساعاً
غادرت وتركتنى مازلت مُصِرًا على أن أعرف الإجابة
وأنا على يقين أنَّنى ربما ألتقى بها فى المرة القادمة
وتكون حالتها النفسية مهيأة لتُجيب عن سر هذا الحزن
الذى جعلها كممياء خرجت للتَّو من إحدى مقابر الفراعنة ..!
منقوول